| أفاق اسلامية
لا يجد المتابع لوسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في الغرب الا هجوماً مستمراً على الاسلام وسخرية واستهزاء بالمسلمين، فصورة الاسلام عندهم لا تخرج عن اطار كونه ديناً رجعياً، يدعو الى الحرب، ويقف سداً منيعاً امام المدنية والحضارة، ويظلم المرأة، ولا يراعي حرمة الاقليات غير المسلمة في المجتمعات الاسلامية، وبالتالي يعتبر الاسلام في زعمهم هاجس العصر ومصدر الخطر والتهديد القادم.
ولكن لا يعد الهجوم الاعلامي الغربي الكاسح على الاسلام والمسلمين ذا اهمية إذا قورن بهجوم الدراسات الاكاديمية وما يسمى بمراكز البحوث المتخصصة.
وتكمن الخطورة في استخدام البحث العلمي الحر كستار للتنفيس عن حقد قديم وغل متأصل في قلوب الصليبيين تجاه الاسلام والمسلمين، إذ إن اللافتات العلمية والالقاب الضخمة تعطي المتلقي إيحاءً بالحيدة والنزاهة والعمق، بخلاف الحملات الاعلامية التي غالباً ما توصف بالسطحية والسذاجة والاندفاع.
ويضم العديد من المراكز البحثية المتخصصة في الدراسات المتعلقة بالعالم الاسلامي، جيشاً ضخماً من الخبراء والباحثين في طبيعة المجتمعات المسلمة، ولهذه الدراسات دور كبير في زعزعة المجتمعات المسلمة على كافة الجوانب.
وفي تقرير لمؤسسة «فورد ورد» الأمريكية أنه يوجد «2800» من المتخصصين الحاصلين على درجة الدكتوراه بالولايات المتحدة في تخصص الشرق العربي وشمال افريقيا، ويمثل هذا الرقم 10% من اجمالي عدد المتخصصين الحاصلين على درجة الدكتوراه في الدراسات العالمية، أضف إليهم عدد الخبراء المتخصصين بشئون المجتمعات المسلمة في افريقيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، وبالتأكيد يتجاوز الرقم الاجمالي لهؤلاء الخبراء الدكاترة ثلاثة آلاف خبير على أقل تقدير.
وفي واقع الأمر فإن معظم هذه الدراسات تعاني من عدم الموضوعية، وتغير الأهواء، والتشويه الأيديولوجي، والتعمية الرومانتيكية، والتحيز الديني، بالاضافة إلى قدر كبير من الدراسات غير الاختصاصية، وجلُّ مراكز بحوث الاسلام في الدول الغربية تفقد المصداقية، والأمانة العلمية، ومع كل ذلك فإن القائمين على هذه المراكز والباحثين ممن يوصفون بالخبرة والتخصص يتم توظيفهم من قبل الادارات المهمة،وكثيراً ما يتم استدعاؤهم للإدلاء بشهادات في لجان المجالس النيابية المختلفة في قضايا تخص مجالات تخصصاتهم واستطلاعاتهم، مما يوضح مدى خطورة الاتجاه الأكاديمي المعادي للإسلام، والمجتمعات المسلمة، فالبحوث والدراسات المتخصصة، تعامل معاملة خاصة، وتوضع تحت تصرف صاحب القرار سواءً في السلطات التشريعية أو التنفيذية في تلك الدول، كما تحظى هذه البحوث والدراسات اللاموضوعية بقبول واسع في دوائر المثقفين، والصحفيين والكتاب، وتتميز بالتأثير البالغ في توجيه افكار العامة والخاصة، فلا بد من تتبع هذه المراكز وبحوثها وبيان ما تشتمل عليه وتنشره من أغلاط وشبهات حول الاسلام والمسلمين، ويجب الرد عليها وإفشاؤها من قبل المراكز البحثية الاسلامية والباحثين والأكاديميين، واصحاب الأقلام والضمائر الحية من المسلمين.
fmumtaz66@hotmail.com
|
|
|
|
|