| أفاق اسلامية
الجزيرة / خاص
أكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان الداعية المعروف وأستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بالرياض أن الضعف العلمي في خريجي الكليات الشرعية عام وغير مقتصر على طلاب الشريعة، مشيراً إلى أن تشعب الحياة وكثرة مشكلاتها ومتطلباتها من الأسباب الرئيسية وراء هذا الضعف.
وقال في حواره مع «الجزيرة» أن هناك صفات معينة يجب أن يتحلى بها الداعية، ومنها العلم والحلم والأناة وسعة الصدر مع معرفة بأحوال المدعوين، مع أهمية اختيار الوقت المناسب لنشر الدعوة الصحيحة.وفند د. السدلان أسباب ارتفاع حالات الطلاق والعنوسة في المجتمعات الإسلامية، كما شن هجوماً على الصحفيين الذين لا ينقلون الحقيقة في كتاباتهم، واختيارهم الكلمات المثيرة في نقولاتهم.وتناول الحديث مع فضيلته العديد من الجوانب التي يهم الدعوة والدعاة، ورسالة المسجد والمرأة وغير ذلك من القضايا المتنوعة.. وفيما يلي نص اللقاء:
* يتحدث الكثيرون عن صفات الداعية وما يجب أن يتحلى به أثناء قيامه بالدعوة إلى الله، هل لنا من فضيلتكم الحديث عن واجب المدعويين تجاه الدعاة خاصة إذا كانوا من المسلمين؟ وكيف يمكن للداعية التعامل مع كل نوع منهم، حتى يحقق الهدف من دعوته؟
لا شك أن الداعية إلى الله إذا أراد أن تنجح دعوته وأن تقابل بالقبول ويكون لها التأثير أول صفة للداعية أن يتصف بالحكمة والتؤدة وأن يكون ذا علم ومعرفة بالشيء الذي يدعو إليه كما ينبغي على الداعية أن يكون قدوة في سمته وفي خلقه وفي قوله وفي عملة فلا يدعو إلى شيء ويخالفه بفعله أو بقوله أو بهيئته وإذا كان الداعية يخالف قوله أو فعله بتصرفه، وبسمته أو بغير ذلك لا يكون قدوة يقول الله جل وعلا: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة».
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأخشاكم لله وأتقاكم له» وكان النبي صلى الله عليه وسلم معتدلا في كل أموره، فإذا كان الداعية بهذه الصفة فإن لدعوته تأثيرا وكذلك أن يتصف بالحلم والرفق وأن يأخذ كل نوع من المدعوين بما يناسبه فإذا كان أمامه انسان عالم فله أسلوب في الدعوة وإذا كان أمامه انسان جاهل عامي فله أسلوب في الدعوة.
أيضاً اختلاف البيئات وطبائع الناس وأخلاقهم وتصرفاتهم وغير ذلك لابد أن يكون الداعية يراعي هذا الأمر، وكذلك أيضاً البدء بالمهم والشيء الذي يفوت ويحصل عليه فوات أيضاَ يبدأ به واغتنام الفرص وكذلك حال المدعو هل هو في حالة مستقرة هل نفسيته قابلة لأن يدعى بأن يذكر بأن يؤمر بأن ينهى، إذاً واجب الداعية أن يراعي هذه الأمور كلها إذا كان سيذهب إلى موقع إلى بلد إلى إقليم إلى مقاطعة لابد أن يكون لديه معرفة بالأشياء التي في هذا البلد الشائعة من البدع أو المنكرات أو الأمور التي يريد أن يتحدث عنها، إذا كان جاهلاً قد يتحدث عن شيء لا يعرفونه وقد ينقل أخطاء بيئة إلى بيئة أخرى وأغلاطا وانحرافات من بيئة إلى بيئة لا يعرفونها.
كذلك الداعية لابد أن يكون لديه طول نفس وسعة بال يعني لا يغير الأمور بلحظة أو بأيام معدودة أو يرسم له وقتا يقول أبدأ اليوم وأنتهي في اليوم الفلاني أو الشهر الفلاني لا، فالدعوة قد يدخل فيها الإنسان ويعتقد أن الأمر ميسورا فيتبين له من خلال دراسة الوضع أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وإلى بذل جهد وإلى ترتيب إذا كانت الدعوة تحتاج إلى الاستعانة بأشياء مالية أو أدبية أو استعانة بأشخاص أيضاً ينتظر حتى يتهيأ له الأمر.
