| مقـالات
سئل أحد المتسابقين في برنامج تلفزيوني عن معنى )الطلح( الذي ورد في الآية الكريمة )وطلح منضود( هل هو العنب أو الموز.. فأجاب بأنه العنب وكانت اجابته خاطئة حرمته من مبلغ كبير.. ولو فكر جيداً لقال الموز.. لأن العنب ورد في القرآن بلفظه في أكثر من موضع.. وبالتحديد في أحد عشر موضعاً ما بين مفرده وجمعه أي ما بين عنب وأعناب.. لهذا فإن المنطق يوحي بأن الموز هو الجواب الصحيح حيث لم ترد لفظة )موز( صراحة.. وعطفاً على المبررات السابقة كان الاحتمال الثاني هو الصحيح. ولا يهمني في هذا المقام تقويم أو تقييم ذكاء المتسابق لكن ما أنا بصدده هو هل أن الطلح هو الموز حقيقة؟ لقد ورد في بعض التفاسير ذلك.. ولكي أوسع معرفتي رجعت إلى معجم لسان العرب.. فوجدت للطلح أكثر من معنى.. لكني سأقتصر على كلمة )الطَّلْح( بفتح الطاء مع التشديد وتسكين اللام.. ورد في اللسان الطلح: ما بقي في الحوض من الماء الكدر. والطلح شجرة حجازية جناتها كجناة السمرة ولها شوك أحجن ومنابتها بطون الأودية وهي أعظم العضاء شوكاً وأصلبها عوداً وأجودها صمغاً )الأزهري(.. قال الليث: الطلح شجر أُمِّ غيلان ووصفه بهذه الصفة وقال: قال ابن شميل: الطلح شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس والإبل وورقها قليل ولها أغصان طوال عظام تنادي السماء من طولها.. ولها شوك كثير من سلاء النخل ولها ساق عظيمة لا تلتقي عليها يدا الرجل.. تأكل الإبل منها أكلاً كثيراً وهي أم غيلان تنبت في الجبل والواحدة طلحة وبها يسمى بعض الرجال. وقال أبو حنيفة: الطلح أعظم العضاء وأكثره ورقاً وأشده خضرة وله شوك ضخام طوال من أقل الشوك أذى. أما تفسيره بشجر الموز فقد قال الأزهري: إن هذا غير معروف في اللغة.. قال أبو إسحاق إن من فسره بأنه الموز اعتمد على أن لشجرة الموز نَوْراً طيب الرائحة وثمرها لذيذ الطعم فخاطب الله بها أهل الجنة ووعدهم بما يحبون. وقال مجاهد: أعجبهم طلح وج وحسنه.. ومعروف أن وج واد خصيب من أودية الطائف فوعدهم به. نخلص من هذا أننا لو تفحصنا المعنى هل الطلح شجرة أُمِّ غيلان أم الموز لوجدنا أن الثاني أقرب لرغبة الإنسان رغم ما في الأول من فوائد.. وشهرة بهذا المعنى..
والله أعلم..
|
|
|
|
|