| القرية الالكترونية
* أمريكا خاص:
في شهر يوليو من عام 1969 كانت البشرية على موعد مختلف من التقدم العلمي والتقني عندما تمكنت احدى مركبات وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» من الهبوط على سطح القمر ليترجل منها أول إنسان تمكن من السير على سطح القمر الجميل. واحد من أهداف تلك الرحلة كان جمع بعض العينات القمرية والعودة بها إلى الأرض بغرض تحليل مكوناتها ودراستها بتمحيص شديد، ولم تكن تلك الرحلة الوحيدة إلى سطح القمر فقد قامت «ناسا» برحلة أخرى أعقبت الرحلة الأولى لينتهي الامر عند هذا الحد بعد أن قررت وكالة الفضاء الأمريكية الاكتفاء بتلك الرحلات وجمع بعض ما تركته من أجهزة على سطح القمر وحزم رواد الفضاء حقائبهم عائدين الى سطح الأرض ومنذ ذلك التاريخ لم تقم «ناسا» بأي رحلة الى ذلك الجرم السماوي، والآن وبعد مرور ما يقارب ثلاثين عاماً على أول رحلة الى سطح القمر بدأ الدكتور ديفيد ميلر أستاذ أنظمة الذكاء الاصطناعي في جامعة أو كلاهوما الأمريكية، يفكر جديا في امكانية ارسال إنسان آلي إلى القمر مرة أخرى والهدف الذي يسعى اليه ميلر من مثل هذه المهمة هو دراسة أية متغيرات قد تكون طرأت على المواد والأجهزة التي يتم تركها في الفضاء لمدة تتعدى العشرين عاما، ذلك أن رواد الفضاء الامريكيين الذين عادوا من آخر رحلة لهم الى سطح القمر قبل ما يقارب الثلاثين عاما كانوا قد تركوا الكثير من معداتهم وأجهزتهم على القمر وهو ما يبعث الحافز لدى ميلر كي يقوم بدراسة التأثيرات التي طرأت على تلك الأجهزة نتيجة تعرضها للاشعاع القمري، ذلك ان هناك احتمالا بنمو بعض الفطر القمري على تلك الأجهزة.
لكن السؤال الأهم يتعلق بعدم رغبة وكالة الفضاء الأمريكية في العودة الى سطح القمر مرة أخرى والسبب وراء ذلك، وهو سؤال يعتقد الدكتور ميلر ان الاجابة عليه تكمن في ان «ناسا» لم تعد مهتمة بالقمر كما كانت عليه من قبل خصوصا وأنها حصلت على الكثير من المعلومات القيمة والكافية عن سطح القمر واحتمالات كيفية نشأته عبر العينات التي قامت بجمعها من قبل وأي زيارة أخرى إلى القمر لن تعود عليهم بمعلومات جديدة أو مفيدة أكثر.هنا لم يكن أمام ميلر سوى طرق باب القطاع الخاص الذي استجاب له في العام الماضي عندما وافقت شركة Blastoff على دعم رحلته هذه إلى القمر، ولكن أحلام ميلر تبخرت بعد أن هوى مؤشر ناسداك إلى الحضيض بداية هذا العام.غير أن ميلر يعوّل كثيرا على جامعة أوكلاهوما التي يعمل لها لتقوم بدعم هذا المشروع الذي تصل تقديرات تكلفته الى حوالي الخمسين مليون دولار، إذ يرى ميلر ان الجامعة تتمتع بوجود ميزة طلبة دراسات عليا يمكن لهم ان يقدموا كماً هائلاً من المعلومات من دون مقابل .
|
|
|
|
|