أيضاً لا يغضب ولا يضيق صدره بالدعوة بل عليه أن يصبر ويحتسب، ويكون ذا خلق يقول الله جل وعلا لنبيه في سورة الأنعام: «وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلَّماً في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين» سورة الأنعام.
أيضاً من الأمور التي يتعين على الداعية أن يتصف بها وأن يحيط بها ألا يتحدث عن أمور لم يستوف المعلومات عنها فإذا كان سيتحدث عن شيء ولكن معلوماته عنها ناقصة فيصبر وينتظر حتى تتوفر لديه المعلومات عن هذه الجهة أو عن هذه القارة أو عن هذا البلد أو غير ذلك أيضاً أن يكيف نفسه بالأسلوب والوقت المناسب للمدعو فمثلاً إذا كان الداعية وقته يناسبه الساعة الرابعة أو العاشرة أو الثامنة لكن المدعو لا يناسبه هذا الوقت قد يكون وقت راحته وقت أكله وقت شغله فإنه يؤجل، ويسأل عن الوقت المناسب أيضاً يسأل عن الأسلوب الذي يبدأ به هذا المدعو أيضاً لابد أن يكون الداعية ذا نظر ثاقب بالنسبة للمدعوين وطبائعهم وأخلاقهم وتصرفاتهم حتى يستطيع أن يقدم عملاً نافعاً مفيداً في مجال الدعوة.
أما بالنسبة للمدعويين فالحقيقة أن المدعويين على صنفين صنف مسلم وصنف غير مسلم، فأما المسلمون فإن عليهم أن يستجيبوا للدعاة إلى الله، وأن يصغوا إلى ما يقولون وأن يعملوا بما يسمعون منهم وأن يكون لديهم احترام للدعاة إلى الله وأن يثقوا بهم ويقدموا لهم ما يساعدهم على نجاح مهمتهم وإذا كان الشخص يتكلم في شيء لا يتقنه ألا يحرجوه بالأسئلة التي قد لا يتقنها أو لا يستطيع الاجابة عليها، كذلك ألا يعرض الداعية إلى مشكلات مع أحد من الناس مع بعض المواطنين أو الجهات الرسمية أو غير الرسمية أو غير ذلك يعني على المدعوين إلى الله ألا يقحموا في أمور لا يستطيعون الخلاص منها أو تسبب لهم حرجا.
أما الصنف الثاني وهم الكفار فإن المدعو قد لا يكون ذلك الرجل الذي لا يرغب الدعوة، نحن ندعو جميع من يعيش على وجه هذه الأرض من المسلمين ومن غير المسلمين أن يستجيبوا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأن يستجيبوا لما ينقذهم ويكون فيه سبب سعادتهم لكن قد يكون الكافر ليس لديه تقبلا أو ليس في ذهنه الدخول في الإسلام، فالداعية إذاً عليه أن يبدل الوسائل التي تشوق هذا الكافر الى الدخول في الإسلام وتحبب له الإسلام وتحبب له الدخول في هذا الدين، فالداعية يبحث عن الأشياء التي تجعل هذا الكافر يرغب هذا الدين في الاستماع إليه ثم يأخذ الخطوة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا.
* بعد تجربتكم الثرية في مجال الدعوة إلى الله، ما هي التجارب والنتائج التي خرجتم بها ليستفيد منها الدعاة إلى الله؟
بعد التجربة والنتائج التي ينبغي أن يأخذ بها الدعاة هو ما أجملته في صفة الداعية لأني رأيت أن من الدعاة من يفتقد هذه الصفات، وأنا رأيت من خلال مباشرتي للدعوة والتحدث مع الناس أن الداعية بحاجة إلى هذه الصفات حتى يكون مقبولاً وحتى تكون دعوته لها أثر وأكثر انتاجية أن يتصف بما ذكر من الصفات للداعية هذا من خلال تجربتي.أيضاً الحلم والأناة والبشاشة وحسن الخلق مع المدعويين فالنتائج الحقيقية هي أني لمست أخطاء كثيرة للدعاة وأخطاء كثيرة للمدعوين، وعلى الجميع أن يستجيبوا للدعاة وأن يصغوا إليهم وخاصة المسلمين فإن الله لم يأخذ الميثاق على أهل العلم أن يعلموا حتى أخذ الميثاق على العامة أن يتعلموا.
