| عزيزتـي الجزيرة
ظل الشمس و «فيِّها» الذي كان يميز الواحات الغناء في الاراضي الجرداء وفيه يجد المسافر راحته ولا يصحو عاجلا من غفوته..اصبح يمثل للاكثرية منا في حاضرنا ازعاجا بارتفاع صيحات الاحتجاج وآهات الاوجاع والتشكي والتذمر بان الجو حار والشمس ساخنة والانتظار في الظل ممل وغير مريح.
ولا غرابة اطلاقا في ان تعلو صيحات الاستنكار والضجر بمجرد الوقوف في ظل الشمس فهذا نتاج ما افرزه لنا مجتمع الرفاهية الذي اهلنا لاحتلال مركز متقدم في البدانة والترهل.
حيث كل المقومات والامكانيات التي تجعلنا الاسمن والاكثر بحثا عن الراحة وليس الانشط والاقدر بدليل اننا تلقفنا الحضارة بإيجابياتها وسلبياتها واستخدمناها الاستخدام غير الامثل..فلم نلتفت او نلقي آذانا صاغية لاساليب التذكير والتوعية من حولنا..فقد استسلمنا لرغباتنا وشهواتنا..وهذا ما اوجد تجمع الرفاهية الباحث عن الجاهز دائماً وغير الصابر على مشقةالعمل حتى لو كان افراده في امس الحاجة للعمل..فالاتكالية ديدن العاطلين والاعتماد على مافي جيوب الاب او الاخ او الاخت وحتى الجار يدخل في نفوس الكسالى والاتكاليين اصحاب الطموحات المحدودة تطمينات على الحاضر دون اكتراث للمستقبل..همهم فقط الحصول على مال بدون تعب ووظائف مناسبة وغير مجهدة بدون تأهيل وينتظرون من الدولة ان توفر لهم وظائف بمكاتب فارهة واجواء مكيفة رغم طرق التأهيل العلمي المتنوعة التي وفرتها لهم داخلياً وخارجياً اننا لا نعاني من جيل عاطل عن العمل فقط بل نشتكي من جيل قاصر في تدبيره ناقص في تفكيره غير واضح واقعه او معروف مصيره!
خالد الدلاك
|
|
|
|
|