| مقـالات
لا يمكن النظر الى شلالات الهجوم من منظمة العفو الدولية وهول الاحتجاج ضد كل اجراء تقوم به دول العالم الثالث والدول العربية والاسلامية على وجه الخصوص بمعزل عن الصراع الدائر الآن في أرجاء المعمورة، ولئن كان البعض يدخل الصراع بالهجوم السافر عن التناقض التاريخي.. والاختلاف الفكري.. والصدام الثقافي.. والعداء السياسي.. والتنافر الاقتصادي علانية فان البعض يميل الى اختيار جزئيات محددة يطرح فيها مفاهيمه بهدف تقويض المفاهيم الاخرى.. ويلح في تكريس فكرة بهدف تبديد الافكار الاخرى في الساحة!!
* منظمة العفو الدولية اختارت اموراً محددة اهمها التباكي على المجرمين الواقعين تحت طائلة العدالة.. وسكب الدموع السخناء على الذين اوجعوا غيرهم وأوسعوا الآخرين انتهاكا.. والضغط في كل محفل من اجل ان يسود الفكر الغربي وبالتحديد الفكر المنحاز لما يخدم اهداف الغرب الاقتصادية والسياسية!!
* إن نقطة الانطلاق الكبرى التي تسود العالم الآن هي الترويج للصراع الحضاري بين (المدنية) المسيحية اليهودية وبين (همجية) العالم الاسلامي.. وكلنا نعرف المواجهات الدامية بين الأديان.. نعرف الحروب الصليبية في القرون الوسطى وكيف فشلت في السيطرة على الشرق المسلم.. وهي حركة لم تكن خالية من عقدة الثأر.. ونعرف ان هذه المواجهة لم تتوقف في اشكال مختلفة ومتباينة من صراع مسلح الى تنافس واحتواء وحرب اقتصادية وثقافية وغيرها!!
* هل يمكن ان نعزل هذا التاريخ عن كل ما يجري حولنا الآن؟ وهل يعقل ان نتغاضى عن الاساسيات وعلى رأسها الترويج المستمر لصراع الحضارات وحشر الاسلام بديلا للشيوعية في معادلة الصراع الحالية؟ وهل نقبل فرضية العزل بين ما يزعم اصحابه انه توجه موضوعي في الوقت الذي تصب كافة التفاصيل في مجرى واحد هو تقويض الشرق المسلم لحساب الغرب المسيحي؟
* ينبغي ألا نغفل المفردات الجديدة في السياسة العالمية وفي مقدمتها ما يكتب باستمرار حول القنبلة النووية الاسلامية.. والنفط الاسلامي.. و(الارهاب) الاسلامي.. تقسيم العالم الى اشرار واخيار.. والاشرار هنا هم المسلمون! فالنفط مادة هامة طالما هي في حوزة الغرب.. والقنبلة النووية في يد الغرب امر طبيعي.. وفي ايدي غيرهم من غير المسلمين لا بأس به.. اما وقوعها في ايدي المسلمين فهذا هو الهم والكارثة! والارهاب في الغرب هو عنف مشروع.. وفي ديار المسلمين دليل خلل وقسوة تاريخية!
* وطبيعي ان يجري تنظيم وتخطيط الحملات بأسلوب شامل احيانا.. يعتمد على الهجوم في مواقع متعددة وبطرق مختلفة.. وجنبا الى جنب مع الضغط الاقتصادي هناك التقويض الثقافي والقتل المباشر كما في البوسنة والهرسك وكوسوفا ومقدونيا.. والتنصير كما في افريقيا وشرق آسيا.. والتحجيم السياسي وفرض الحلول كما في العدوان الاسرائيلي على فلسطين.. والحرب التجارية التي تظهر في السلع الاستراتيجية والتلويح بضريبة الطاقة.. والعدو هنا ليس مجموعة من الاساقفة كما كان الحال في العصور الوسطى.. ولكنه منظمات ومؤسسات تشتمل على عناصر لا تقل ضراوة وعلى رأسها أصحاب المصالح الآجلة من تجار اسلحة الى محتكري سلع أولية الى تجار مخدرات ويلاحظ هنا انضمام هؤلاء بنفوذهم المادي الكبير الى حملة منظمة العفو الدولية لالغاء عقوبة الاعدام خاصة بعد ما أدى تطبيقها في بعض الدول الى الحد من تجارة المخدرات.
|
|
|
|
|