* لوحظ في السنوات الأخيرة أن أغلب المنتسبين للكليات الشرعية من ذوي المستوى المتدني وذلك بخلاف الجيل الأول الذي كان في الكلية قبل ربع قرن من الزمان الى من تعزون ذلك.
ولا شك ان الضعف العلمي في خريجي الجامعات والكليات عموماً هو تشعب الحياة ففي السابق كان الناس أكثر اخلاصا في المعلمين والمشايخ عندهم اخلاص أكثر وأكثر والأمر الثاني الطلبة لديهم اخلاص واقبال والثالث تشعب الحياة وكثرة مشكلاتها ومتطلباتها، كان الناس في السابق لا يعرفون الجريدة ولا التلفزيون ولا الفضائيات ولا يعرفون الانترنت ولا يعرفون الكرة ولا يعرفون السهر في الليل بل النوم بعد العشاء مباشرة ويقضون أوقاتهم في الاقبال على دروسهم.أما الآن فالطالب أمامه جريدة وأمامه تلفاز وسيارة وأمامه تشعب لهذه الحياة كلها أخذت جزءاً من حياته وجزءا من قلبه وجزءا من تفكيره و جزءا من نشاطه حتي أصبح النشاط بهذه الصورة لهذا دعوتنا للطلاب الذين فرغوا أنفسهم للدراسة أن يركزوا على الدراسة وأن يتخلصوا من هذه الأمور وأن يتركوها أو على الأقل يقللوا منها حتى يقبلوا على دراستهم وعلى تحصيلهم.
* هناك من يعزو حالات ارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة في المجتمع الإسلامي عموماً إلى خروج المرأة للعمل.. فما تعليقك على هذا الزعم؟
أنا لا أوافق على هذا التعليل وحصر سبب كثرة الطلاق بكثرة الخروج للعمل أنا أقول: إن الخروج للعمل قد يكون واحداً من عشرة أسباب أو أكثر من عشرة أسباب هي التي سببت كثرة الطلاق ووجود العنوسة فلها أسباب كثيرة وطويلة نحتاج إلى تعدادها وإلى ذكرها فأولاً سبب العنوسة هي التعنت في اختيار الزوجة والتعنت في الشروط التي طالب بها أهل الفتاة المتقدم لابنتهم والشروط التي يتقدم بها الخاطب لأهل الفتاة والتشدد فيها وغير ذلك والواجب التسامح في هذا الأمر وألا يشدد في الشروط لا بالنسبة للخاطب ولا لأهل الزوجة، وكما جاء في الحديث «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» فينبغي في الحقيقة تيسير أمور الزواج وعدم اثقال الشروط التي لا يستطيعها الزوج أو لا تتصف بها الزوجة أو غير ذلك.
ومن الأسباب أيضاً ضعف الإيمان وعدم الشعور بالمسؤولية، فمن أسباب الطلاق أن الزوجة لا تدرك واجبها نحو زوجها والزوج لا يدرك واجبه نحو زوجته فإذا ادرك كل واحد منهما واجبه نحو الآخر وبذل ما عليه بغير تباطؤ ولا مماطلة ولا تكره، ولم يكن دقيقاً جداً وشديداً في المطالبة بحقوقه، بل يتصف بالسماحة فإن السفينة تسير والزواج باذن الله ينجح إذا وجد تسامحا وتعاونا فالزوج يبذل ما عليه ويجتهد ويسامح فيما تقصر فيه الزوجة والزوجة تبذل ما عليها وتجتهد وتسامح زوجها فيما يحصل من تقصير.
ومن أسباب ظاهرة الطلاق تشعب الحياة وكثرة مشكلاتها ومن أسباب الطلاق، هو أن الزوجة أو الزوج إذا حصل ولو مشكلة يمكن التغاضي عنها، جعلها مشكلة كبيرة ولا يمكن أن يغض النظر عنها ولا يمكن أن يتسامح فيها وغير ذلك، وكذلك هو جهل الزوجة بحقوق الزوج وجهل الزوج بحقوق الزوجة، فيجب أن يكون الزوجان على علم ما يجب عليه نحو زوجته، وما يجب عليها نحو زوجها، ومن أسباب كثرة الطلاق ووجود العنوسة غلاء المهور والبذخ في الولائم وغير ذلك مما يترتب عليه ديون ومشكلات وغير ذلك.
