أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 19th July,2001 العدد:10521الطبعةالاولـي الخميس 28 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

في البدء...
كلما سنحت لي فرصة قمت بتصفح بعض الصحف القديمة ومقارنتها بالصحف الصادرة هذا الوقت تقابلني في بعضها مقالات أدبية وقصص ومقطوعات شعرية مازالت تثير الإعجاب بالرغم من ان تلك الصحف القديمة متوقفة منذ مايزيد على أربعين عاما، )ورغم صعوبة الحياة وشح الإمكانيات وقتها(. حملتني تلك المقارنة على كتابة مقال عنها استعرض فيه بعض المواضيع التي كانت تشغل بال القراء آنذاك، ليطلع هذا الجيل على ما كان يطرح من قضايا وكيف كانت تعالج، وللتعرف على النماذج الأدبية ومستواها، ولكني وجدت ان المقال يطول كما أنه من المجحف ان أتناول صحيفة وأترك أخرى. صحيح ان جميع الأعداد الصادرة لم تكن متوافرة، ولكن )ما لا يدرك كله لايترك جله(. أما السبب الذي حملني على استطلاع ما كان يصدر من صحف ومجلات في المنطقة الشرقية من المملكة فهو عدم الكتابة عنها بشكل مفصل كمرجع للباحثين والدارسين إذ أنك تجد الكثير من الكتب قد تناولت بالتفصيل الصحافة في المنطقتين الغربية والوسطى أما ما كتب عن صحافة المنطقة الشرقية فهو مختصر أو مبتسر، علاوة على وجود رؤساء تحرير هذه الاصدارات بيننا أطال الله أعمارهم واستعدادهم بتزويدي بشهادة عن ظروف إصدار المطبوعة وسبب إيقافها وما رافقها من مصاعب... ولست بصدد دراسة تحليلية أو قراءة نقدية لتلك التجربة الرائدة وإنما سأكتفي بعرض نماذج ونشر معلومات مما نشر وقتها، إنها مجرد إطلالة سريعة وتذكير لهذا الجيل وما بعده بأن هناك صحفا ومجلات سبق أن صدرت وأن هناك رجالاً ضحوا من أجل بناء هذا الوطن كل حسب قدرته وإمكاناته.
يقول الأستاذ حمد الجاسر في مجلة العرب ج 7 و 8 س 17 محرم وصفر 1403ه نوفمبر وديسمبر 1982م ص 481 ).. ونشوء الصحافة في مدينة الرياض فتح الباب لنشوئها في المنطقة الشرقية حيث صدرت صحيفتا «أخبار الظهران» و «الفجر الجديد» في عام 1374ه وصحيفتا «الخليج العربي» و «الإشعاع» في عام 1375ه ثم جريدةاليوم سنة 1384ه، أما «قافلة الزيت» التي أصدرتها )شركة الزيت العربية السعودية( فكانت ذات وضع خاص(.
كما يذكر الاستاذ عبدالعزيز السنيد ضمن مقال نشره بجريدة اليوم بتاريخ 3 رجب 1419ه 17 اكتوبر 1998م )... وبهذه المناسبة أود أن أذكر انني تقدمت في أواسط الخمسينيات من هذا القرن عندما كنت رئيسا للجنة العمالية المنتخبة من قبل عمال شركة «أرامكو» تقدمت يومها إلى ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز أثناء زيارته إلى المنطقة الشرقية بطلب امتياز باصدار صحيفة باسم «الشباب» وحمل هذا الطلب الزميل عبدالله ابراهيم الحقيل وسلمه في مقره بالظهران إلى رئيس ديوانه عبدالرحمن الحميدي وجاءت الموافقة على ان يكون اسم الصحيفة الجزيرة بدلا من الشباب، وطلبت الإمارة حضوري لإكمال الإجراءات فاقترح الاستاذ عبدالرحمن الشيباني مدير مكتب الأمير سعود بن جلوي بالدمام ان أدخل معي الشاعر عبدالسلام العمري يرحمه الله وكان موجوداً في انتظاري.. أثناء مناقشة سياسة الصحيفة لم أوافقه على ما طرحه من أفكار.. وعندما حضر الاستاذ الشيباني ولي معرفة سابقة به يوم كان أحد مراقبي التعليم في أرامكو من قبل الحكومة وكنت يومها معلماً فيها، فقال: أقول مبروك، فقلت: يا أبا خضر أفكارنا متباعدة وغير متوافقة.. قال:اكتب معروضا تطلب فيه «بلك» ثمانية أراضٍ قيمتها مليون ريال قلت لماذا؟ قال: لتقيم عليها المكاتب ومكائن الطباعة، قلت: لست بحاجة لها فسأطبع الصحيفة في البحرين.. وخرجت بعدها من المولد بلا حمص...(.
ويقول الدكتور عبدالله ناصر السبيعي في كتابه «الحياة العلمية والثقافية والفكرية» في المنطقة الشرقية.
أ المطابع )... كان الرائد في تأسيس أول مطبعة تجارية في المنطقة الشرقية هو المرحوم الاستاذ خالد الفرج )1316 1374ه( حين أسس «المطبعة السعودية» عام 1373ه/ 1953م.. وقد أدى ازدياد عوائد النفط ووجود سوق مشجعة وفرص تجارية لحركة الطباعة والنشر إلى تتالي إنشاء المطابع التجارية في المنطقة، ففي عام 1373ه أنشأ الاستاذ عبدالله الملحوق «مطابع شركة الخط للطبع والترجمة والنشر» في مدينة الدمام وقد أصدر عنها الاستاذ الملحوق جريدة «أخبار الظهران» كأول جريدة تصدر في تاريخ المنطقة الحديث.. كما أسس السيد خالد الدبل مطابع الوفاء بمدينة الخبر في عام 1379ه/1959م، وقد أسست دار الخليج العربي مطابع تجارية في مدينة الخبر عام 1380ه/1960م. وفي السنة نفسها أسست مطابع وزنكو غراف المنطقة الشرقية في مدينة الخبر كما أنشئت مطابع المطوع والمطبعة الفنية في الدمام(.
ب الصحافة: )... نتج عن اكتشاف النفط وتوفر المال والأيدي العاملة تأسيس وانتشار المطابع ودور النشر والصحف ودور العلم ووسائل النقل والتسويق لأول مرة في تاريخ المنطقة الشرقية، وكان صدور الصحف في المنطقة إيذانا ببداية عصر جديد للمعرفة والاطلاع والانفتاح الرحب على العالم، وقد عبر عن ذلك قاضي المبرز والمؤرخ المعروف الشيخ محمد بن عبدالله آل عبدالقادر بقوله:


