| المجتمـع
حكم التصوير
* ما حكم التصوير بالكاميرا والاحتفاظ بها للذكريات؟
ف.ع
لا يخفى أن التصوير من حيث الأصل جاء النهي عنه فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله لعن المصورين وهم يضاهون بصورهم خلق الله وأن الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يطلب منهم أن ينفخوا الروح بما صوروه وفيما صوره وليسوا بفاعلين وإنما ذلك على سبيل التعجيز والتحدي ثم يعاقبهم الله سبحانه وتعالى بفعلهم فلا يجوز.
ومعلوم أن أول شرك حصل في الأرض كان بسبب التصوير وذلك حينما كان في قوم نوح رجال صالحون ثم هلكوا فجاء الشيطان إلى خلفهم وقال لو صورتموهم لأنهم أهل تقى وصلاح فأنتم حينما تصورونهم وتضعون صورهم أمامكم يكون لكم مزيد بتذكرهم ثم يكون لكم مزيد بالتعلق بالله بالعبادة لأنكم تعرفون أن هؤلاء أهل تقى وصلاح وقدوة صالحة ففعلوا ثم بعد أن هلكوا جاء الشيطان إلى خلفهم ثم قال إن أسلافكم لم يصوروا ما صوروا إلا لأن أولئك أهل ولاية وأهل تقى وأهل قرب من الله تعالى فينبغي أن يكون منكم تعلق بهم لأن ولايتهم لله قريبة حتى يكون له منكم الشفاعة والقرب إلى الله سبحانه وتعالى ففعلوا فعبدوهم بعد ذلك فكان التصوير أول سبب من أسباب الشرك بالله.
وأما ما يتعلق بالكاميرا بالصور الفوتوغرافية وهل هي من التصوير؟ الذي عليه جمع من المحققين من أهل العلم على أن هذا ليس من التصوير المنهي عنه وإنما هذا حبس ظل وليس تصويرا وإنما هو عكس لخلق الله سبحانه وتعالى فهو صورة خلق الله سبحانه وتعالى.
فإذاً التصوير بالآلة الفوتوغرافية أو نحو ذلك ليس من التصوير المنهي عنه ولكن نظراً لأن الصور التي تخرج من هذه الآلة ونحوها قد يكون بعضها محل تعظيم وتقدير واحترام أكثر مما يجب وتعلق في الحيطان ونحوها فيكون بذلك شبه بما عمله قوم نوح فينبغي ترك هذا الشيء فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحرام بيّن والحلال بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.. وا لله أعلم.
*****************
يجب الرمي في الحوض
* أريد أن أسألك متى رمى جمرة العقبة في هذا اليوم الذي يشمل الحجاج من جميع الاتجاهات فالبعض يرمي من بعيد والحجارة تقع في رؤوس بعض الحجاج الذين يقتربون من الهدف فما حكم من لا تصل جمرته في الهدف ويرمي من بعيد؟
فتح الرحمن آدم محمد آدم
ينبغي للرامي أن يتأكد من أن رميه الجمار يقع في الحوض وأما إذا كان يرمي من بعيد غالب الظن أنه لا يقع في الحوض ولا شك أن مجموعة من الأحكام الشرعية تبنى على غلبة الظن فإذاً طالما أن غلبة الظن أن هذه الحصيات لا تقع في المرمى وإنما تقع في مواقع الغالب أنها بعيدة عن المرمى أو قريبة منه إلا أنها لا تقع فيه والذي يجب أن يكون الرمي في الحوض نفسه فإذا كان كذلك فيخشى ألا يجزئ رمي من يرمي من بعيد وهناك غلبة ظن أنها لا تقع في المرمى فعلى المسلم الحاج أن يعنى بمناسكه العناية التامة وأن يكون على مقربة من الحوض حتى يتعين أن رميه كان في الحوض وكان مجزياً لنسكه الواجب عليه.
*****************
توكيل غير المسلم
* أنا رجل أعمال لدي أعمال متناثرة في كل مكان، وفي بعض دول العالم غير المسلمة، وأحياناً أحتاج لوكيل أوكله على شؤون أعمالي نيابة عني، فهل يجوز أن أوكل غير المسلم؟
الحمد لله، لا يظهر لي مانع من توكيل غير المسلم، إلا أنه ينبغي للمسلم أن يحتاط لنفسه وماله وذلك بألا يسند أعماله إلا إلى المسلمين ممن تتوفر فيهم الثقة والأمانة والمعرفة، فقد امرنا الله تعالى بالحفاظ على أموالنا والعناية بها، فإذا احتاج المسلم إلى وكالة غير المسلم وكان هذا الوكيل ذا ثقة وأمانة وخبرة في موضوع الوكالة، لا يظهر لي مانع من ذلك، والله أعلم.
*****************
المكر عند بعض النساء
* أريد أن أستفسر عن معنى المكر في قوله تعالى: «فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأً وآتت واحدة منهن سكيناً».
أم يوسف الباحة
الحمد لله، المكر الذي أشارت إليه الآية الكريمة هو أن بعض النساء في مدينة عزيز مصر سمعن الكثير عن جمال يوسف عليه السلام، فرغبن بلهفٍ في رؤيته فصرن يشعن القول الذميم عن امرأة العزيز وخيانتها في وقوعها في حبه، ومراودتها إياه ، لا لأجل الإنكار عليها بذلك، وإنما الغرض أن تبلغها مقالتهن فيها لتتيح لهن رؤيته ليعذرنها، قال تعالى: «فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأً وآتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم، قالت فذلكن الذي لمتنَّني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننَّ وليكوناً من الصاغرين»، «يوسف : 30 32» هذا ما ظهر لي والله أعلم.
|
|
|
|
|