| الريـاضيـة
عزيزي القارئ
ذات ليلة.. خيّل لأحد الأشخاص أنه قادر بعض الشيء على اقتحام عالم الصحافة وممارسة الكتابة هاوياً على أقل تقدير وليس محترفاً.
* *
عندها أراد أن يتلمس ذلك الخيال حقيقة واقعة..
فأحضر الورقة والقلم وهمَّ بالكتابة، وكانت الخطوة الأولى.
* *
تجلت البداية في سبع ورقات تمثل في جوانبها وجهة نظره حيال الموضوع الذي تطرق اليه في ذلك الحين.
* *
بعد أن انتهى من الكتابة وأفرغ ما في خاطره وفكره على الورق سأل نفسه سؤالاً: (ماذا عساه أن يفعل الآن)؟
* *
فكانت الاجابة التلقائية هي ضرورة أن يقوم بفسح ونشر ما كتب حتى يتمكن من معرفة رأي القراء حيال السطور التي دوّنها ومدى ما يحمله الموضوع إجمالاً من صدى إيجابي أو سلبي، وأظنه شعور طبيعي ورغبة تنتاب الجميع ممن يحمل قلماً ويطرح فكراً سواء كان ذلك الطرح هادفاً أو بدون أهداف.
* *
حينها بات في حيرة من أمره فإلى أي موقع يقوم بإرسال هذه الورقات السبع.. فمواقع النشر كثيرة.
* *
لم يمنح نفسه الوقت الكافي للتفكير.. فكان عجولاً في اتخاذ القرار وأرسل الأوراق عبر الفاكس لأحد تلك المواقع.
* *
ساده شعور الفرح وغمرته السعادة وكأنه كان في مهمة صعبة أنجزها بكل جدارة.
* *
لكنه كان فرحاً قصيراً جداً في مدته الزمنية، حيث سرعان ما تبدل ذلك الابتهاج إلى حزن وكأنه لم ينجح في الاختبار.
* *
لأنه مرت عشرة أيام وربما أكثر ولم يقرأ موضوعه مصاغاً حتى في صفحة بريد القراء.
بل إنه بات يظن او يجزم بأن تلك الأوراق المسكينة إما أن تكون قد سجنت في أحد الأدراج بإحدى الطاولات بأحد المكاتب في ذلك الموقع!! أو أنها قد مزقت منذ لحظة وصولها وكان مصيرها سلة المهملات!!
* *
تضجّر كثيراً.. لكنه لم ييأس لقناعته بأن ما كتبه يستحق أن يقرأ من الغير.
* *
لذا كرر نفس الخطوة وأرسل الأوراق ذاتها لموقع آخر عبر الفاكس رقم (014413826).. وكانت المفاجأة.
* *
في غضون ثلاثة أيام فقط (أبصر ذلك الأعمى)!! ورأى ذلك الموضوع النور بعد أن كاد يجبر على البقاء في الظلام.
* *
وتباعاً للقصة فقد وجد ذلك الشخص في الموقع الآخر الشيء الذي لم يكن يتوقعه.
* *
الدعم المعنوي والتشجيع الذي لا حدود لمساحته، الفياض في معانيه الحميمة من قبل المسؤولين في الموقع البعيد بالكيلومترات القريب بالقلوب.
* *
هل تصدق.. حدث ذلك وهم يدركون أنها تجربته الأولى في هذا المجال.. وكان بالإمكان وضع الشروط والقيود أمام مبتدئ مثله يحاول أن يشق طريقة لتنمية موهبته ويرغب في التعلم والاستفادة.
* *
لكن رغم ذلك فهو لم يلحظ أي تحفظات على أي من كل ما خطه قلمه بعد ذلك سواء كان بمبررات منطقية أو غير منطقية من قبل التعالي والمكابرة، كما لم يرسم أمامه أي خطوط بيانية طويلة كانت أم قصيرة، مستقيمة أو متعرجة يتوجب عليه بالأمر الانطلاق منها وعدم تجاوزها وكأنه دمية تحمل القلم في يدها وتكتب بفكر الآخرين.
* *
نعم.. كانوا صادقين معه بقولهم وفعلهم دون أي معرفة مسبقة بينهم وكأنهم يقولون له أنت تبحث عن الفرصة وها نحن نمنحك إياها فهيا انطلق.
* *
أضحى مندهشاً !! لكنه حاول استغلال الفرصة وتجييرها بالكامل للكتابة فيما يحب ويعشق.
* *
لم يتضجروا وكانوا خير معين له بصبرهم وتركهم له حرية أن يصول ويجول بين صفحاتهم طولاً وعرضاً، دون اعتراض على حرف من كلمة أو كلمة من سطر أو سطر من مقال أو (مقال من مقال!!) كما كان في ذلك الموقع.
* *
إنها المساحة الرحبة في النفوس والخصبة على الورق.
إنها المثالية في التعامل.
* *
أخيراً.. ماذا يمكن أن تقول عزيزي القارئ لمثل هؤلاء في هذا الموقع؟
سأجيب نيابة عنكم وعن صاحب القصة بالإجابة التالية:
(الجزيرة.. شكراً)
ü مدير كرة سابق، ومرشح لعضوية نادي القادسية
|
|
|
|
|