| الثقافية
إحساس غريب بات يجتاح أروقة مكاني.. ينبئ قلبي.. يهمس في سمعي.. ويسيطر على بنية أفكاري.. ظلت ليلة من عمري تنوء بذلك الاحساس.. حرمان.. وحبيب رحّال..
لم تغف أهداب عيني ولم يرق لدهاليز عقلي أن توقف البحث عن.. ذلك العشق.. وذلك الفراغ الكبير بحجم قلبي.. يوسع أفق عيني.. وبرقة سمعي.. بجوارحي التي تبيت يابسة جائعة لم تجد من يرويها.. بحنان.. وحب.. وعشق أسطوري..
ظلت ليلة طويلة بثوانيها تصقع أذني في الدقيقة سبعين مرة.. بدقيقة كدهر قاحل بصيف مشمس.. كلها طويلة عندي.. وكلها مجرد احساس.. لا بل أصبح حقيقة تزج مرارتها على ينبوع حياتي.. ويومي.. وليلتي..
ظلت تناديني الذكريات وتلحق بي الأمنيات التي تجمدت.. وذكرياتي التي أصبحت كساعة يوم لم استمتع برؤيتها باحساس نشوتها.. سعادتها.. ولا بقهقهتي الضاحكة المبكية..
ظلت ذكريات تلاحقني في أرجاء حياتي.. غربة.. حرمان.. وعشق أزلي لا ينمحي ما دام الزمن هو الزمن.. والمكان هونفس المكان.. وحكايتي وحبي.. وفراقي..
ظلت ليلتي كما هي.. وظلت أفكاري تبحث وتنوء على قلبي نار لا تنطفئ وعقلي صراع بجوب شراينه ومجاري غدد واشاراته..
ها هو الصباح ظهر بنور شمسه.. وعصافيره.. هآنذا أفرد جسمي لأتنفس بعمق وأرى مكاني وفكري وحبي..
وها هو فراقي لم يتغير شيء منها..
وهي تغذي شراييني.. وتروي بعطش الزمن ينبوع قلبي.. وتهمس بتجارب العمر جدران أذني.. فالرحيل لم ينظرني حتى أكمل المشوار مع زمني.. والفراق لم ينتظر مني رسالة لكي استرجعه..
وعشقي لم ينتظر همسة من وجداني أزجها بكلام الوجد.. الغرام..
وآخر كلمة من احساسي.. بل ذهب قبل أن أكمل معه مشوار حياتي.. ومشاريع كلماتي.. وحروفي.. بل شكواي.. وحبي..
فلك قلبي يبنض بحبه لك إلى أن يتوقف..
لن ينساك..
سمر آل صقيه
|
|
|
|
|