* الطائف هلال الثبيتي:
ليلة الخميس الماضي ليلة من أروع وأجمل ليالي الطائف الشاعرية في ليلة أبدع فيها فارس الأمسية الشعرية الأولى لشعر النظم بمحافظة الطائف الشاعر حامد زيد وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز وبحضور الاستاذ/ عبدالله بن ماضي الربيعان وكيل محافظة الطائف ورئيس اللجنة الشعرية بقاعة الاحتفالات بفندق الانتركونتننتال عسير.
ليلة تجلت فيها هيئة الشاعر النجم ببدويته الأصيلة النابعة من الصحراء حيث نثر على الجمهور الموروث الشعبي وعباراته الشعرية التي جمع فيها القصيدة الغزلية والوجدانية وقصائد الذات التي تفاعل معها الجمهور الذي اكتظت به القاعة.
هاهو شاعر المطولات يهدي جمهور الشعر الشعبي بمحافظة الطائف ست عشرة قصيدة ولا عجب في ذلك لأن الشاعر حامد زيد اكد ان الشعب السعودي شعب شعر فعلاً:
تعودنا على حمل الجمايل والزعل واللوم
ولانرفض عتب غالي ولانزعل من جداله
تمنينا نحوز أغلى مكانة في وجيه القوم
نعيش الخوة بوقت يضد رجاله رجاله
ليعود حامد زيد من خلال قصيدته الثانية إلى الجمهور وهو يحمل في نفسه الكثير من الأسئلة التي تبحث عن الإجابة عن تلك الليالي العنجهية.
ولكن هذا السؤال لم يمنع حامد زيد من أن يحمل تلك الخناجر التي تمكنت منه حينما قال:
مشكلة لاجات حاجتك في يدين البخيل
ما يفكك لين تدفع كثر ما يدفعه
يتجلى بعد ذلك في عينه الشيء الجميل الذي يفرض على الشاعر نفسه الطلوع إلى المستحيل رغبة في ارضاء ذلك الحبيب:
والله انه لوطلبني طلوع المستحيل
لطلعه فيه مناك يعني لطلعه
ليترك البكاء والعناد والغلا عندما كان يسوى الكثير حينما كانت ضحكته طبعاً وعناده سمة مستمدها من تلك الصحراء التي ارتسمت في قامة وهامة ذلك البدوي العاشق:
حد علمي بالغلا يوم كنت اسوى كثير
يوم كانت ضحكتي طبع وعنادي سمه
وحد علمي بالعنا يوم خفاقي ضرير
قبل أهدم العشق وبنيه ورجع وهدمه
ولكن ذلك لم يمنعه من التمادي في العناد لعل ذاك الحبيب يلين قلبه الجامد ومشاعره التي أشبه بالبركان الخامد:
تماديتي ونا مثلك تماديت بهجر وبعاد
وكلٍ مثَّل عناده خفوق ثابت صامد
وإذا عندك ابعادي عيد ترى عندي جفاك أعياد
وعسى طول الجفا مني يلين قلبك الجامد
وما أجمل الليل حينما يضم في طياته تلك العبرة الجارحة وذيك الجروج والخاطر المكسور ولتكون العين في لحظة ترقب غياب طيف الحبيب وحضوره:
أنا والليل والعبره وجرح وخاطر مكسور
ونفسٍ من هجير البعد والحرمان مقهوره
الشاعر حامد زيد لم ينس نهاية عام 99م تلك النهاية المؤلمة التي حلت على الشعب الكويتي يتذكر الحضور بالأسرى:
دار الزمان وجدت أزمان وزمان
ساعة بعد ساعة وحين بعد حين
عشنا الحياة أفراح وجراح وحزان
حتى نهاية عام تسعه وتسعين
ليعلن بعدها شاعر المطولات الوداع وختام الأمسية:
فمان الله يا شعب السعودي ياذرى الإسلام
نودعكم بمان الله ولا ودي نودعكم
على أن نلتقي معكم على يوم من الأيام
وحنا لو تركناكم تعيش قلوبنا معكم
كرمكم في ضيافتكم على الصدر الجميع أوسام
مثل ما تصبح الكف الكريمة رهن أصابعكم
طبايع والطبايع مجد لو مرت كثير اعوام
عساها للعمر تبقى ولا تفنى طبايعكم
من الأمسية
عقب الأمسية أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز في تصريح له أنه معجب بالشاعر حامد زيد وقال رغم صغر سنه إلا أنه استطاع اثبات وجوده على الساحة الشعبية بكل قوة واقتدار رغم انه لم يظهر على الساحة إلا منذ أربع سنوات حيث تخطى الكثير من الشعراء الذين سبقوه.
قدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد للشاعر حامد زيد درع اللجنة الشعرية بمحافظة الطائف تقديراً من سموه للشاعر.
اكتظت قاعة الاحتفالات بالجماهير حيث امتلأت القاعة وبعض الجماهير ظل واقفا حتى نهاية الأمسية عند الساعة 10.12.
الشاعر حامد زيد اعتمد على ذاكرته في إلقاء قصائده إلا أنه امتنع عن اكمال قصيدة «اسمعي» خوفا من الوقوع في الأخطاء بين أبياتها حيث اعتذر من الجمهور لقدم هذه القصيدة.
تعتبر أمسية الشاعر حامد زيد هي الأمسية الأولى في شعر النظم التي تنظمها اللجنة الشعرية بمحافظة الطائف برئاسة الاستاذ عبدالله بن ماضي الربيعان وكيل المحافظة.
الشاعر حامد زيد قدم لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد نسخة من ديوانه المسموع والمقروء هدية.