قم سليمان، بساط الريح قاما

ملك القوم من الجو الزماما

حين ضاق البر والبحر بهم

أسرجوا الريح، وساموها اللجاما

هذا القيام، فقل لنا ال

يوم الاخيرُ متى يكون ؟

البعثُ غاية زائلٍ

فانٍ، وأنتم خالدون

هذا المقامُ عرفتُه

وسبقتُ فيه القائلين

ووقفتُ في آثاركمْ

أزن الجلال، وأستبين

أقعدتُ جيلاً للهوى

وأقمتُ جيلاً آخرين

قُم ، ناج (جِِلَّقَ)، وانشد رسم من بانوا

مشت على الرسم أحداثٌ وأزمانُ

قف باللواحظ عند حدِّكْ

يكفيك فتنةُ نار خدِّكْ

واجعلْ لغمدك هُدنةً

إن الحوادث ملءُ غمدكْ

وصن المحاسن عن قلوبٍ

لا يدين لها بجُندك

مُضناك جفاه مرقدُه

وبكاه ورحّم عُوَّدُهُ

...ويناجي النَّجم ويتعبُهُ

ويقيم الليل ويقعده

عرضوا الأمان على الخواطرْ

واستعرضوا السُّمْر الخواطر

فوقفتُ في حذر ويأ

بي القلبُ إلا أن يخاطر

ومن لم يُقم ستراً على عيب غيره

يعشْ مُستباح العِرض منهتك السترِ

وخميلةٍ فوق الجزيرة مسَّها

ذهبُ الأصيل حواشياً ومُتونا

وقف الحيا من دونها مستأذناً

ومشى النسيمُ بِظِّلها مأذونا

قولوا له روحي فداه

هذا التجني ما مداه؟

أنا لم أقُمْ بصدوده

حتى يحمِّلني نَواه

وقفات حق لم تقفها أمةٌ

إلا انثنتْ آمالها بنجاحِ

قم سابق الساعة، واسبق وعْدها

الأرض ضاقت عنك ، فاصدع غِمْدها

واملأ رماحاً غورَها ونجدَها

وافتح أصول النيل واستردَّها

قف بهذا البحر، وانظرْ ما غمرْ

مظهر الشمس، وإقبال القمرْ

سلوا الحرية الزهراء عنا

وعنكم، هل أذاقتنا الوصالا

عرفتم مهرها فمهرتموها

دماً صبغ السباسبَ والدِّغالا

وقمتم دونها حتى خضبتمْ

هوادجها الشريفةَ والحجالا

مقيمٌ ما أقامت (ميسلونٌ)

يذكّر مصرع الأُسدِ الشِّبالا

أقام نهاره يُلْقِي وَيَلْقَى

فلما زال قرصُ الشمس زالا

ولقد عهدتكَ لا تضيِّع راجياً

واليوم ضاق الكلُّ فيك رجاءَ

وعلمتُ أنك من يودُّ ومن يفي

فقف الغداةَ لو استطعت وفاءَ

وكم من موقف ماض وقفتم

فكنتم فيه للوطن الفداءَ

وعشنا بها جيلين قمتَ عليهما

معلِّم نشءٍ أو إمام شبِاب

سهولٌ من الفصحى وقفتَ بها الهوى

على مالديها من رُبىً وهضابِ

قام من علّته الشاكي الوصِبْ

وتلقّى راحة الدهر التَّعِبْ

أيها النفس، اصبري واسترجِعِيْ

هتف الناعي بعبد المطلب

قم صف الخُلد لنا في ملكه

من جلال الخُلْق والصُّنْع العَجَبْ

.. قم تأمّل هذه الدارَ وفَى

لك من طلابها الجمعُ الأرِبْ