الأمر الآخر هو أن بعض الزوجات إذا كان زوجها متوسط الحال فإنها تريد أن يكون مثل أختها أو عمتها أو خالتها في البذل والصرف وغير ذلك وهو قد لا يستطيع هذا الأمر، كذلك من الأسباب ان الزوج ربما لا يعذر زوجته في الظروف التي تمر بها مثل ظروف الحمل وظروف النفاس والحيض وغير ذلك، كذلك كثرة الأطفال وكثرة المشاكل في البيت وكثرة أعمال البيت وتعددها، وتنوعها هذا من أسباب الطلاق، أيضاً تدخلات أهل الزوج أو أهل الزوجة في شؤون الزوجين تدخل الأم والأخوات أو الآباء والأمهات أو الإخوة في شؤون الزوجين.
ومن الأسباب أن بعض الأمهات وبعض الآباء هم الذين يخلقون المشكلات لأولادهم سواء زوجة كانت أو زوجاً يقولون طالبيه بكذا ولماذا لا يفعل كذا، ونحو ذلك فيوغلون صدر كل من الزوجين على صاحبه فتجد أن الزوج إذا قيل له: إن زوجتك لماذا لا تكون مثل فلانة وفلانة فيرجع إلى بيته ساخطاً غاضباً، وكذلك إذا قيل الزوجة لماذا زوجك لا يكون مثل فلان وفلان، كما أن من أسباب الطلاق أن بعض الزوجات لا تترفق بزوجها من ناحية النفقة والواجب عليها، بل تريد أن يقوم لها بكل شيء ولو كان لا يستطيع شيئا، ومن أسباب ظاهرة الطلاق هو عدم التحمل يعني يكون الزوج لا يصبر والزوجة لا تصبر لا تتحمل ما يحصل من عناء وتعب.
ومن أسباب الطلاق العمل فقد يكون الزوج ندم على الإذن لزوجته في العمل وهو مشروط عليه في عقد النكاح أنها تعمل، فإذا كان دخل على شرط فعليه أن يلتزم بهذا الشرط، وإذا كان لم يشرط عليه فله حق منعها من العمل، كذلك أيضاً أن بعض النساء لا تستطيع أن توفق بين حق الزوج وحق الأولاد والعمل وتجدها مقصرة وتجتهد في العمل وتهمل زوجها وتهمل أطفاله وبيته فهذا أيضاً مشكلة يجب على الزوجة إذا كانت لا تستطيع أن توفق أن تتخلى عن العمل، وأن تبقى في بيت زوجها، ومن الأسباب النظر إلى المسلسلات وإلى الفضائيات وإلى تمرد المرأة إن كانت مسلمة على شريعة الإسلام وعلى عدم الالتزام بأحكام الإسلام، وإن كانت غير مسلمة تمردها على العادات والتقاليد في بلدها ونحو ذلك التي تعودها الرجال.
وكذلك أيضاَ من أسباب الطلاق كون الزوج ينظر إلى ما يعرض وإلى ما يسمع ويقرأ ويريد أن يطبقه على زوجته فينظر إلى اللاتي يتزين في الفضائيات والمسلسلات ويستعملن المكياج ونحو ذلك ويريد زوجته أن تكون مثل هذه المرأة المتبرجة الخارجة المتمردة على عاداتها ودينها يريد من زوجته أن تكون مثل هذا، وهذا قصور ظاهر في أن الزوج يريد أن تكون زوجته مثل فلانة وفلانة هذا أمر هو بنفسه لا يستطيع أن يكون مثل فلان وفلان، وكذلك كون المرأة تريد أن يكون زرجها مثل فلان وفلان وهي أيضاً ليست مثل زوجة فلان وفلان في صفاتها وأخلاقها وجمالها.
لهذا يجب على الإنسان أن يعرف نفسه وأن ينزل نفسه منزلته وأن يصبر ودين الإسلام أمرنا بالصبر أن يصبر كل من الزوجين على صاحبه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر»، وكذلك أيضاً أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نحسن إلى الزوجات وأن نصبر عليهن وأن نتحملهن ويتحملن كذلك وقال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، وقال صلى الله عليه وسلم: «يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام» فلا شك أن ظاهرة سبب الطلاق لها أسباب عديدة ما ذكرنا هو بعض منها والله أعلم.
* هل تتفقون مع ما يقال: إن رسالة المسجد تختلف عما هي في العصر الحاضر؟
رسالة المسجد عظيمة وكبيرة ومهمة ولها دورها وأثرها في الحياة الاجتماعية وحياة الأفراد وحياة الجماعات وفي التوعية العامة الدينية والاجتماعية وغيرها مما فيه نفع الإنسان ولو لم يكن في ذلك إلا خطبة الجمعة مع أن المسجد يقوم بعدد من الجوانب التي تفيد الإنسان.
رسالة المسجد في القديم والحديث أصولها واحدة لكن تفعيل هذه الأصول وتكييفها واختلاف الطرح فيها يختلف باختلاف العصر فلا شك أن الوسائل الموجودة اليوم سواء الوسائل الدعوية أو المساندة والمعينة تختلف عن السابق فمثلاً الآن مكبر الصوت كان لا يعرف في المساجد الآن أصبح الصوت يشمل المسجد ومن به من حوله والحي كله يستفيد مما يقال وما يذاع وما ينشر في المسجد.كذلك أيضاً الوسائل الأخرى المفيدة وجود المرافق الحيوية والنافعة، والذي يشمل الجنسين الرجال والنساء بل ويشمل الأطفال والشيوخ كل هذه الآن في رسالة المسجد يمكن أن تفعل ويمكن أن يكون دورها ويختلف بحسب نشاط الإمام والقائمون على المسجد واستفادته من معطيات العصر ووسائله الحديثه المتنوعة.
* كيف يمكننا إعداد نماذج من النساء القادرات على العمل في الحقل الدعوي؟
الحمد لله بالنسبة لإعداد النساء إعدادهن كإعداد غيرهن في أي مجال المرأة أعدت للطب وللتمريض وأعدت للقيام بمناشط عديدة ومن المؤكد أن الوسائل الدعوية واعداد المرأة للدعوة كان ذلك في صدر هذه الأمة بل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فمن النساء من هن يقمن بالدعوة ومنهن المحدثات والفقيهات ومنهن المفتيات ولكن أمهات المؤمنين لهن النصيب الأوفر من ذلك.
وإعداد المرأة لهذا الغرض للدعوة والتوجيه الارشاد هو من أيسر الأمور التي يمكن أن تعد المرأة له وأن تقوم به وأن تساهم في مجال المجتمع النسوي، لكن هل نحن الآن وجدنا هذا الشيء نعم وجدناه ومن خلال الكليات المتخصصة فهناك كليات الدعوة والاعلام في مختلف الجامعات في المملكة وغيرها.
والمرأة طرقت هذا المجال ودرست وتعلمت وأصبح الآن بالفعل هناك داعيات وكاتبات وهناك من لهن الدور الكبير الذي حتى ان بعض الرجال المشتغلين بهذا الشأن يتمنون مثل ما وصلت اليه بعض الداعيات في تأثيرها وأثرها وقبولها ونجاحها في الدعوة الى الله جل وعلا.
* نسب اليكم في حديث صحفي نشرته الزميلة «الوطن» أن وزارة الشؤون الإسلامية تهمل نتائج وتوصيات الحلقات العلمية والندوات والمؤتمرات وتحرص على التنظيم فقط فما أساس ذلك؟ ورؤيتكم حول الموضوع؟
يؤسفني في الحقيقة أن بعض الصحفيين سواء كانت جريدة «الوطن» أو غيرها أن يستغلوا بعض المناسبات باختيار الكلمات المثيرة حتى يحصل الاقبال على جريدتهم أو مجلتهم أو غير ذلك والحقيقة أن ما نشرته صحيفة الوطن هذا أنفيه جملة وتفصيلاً بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة وعلى هذا الوجه.فالتعبير بأني أنا أنتقد وزارة الشؤون الإسلامية هذا كلام كذب ولست أنا ممن ينتقد الوزارة فالوزارة على رأسي، وفي قلبي وفي ذهني، وأنا من المتعاونين معها والعاملين معها في لجانها وأعمالها وفي الوقوف معها في كثير من الأمور فكيف أنتقد الوزارة أو انتقد معرض الوسائل الدعوية في المنطقة الشرقية يقول إني انتقدت أعماله فأنا كنت مسافراً ولم أتابع أعمال المعرض وانما دعيت الى ندوة فأتيت من سفري وشاركت في هذه الندوة.
