| عزيزتـي الجزيرة
تمر عليّ الساعات ساعة.. ساعة.. دقيقة.. دقيقة حتى الثواني تتسابق إلى حدث مرير من أحداث الحياة.. ولكل إنسان حدث يخصه وتختلف مرارة هذا الحدث من حياة شخص لآخر غير اني اواجه تراكمات.. وتناقضات الألفية الثالثة سمعنا الكثير الكثير عن هذه الألفية.. وما ألفيت منها إلا تغيرات في مستلزمات ومستخدمات الشخص لا تغيرات في تكوينه.. نحن بحاجة إلى تحديث معاملاتنا قبل تحديثات الكمبيوتر وجدولته عموماً.. يحين لي أن اصارع كلمات قبل ان تُوجه لي اللكلمات.. نعم كلمات صريحة.. مشاكل اجتماعية نحن في صددها ونصطدم معها بين الفينة والأخرى.. ولكنها تفتقد لتحكيم الضمائر في مثل هذه المشاكل.. تنتظر من يحيي الضمائر بأن يُتوقف عند كل عمل مشين ويقال: هذا خطأ.. نعم إحياء الضمائر كفيل بتحسس الموقف وكل يدرك موقعه ويصلح من شأنه عند ذلك يُسوغ لنا ان نرغّب في الجميل ونبعث في النفوس البشرية حب مكارم الأخلاق والنفور من مساوئ الأخلاق وما يندرج تحتها من رذيلة.
** عزيزي القارئ: تلك المشاكل قد أضع لها بؤرة من وجهة نظري ألا وهي «العاطفة» نعم العاطفة تلك الصفة المميزة للإنسان النبيل بغض النظر عن صدقها وزيفها.. فمما لاشك فيه ان كلا منا له مشاعره وأحاسيسه وتلك المشاعر والأحاسيس تختلف من شخص لآخر ولكن ما أريده هو ان تلك العاطفة المحمومة لدى الشخص قد تجره إلى عواقب وخيمة.. كيف ذاك؟ أقول عندما يمرر الشخص عواطفه كعربون محبة يقضي بها مصالحه ومآربه الشخصية على حساب مسألة «تحكيم العقل» ولا غرو ان يتخذها كعلاج لأمور حياته في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى الحكمة والتروي واستخدام العقل في حل معضلات الأمور وشائكها.. وهنا نقول «حكّم عقلك ولا تجر خلف عواطفك» فمن يدري قد تكون عاطفتك هي الجاني!! فلا عجب ان تلقي باللوم على أحد زملائك دون التحري ومعرفة الأسباب ذلك انك تصرفت دونما تفكير او تخطيط مسبق.. هنا استطيع ان اقنن هذه العاطفة «بالعاطفة المرفوضة» وكلي أمل بألا تصل بنا عواطفنا إلى التأثير على مستقبل حياتنا.. بل الأجدر ألا نمنح لعواطفنا تصريح دخول لقلوبنا الا بأمر مسبق من عقولنا عندها نطلق الشراع لعواطفنا لتغزو قلوبنا على ان تكون عواطف صادقة.. وفي نظري ان العواطف بشكل عام كان الأجدى بكل شخص ان يوفرها لأمر الواجب استخدامها في مكانها.
* وأنت أخي العزيز إنسان عاقل أجزم أن في رصيدك الآن عواطف صادقة ونبيلة ولكن هل تستنزفها في كل شاردة وواردة أم تحكم عقلك في توزيعها على مختلف ما يواجههك من مواقف الحياة أليمة كانت أم سعيدة.. المهم حافظ على مخزون عواطفك من ان تُسرق في الوقت الذي تكون فيه في أمس الحاجة إليها وهذا أيضاً حفظ لأعصابك من ان تحرقها في أمور تافهة في مستقبل غدك المشرق.. تمنياتي القلبية لكم بحياة سعيدة ملؤها العواطف الصادقة.
والله من وراء القصد.
سليمان بن ناصر العقيلي
القصيم المذنب
|
|
|
|
|