رأيت تباشير النجاح تلوح
على صحف تغدو لنا وتروح
تجدها أقلام ناشئة لنا
لها همة في فنها وطموح
تنير لطلاب العلوم سبيلها
يضوع بها نشر الهدى ويفوح

ولعل من ايجابيات عصر النفط على الحياة الأدبية والفكرية اجتذابه ضمن من وفد إلى المنطقة بحثا عن العمل والمستقبل، مجموعة رائدة من أدباء وشعراء ومفكرين، تعبقوا بما في المنطقة من أصالة أدبية وثقافية وحب مغروس للعلم والمعرفة، وكان لهم دور رائد في اثراء الحياة الثقافية والأدبية بمساهماتهم وعطائهم الفكري المستمد من تجاربهم وثقافتهم. فكان من جيل الرواد الاساتذة خالد الفرج، عبدالله الملحوق، عبدالكريم الجهيمان، عبدالله بن خميس، سعد البواردي، لقمان يونس، محمد حسن فقي، عبدالرزاق الريس وغيرهم...(.
ونجد أن خير الدين الزركلي يقول في كتابه «الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز» )... وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، برزت في مكة جريدة «البلاد السعودية» فكانت أول ما عرف من الصحف «اليومية» في بلاد المملكة العربية السعودية. وصدرت في الظهران مجلة «قافلة الزيت» في أواخر أيام الملك عبدالعزيز، شهرية، إلى جانبها جريدة «الشمس» اسبوعية باللغة الانكليزية...(.
كما نقرأ في كتاب أصدرته وزارة التجارة في المملكة العربية السعودية تحت عنوان «المملكة العربية السعودية تسجيل وتعريف» تقدمه وزارة التجارة لمعرض دمشق الدولي لعام 1375ه / 1955 ص 170 173 مطبعة الهاشمية بدمشق )... وصدرت من مدة جريدة اسمها «مجلة قافلة الزيت» كما صدرت صحيفة أخرى «اسمها أخبار الظهران» وفي الطريق إلى الظهور «مجلة الظهران» و «الإشعاع» وستصدران في الدمام. هذا إلى جانب بعض المجلات الأخرى التي ماتت في مهدها لنقص مادي أو طباعي...(.
لقد تجاوب معي مشكورين رؤساء تحرير تلك المطبوعات: الاستاذ عبدالكريم بن عبدالعزيز الجهيمان عن صحيفة «أخبار الظهران»، والاستاذ يوسف الشيخ يعقوب اليوسف عن صحيفة «الفجر الجديد» والاستاذ سعد بن عبدالرحمن البواردي عن مجلة « الإشعاع» والاستاذ عبدالله أحمد الشباط عن صحيفة «الخليج العربي» بإرسالهم شهادات مكتوبة بخط اليد تتناول تجربتهم الصحفية ومما شجعني على مواصلة الطريق استمرار نشر ما اختاره من تلك الصحف اسبوعياً بجريدة الجزيرة على مدى ثمانية أشهر واتصال الكثير يشجعون ويطلبون المزيد.
وعند اتصالي بمعالي الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر أمين عام مجلس الشورى حالياً والذي كان متعاوناً مع الاستاذ الشباط في إصدار صحيفة «الخليج العربي» لكونها تطبع بالرياض لعامي 77 و 1378ه ولتخصصه في المجال الصحفي بدراسته الجامعية واستعداده لتقديم هذا العمل شاكراً له تجاوبه .
ولا أنسى أن أشكر مكتبة الملك فهد الوطنية التي كان لها الفضل بعد الله في وجود بعض نسخ تلك الإصدارات، والتي أفادتني كثيراً، وبالله التوفيق.
محمد عبدالرزاق القشعمي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved