|
| وطن ومواطن
أطرح مجرد سؤال لوزارة الخدمة المدنية هل من الممكن أن يسبق سن التقاعد تعيين الموظف!! وأرجو من المسؤولين النظر فيه ودراسته تحقيقاً للمصلحة العامة.
حدثتني قريبة لي بحزن شديد كانت تعمل مدرسة كيف لا تستطيع خلال أكثر من عقد أن تجد لها موقع عمل على الرغم من أنها كانت تزاول مهنة التدريس وتركتها تحت ضغط متاعبها الصحية وشعورها بأنها قد تقصر بواجبها تجاه تلميذاتها فسعت وطرقت أبواباً كثيرة للعودة مرة أخرى لمزاولة مهنتها ولكنها لم توفق فكتبت لمعالي رئيس ديوان الخدمة المدنية سابقا كما كتبت لمعالي وزير الخدمة المدنية حالياً بشأن حربها الضروس لعودتها لإكمال رسالتها، وعلى الرغم من أنها تقدمت عدة مرات للحصول على وظيفة فلم توفق، وكانت كل مرة تحلم بأنها ستجد لها موقعا إلا أنها لم توفق ومع مرور الأيام أصبح حلمها يتوارى مع غروب شمس كل يوم تعيشه لغياب نظام يكفل حقها ويحدد لها موعداً تنتظره بين المتخرجات الجدد وربما ترى بأن حلمها الوردي أصابته الحميات المتحضرة المتصدعة أو القلاعية فدفنته قبل أن تنعم به، ولعل في تشاؤمها ما يبرر خاصة عندما تسمعها تقول: أصبحت بفضل نظام الخدمة مكان سخرية بين من حولي فقد قالت لي مدرسة متعاقدة كانت تعمل في مدرستي السابقة يمكنك البحث عن فرصة عمل في بلدي وسوف تجدين بأن دورك في الحاسب حال التقديم أقرب بكثير مما تنتظرينه من سراب الأماني والأحلام فعندما تقدمين مسوغات العمل سيطلعك المختص بأنك سوف تباشرين العمل بعد أربع أو خمس سنوات وأنا الآن أمضيت أكثر من عشر سنوات أنتظر فرصتي.
وقالت لي صديقة تتندر بواقعي لست أدري أي الفرصتين أسرع وقت تعيينك مدرسة أم بلوغك سن التقاعد وإذا كنت أتألم في الماضي على السخرية المميتة والتشاؤم القائم فإني مع مرور الأيام وخيبتي المتكررة أدركت بأن من حولي كان يرى واقع سياسة الديوان أفضل مني فهل أصفي حقوقي في عملي السابق أم أنتظر فرصتي سنوات أطول؟
معالي وزير الخدمة المدنية لن أكون متشائما مثل قريبتي لكوني لم أعش معاناتها ولكني اتطلع كغيري إلى نظام متطور ينهض بتطلعات المسؤولين والراغبين في العمل على حد سواء يكفل أحقية الأقدمية والاكتفاء بتقديم مسوغات وظيفية واحدة عوضا عن التقديم المتكرر عند وجود وظائف شاغرة ويصبح كل من يرغب العمل أن يقدم مؤهلاته وعنوانه ووسائل الاتصال به عبر حاسب لأن هذا سوف يكفل المساواة بين الجميع وبنفس الوقت يرصد الطاقة العاطلة عن العمل ويسهم في توجيه مسار التعليم والتنمية ويجيب على تساؤل قريبتي ويحقق لها ولغيرها حلمها بدون افكار تشاؤمية، والله الموفق
صالح بن عبدالله العثيم - بريدة
|
|
|
|
|
