| عزيزتـي الجزيرة
قال لصاحبه: أين ستقضي إجازتك الصيفية، فرد عليه بعفوية: ما بين مكة والمدينة، فقال له مرةً أخرى: فقط، فقال صاحبه: وهل هناك غيرهما..»
وهنا لا أدري ما الذي رعد بقلبي حتى اضطرب نبضه، بل كأن سهاماً قد ناوشته، حتى عيناي أخذتا تراوداني على البكاء، عندها عرفت السبب وبطل العجب.
فصاحباي قد نسيا قطعة من الفؤاد، وبعضاً من النفس: فلسطين..
آه يا زمن الذل المهين، حتى «قدسنا» لم يحظ منا بالحنين، ولا بشيء من ذكريات السنين..
ماذا جرى يا خلف الفاتحين.؟! أو ليست القدس مسرى النبي الأمين؟!
أسألك يا من تصلي خلف المقام الركعتين.
أو ليست القدس ثالث الحرمين.؟! وأولى القبلتين؟!
أما أننا رضينا حكم المستعمرين! المستوطنين!
آه يا زمن الذل المهين.. ويسألني قلبي الحزين، ويسأل كل المسلمين:
هل يا تُرى ستعود بلاد المسلمين.. كما كانت في الغابرين؟!
هل يا تُرى ستعود بلاد الأندلس والصين؟! هل يا تُرى سنرهب كما كنا صناديد المشركين، وخنازير اليهود الحاقدين؟!
هل يا تُرى سنواصل رحلة الأولين، ونكسر حدود المستعمرين، ونقيم بها طوداً بحبل الله المتين.. لا يلين..؟!
قل نعم يا ابن الأكرمين.. قلها واصدع بها في كل وقت وحين..
أنا ابن الإسلام، دين رب العالمين.. دين ابن زياد وصلاح الدين..
واكْتبْ بحرف الشوق الحزين..
آتٍ إليك يا أرض النبيين.. مع شعاع الشمس.. مع إشراقة الفجر المبين..
على إثر الفاروق حين خاض برجليه الطين..
ونؤذن كما أذن بلالٌ بصوتٍ يغشاه الحنين..
ونصلي صلاة الخاشعين، المخبتين، كما صلى بالأنبياء إمام المرسلين.
سعد عبدالرحمن النفيسة
كلية اللغة العربية الرياض
|
|
|
|
|