وتحدثت في هذه الندوة عما ينبغي وعما يتعلق بموضوع الندوة وسألت من خلال كلامنا هل من يسجل اقتراحات، فالمفترض أن هناك من يسجل المقترحات يعني أقصد الذي في ندوتي فأرسلت الينا ورقة لي أن الوزارة لا تسجل شيئا لأن هذا ليس بمؤتمر وليس بندوة، ولا يعني أننا سنخرج بالأسلوب الذي يخرج به من المؤتمر أو الندوة، بل هذا خاص بمناشط الدعوة ووسائلها وما يذكر من اقتراحات فانها مسجلة ان احتيج اليها أو رؤي إلى نشر شيء منها نشراً.. أما أن يكون هناك مقرر ومسجل يقيد ما يصدر من مقترحات وتوصيات وغير ذلك، فهذا شأن المقترحات والندوات، ومنهجنا في هذا المعرض ليس على هذا السبيل.
فاقتنعنا وانتهى الأمر، ثم يأتي هذا الصحفي «فارس حزام» ويقول بأننا ننتقد وزارة الشؤون الإسلامية حاشا ثم حاشا ان ننتقد وزارة الشؤون الإسلامية ولو كان الانسان عنده ملاحظة فأخونا وصديقنا وحبيبنا الشيخ صالح آل الشيخ وهو من أعز الناس عندي، وكذلك الوكلاء زملاء وأصدقاء وغير ذلك ونعمل معهم فاذا كان لدينا شيء لا يكون بصورة الانتقاد، وعلى لسان جريدة «الوطن» التي كذبت وكذب محرر هذا المقال.
ولهذا فإني أرسلت اليهم أن ينشروا اعتذاراً عما قالوا، وأنا أوجه للشخص وأوجه قبل ذلك لرئيس التحرير أن يعتذروا عاجلاً عما قالوا، ان يعتذروا لي هذه غلطة منهم مئة في المئة وأن يعتذروا إلى القراء بأنهم أخطأوا في تحرير ما كتبوا وان ليس هذا الأمر الواقع والله أعلم.
* مع تفشي كثير من الأمراض في المجتمعات، هل تؤيدون الفحص الطبي قبل الزواج؟ وما رأيكم بالزامية الزوجين من الناحية الشرعية في ذلك؟
أولاً نعلم أن دين الإسلام لا يخالف الحقائق الطبية التي تعود على الإنسان رجلاً كان أو امرأة بالنفع والمصلحة والتي تكون سبباً في منع مرض أو وقوع مرض أو بحصول أي شيء يضر بالانسان وخاصة الزوجين وما بينهما من علاقة وتناسل، فيتعين الأخذ بما يحمي النسل من بنين وبنات وحمايتهم صحياً ونفسياً واجتماعياً وغير ذلك.والفحص الطبي هذا أمر معلوم عند الأطباء والأمراض الوراثية والوقاية منها، وما يحقق هذا مطلوب واذا تقدم شخص الى شخص آخر ويطلب يد ابنته أو موليته وطلب منه الفحص وفحصوها، وفحصوا المتقدم اليها بعد الانتهاء من كل الاجراءات أي ما بقي الا أن يعقد له فيتعين الحقيقة الفحص ولا مانع من هذا.
الجزء الثاني من السؤال هل يكون إلزامياً على سبيل الالزام وأنه لا يمكن أن يجري عقد نكاح في هذا الأمر، أنا أعتقد أن الجواب على هذا الجزء من السؤال يحتاج إلى أطراف عدة في تخصصات وعدد من المسؤولين ومجموعة من العلماء ينظرون في هذا الجزء هل يكون الزامياً ولا يجري عقد نكاح حتى يتم الفحص وكذا وكذا اعتقد أن هذا يعرض على هيئة كبار العلماء وعلى المجامع الفقهية حتى يخلص الناس بنتيجة يمكن أن نقول بكون ذلك على سبيل الالزام أو لا يكون على سبيل الالزام لأن فيه مشقة وصعوبة وجرت العادة والحمد لله سنين طويلة أن الناس يتزوجون من دون الفحص الطبي والغالب السلامة، لكن هذا قد يختص بمناطق دون المناطق التي تكثر فيها الأمراض الوراثية قد يركز عليهم وأما غيرهم فيكون الأمر اختياريا والله أعلم.
|
|
|
|
|