أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 19th July,2001 العدد:10521الطبعةالاولـي الخميس 28 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

أحاديث..وأحداث
مبدأ الثواب والعقاب في المدارس.. «4»
عبدالكريم الجهيمان
ومبدأ الثواب والعقاب كان سارياً في مدارسنا.. وكان يعطي الثمار على الرغم مما فيه من بعض التجاوزات البسيطة التي يمكن السيطرة عليها..
وأشهر دليل على نجاح هذه السياسة هو الأسلوب الذي كان يسير عليه معهد العاصمة النموذجي تحت إدارة زميلنا الشيخ عثمان الصالح.. فاسألوه عن نتائج هذه السياسة التي كان ينفذها بقوة وحزم ونزاهة.. فإنه سوف يخبركم بنتائجها الباهرة التي تمثلت في كفاءة طلاب هذا المعهد ونجاحهم في القيام بجلائل الأعمال التي أسندت إليهم بعد أن أنهوا دور الدراسة.. وجاء دور العمل والإنتاج!!
وأنا في هذه الحلقة سوف أخبركم بمشهد واحد شهدته عندما زرت الشيخ عثمان أثناء الدراسة..
فقد وجدت عنده في غرفة الإدارة عدة طلاب منهم من ضربه عدة «عصيات».. ومنهم من وبّخه وحمّر عليه العين ثم أمره بالعودة إلى فصله الدراسي.. ومنهم من أوقفه أمامه ساعة.. ومنهم من أوقفه خارج غرفة الإدارة عدة ساعات!!
وكما قلت فإن هذه القسوة لم تزد الطلاب إلا قوة وصلابة واستقامة.. في حياتهم الدراسية.. وبعد ذلك في حياتهم العملية.. هذه واحدة من تجارب مبدأ الثواب والعقاب يعرفها الكثير من الكبار والصغار..
أما التجربة الثانية المشهورة أيضاً فهي التجربة في المعهد وتحضير البعثات .. التي كان يديرها السيد أحمد العربي يرحمه الله..
فقد كان عنده في غرفة الإدارة عدة «عصيات».. وكان بقربه أو بالقرب منه أحد الفراشين.. فإذا أخطأ أحد الطلاب أرسل إلى المدير مع وريقة فيها نوع المخالفة.. فينفذ المدير في الطالب العقوبة المناسبة لمخالفته بحزم وصلابة.. فمنهم من تكون عقوبته عدة ضربات بالعصا.. ومنهم من تكون عقوبته بشيء من الكلمات القاسية والتهديد بما هو أشد منها إذا عاد إلى مثلها..
وكنت أشاهد في المعهد وتحضير البعثات وأنا أحد المدرسين فيهما.. أشاهد مساعد المدير في بعض الاجتماعات التي تلقى فيها بعض القصائد والمحاضرات.. أشاهد معاون المدير يقف في وسط الطلاب أو في طرف من أطراف الاجتماع وبيده العصا التي يشاهدها الجميع.. ويخشاها أي طالب يحاول أن يخل بالهدوء والإنصات!!
ولا أنسى أمراً مهماً في تربية أبناء بلادي.. إنها التربية العسكرية التي تمتص بعضاً من نشاط الشباب وتعودهم على الطاعة والنظام وتجعلهم عدة لحماية وطننا العزيز.. فالأوطان لا يحميها إلا أبناؤها.. ومن لم يكن ذئباً أكلته الذئاب..
هذه أيها القارئ الكريم رؤوس أقلام تحتاج إلى توسع ومناقشات.. والآن أترك الميدان للمفكرين والعارفين ليناقشوا هذه الأفكار التي تتعلق بمستقبل شبابنا الذين عليهم الاعتماد بعد الله في قيادة هذه البلاد وحمايتها والنهوض بها لتلحق ركب الحضارة وتكون منتجة لا مستهلكة.. ونافعة ومنتفعة .. وصانعة لا مصنوع لها..
فالحياة سباق وحركة وتجارب أما الجمود على حالة واحدة في أي مسلك من مسالك الحياة فإنه يعتبر موتاً أو أخا الموت..
فآباؤنا يقولون إنه لا ينام على جنب واحد إلا الميت.. أما الحي فإنه يتقلب من جنب إلى جنب.. ليأخذ كل جنب نصيبه من الراحة أو التعب.. بحيث لا يبقى العبء على جنب واحد!!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved