وطن.. يكتب الشعر
تخضرُّ فيه المواويل
يشتعل الحرف
بين تجلي الرجال
وبين شموخ النخيلْ
وفي قسمات المساء
تفيض الصبابات عشقاً
على ذروة الزمن السرمديِّ
على سدرة الوطن المستحيل
إليه المليحات..؟!
يأوين.. حلماً شهيَّ التَّرَسُّل
..بين عناقيد أحلى الشفاه
وبين الخصام الجميل
وبين الوصال الحفيِّ البخيل
وطن.. باسق الظلِّ.. والضوءِ
يحضن في شظف العمر
هَمَّ.. الأناسيِّ
متّعهم عشقه المتباهي
تُبَاشِرُ منهم سوابغه الطيبات
شغاف العقول
وطن.. في مدار الشموس
ابتدأنا به أول العشق
«طيبة».. أول وعد الهوى
فزعنا إليها.. منيبين..!!
.. ألقت علينا من الحب
ما غيَّر الأرض.. شكل الحضارات..
يوم اجتباها.. إليه
الأمين النبي الرسول
***
إلى فيئه.. استسلم القلب
وانبجس الشعر.. يهطل
في مفردات المعاني
وفي خلجات النفوس
وميس القوافي
ونبض الثرى
يقوم النشامى.. إليه
على صهوة.. البرق
ما بين وجه صبوح.. المحيا
وما بين بأس.. شديد القوى
هو العاشق الفرد فيهم
أما آن.. ياصاحبيَّ..!!
بأن ينبت الحب
يمتد فوق حدود التناهي
وفوق امتداد المسافات
فوق اعتصام.. الذرى
أما آن.. للعقل..؟!
أن يجتبي كنانة أحرفه المُشْرعات
وأن تبصر العين.. ما لا يرى
إلى من إليه.. القصيدة
توفض ملحمة
تأخذ القلب والسمع
تحمدها العيس
مَدَّ الصباح
وإدلاجة العيس وقت السرى
إلى سُدَّة القلب
أرسل أحلى أمانيه حباً
وألقى إليها المواثيق
سبحان.. موقظ صرف الزمان
مُصَرِّفَهُ.. بين أهل الأديم
سبحان محيي رميم القرى
***
هو الوطن..!!
المشرع الوجه والقلب.. والعين
مالئُنا.. بنواحيه
كائننا المستبد بنا
موغل في رسيس العظام
وفي النبض.. حتى حدود اليقين
إلى ظله السرمديِّ
تفيء القوافي
كما قطرات الندى
تستحم بها الأرض
والنبت.. والعالمون
إلى كل من أسبغ.. الحرف
وجهاً.. بهيَّ المطالع
أسلمه الليل غرته.. للعناق
ومالت بمهجة صبوته
صحوة الألق الأنثوي
تباشر هاماتها.. الكبرياء
ويفترُّ عنهنَّ..
حُسْن.. مكين
تراءى لنا.. الحزن
ذات الزمان
وألقى علينا ثياب البهاء
وقلَّدَنا.. لامة العشق
حتى تحامت هوانا.. العشيرة
واسْتَبَقَتْ أمرنا.. الغيد
فاجأنا.. الوطن المستكنُّ بنا
خاطئين
صديق.. القوافي
إذا آذن الزمن
المورق الصافنات
تباهت.. بأربابها..!!
النوقُ والخيلُ..
والسيفُ.. والمشرفيةُ
فَضَّت مغاليق تلك.. المدائن
نالت على يدها.. عارضاً
يَسْتَدِرُّ مغاليق هذا الفلقْ
شموخ..!!
تراءى.. محاسنَه الملأ المتعبون
يُغَشِّي رحاب.. الفضاءات
يعلن فيها.. انبلاج السرايا
وطيب التلاقي
ورشح العبقْ
لديها.. يجئ الأمان
على فوهات البواريد
حتم القضاء
شديد المراس
فتيَّ المروءاتِ
ماخامر البأسَ منه الفَرَقْ
إلى زمن
يستفزُّ الثرى.. أمَّةً
قامة المجد.. قاماتهم
وفي غدق من هتون الجهادْ
تُفيق المروءات
يُسْتَنْزَلُ النصر.. غيثاً
لطالعه.. اهتزت الأرض
حتى.. ربا الطين
أنشز مَيْتَ العبادْ
إذا آذنتنا.. وجوه النفير
على كل سابحة
يُبدِئ الزمن السابغ السرد
أمجادنا.. وطناً من جياد
إذا آذنتنا..!!
أقيما رعى الله من أنتما
صدور المطايا
على رِسْلِ أهل الهوى
فللشعر قافية لا تموت
وللحب.. أزمنة لا تعادْ.