| مقـالات
المجتمع السعودي يأكل بشراهة، وأكثر من أي مجتمع في العالم ليس هذا فقط بل يقذف بأكبر قدر من بقايا الطعام لو احتفظ به لأكل منه لأيام.
والمسألة محكومة بأمور اجتماعية لا يتسع المكان لسردها لكنها متعلقة أيضاً بالطريقة الغريبة في الأكل الذي يشبه الافتراس مما يجعل الاستفادة من بقايا الأكل غير ممكنة لما يتعرض له من تلويث مباشر بين الأيدي والأفواه النهمة التي يسيل لعابها استقبالاً للطعام الدسم.
الخطر ليس فيما نقذف من طعام فهذا خسارة مادية وهدر ستعلمنا الأيام كيف نحتفظ به لكن الخسارة الحقيقية فيما نفقده من صحة بسبب عادات الأكل الخاطئة وطريقة الأكل التي لا تبين للإنسان كم أكل وشرب.
الإسراف في بلع الدهون والسكريات حول الأجسام الرشيقة التي عرفناها في الستينات إلى أجسام أفيال تتدحرج بين مطاعم المندي والوجبات السريعة للتلهية.
أعداد الداخلين إلى المطاعم من السمان نسبة إلى غيرهم تقول إن مجتمعنا سمين.. وقد أيدت كل الدراسات الأخيرة هذه الملاحظة.
السمنة مرض عضال ونحن أحوج ما نكون لحملة وطنية لتعليم طريقة مهذبة لأكل الطعام وترسيخ عادات غذائية صحيحة وهنا نحن بحاجة إلى تحرك وزارة الصحة والتجارة والبلدية والقروية والقطاعات الصحية الأهلية وكل المعنيين لبدء حملة تثقيف عن كيف نتناول الطعام ومتى نكون غير مسرفين وطريقة الأكل المهذبة التي لاتشبه الافتراس.
|
|
|
|
|