| عزيزتـي الجزيرة
حدثتني صديقتي تشكو همومها فقالت:
استأذنت أمي لحضور حفلة شاي أقامتها احدى صديقاتي، حضرتها وليتني لم أحضر.. ذهبت اليها وليتني لم اصل.. كانت الجلسة أكثر من رائعة.. كل منا تحادث التي بجانبها.. ابتسامات وضحكات جميلة تعلو المكان..
عبارات الترحيب تنطلق بين الفينة والاخرى لتلامس مسامعنا فتزيل الحرج والحياء عن أنفسنا.. كان كل شيء على ما يرام قبل أن تلامس مسامعي نبرات صوت وقورة تستدعي صاحبة الحفلة.
الجميع سكتن..
)لا عليكم هذا أبي إنه حنون ورائع و.. و..( ثم أخذت تصف والدها وما هو عليه من صفات عالية..
وبعد ذلك اخذت تصف ليلة باتتها ووالدها خارج المنزل كيف كان البيت كالميت الذي لا حياة فيه وكالجسد الذي لا روح فيه كانت هذه الليلة التي وصفتها شبيهة بليالي حياتي اليتيمة.
عباراتها المنمقة الجميلة ووصفها لوالدها دخلت قلبي فاستقرت في السويداء منه.. انحدرت دمعة من عيني الجميع التفت نحوي ما بالك يا..؟!
ماذا أصابك..؟! عندها عرف الجميع أني قد تذكرت )ابي( الذي سافر منذ عشرين عاماً الى بلاد الغرب ولم يعد!!
)أبي( كلمة ما تلذذت بالعيش في ظلها المعنوي.. أبتاه أوَ نسيت ان لك في هذه البلاد قطعة منك مشتاقة إليك..
أوَ نسيت أن لك )ابنة( عاشت ايامها ولياليها في اشتياق وحنين اليك..
كم اشتقت لسماع صوتك.. كم اشتقت لرؤية بريق عينيك.. كم اشتقت للارتماء بين يديك أوَ تعتقد يا ابتاه أن مكالمة هاتفية تخاطبني بها بين الشهر والآخر كافية في نظرك.. كلا وربي!!
إن هذه المكالمات تشعل فتيل نار ما انطفأ..
وتجري سيل دمع ما انقطع..
أبتاه سمعت أن للأب صوتاً مميزاً يسري للأعماق فلماذا تحرمني من سماعه بدون وسائط..أبتاه.. أبتاه لقد مللت العيش بعيداً عنك ذقت طعم اليتم وخاطبت اليتامى بلسانهم
أبتاه .. كلماتي عقيمة.. مشاعري حزينة.. أبتاه أكتب كلماتي هذه راجية من المولى جل وعلا أن تكون أنت أول من يقرؤها..
حتى تعود لي يا ابي سأظل رافعة أكف الضراعة في السهر كل ليلة داعية ربي ان يعيدك لي ويردك رداً جميلاً لأني على يقين بأن:
«سهام الليل لا تخطىء ولكن لها أمد وللأمد انقضاء».
ابنتك المشتاقة إليك وللنظر إلى عينيك
شيخة غنام القريني - المزاحمية
|
|
|
|
|