| مقـالات
كان عدد المراجعين في يوم واحد فقط أكثر من 1000 مراجع.. الصالة تكاد أن تختنق من كثرة المراجعين.. ويحلف المراجع أيماناً غليظة أنه بحاجة إلى الجواز اليوم.. لأن موعد الحجز.. و.. و.. يتوقف على إنهاء إجراءاته اليوم..
وقد قرأنا قبل عدة أشهر بيانات أعلنت في الجرائد من مديريات الجوازات بأن على المواطنين إنهاء إجراءات تجديد واستخراج الجواز قبل موسم الصيف.. ونقرأ الخبر.. ولا نتذكر تاريخ انتهاء الجواز إلا عند مراجعة المكتب الخاص بالسفريات لاستخراج تذاكر السفر..
عندها فقط نتذكر.. ويبدأ البحث عن (الواسطة) وفي مواقف أخرى نتذمر من الواسطة.. وأنها في مجتمعنا أكبر منها في المجتمعات الأخرى.. والسبب ليس كما يعتقد البعض (الفزعة) التي اختصنا الله بها.. ولا أننا مجتمع روابط وولاءات قبلية.. إنما السبب الرئيس في أمور كثيرة هو عدم التنظيم.. فلو وزعت استبانة على شريحة اجتماعية ضمنها هذا السؤال: «اذا كان لديك جواز سفر.. متى تاريخ انتهائه؟» ستجد نسبة كبيرة جداً لا يعلمون حتى السنة التي ينتهي فيها فما بالك بالشهر.. فلا يدري عنه إلا عند حاجته.. وهناك من كانت ورطتهم أشد، سافروا إلى بلدان حدودها برية على سياراتهم.. فأحدهم سافر إلى الإمارات وعندما وصل إلى الحدود وجد أن جوازه قد انتهى فاضطر للعودة إلى المنطقة الشرقية لينهي إجراءاته.. وهنا تكون الواسطة أغلى من نور العين.. ونحمد الله أننا مجتمع لم تستشر به الرشوة وإلا سيكون مثل هذا الموقف مدعاة لدفع الآلاف.. وسببه بسيط جداً هو «الإهمال» وعدم التنظيم..
أعان الله رجال الجوازات هذه الأيام.. فقلة هم الذين أراحوا أنفسهم وأصلحوا جوازاتهم قبل عدة أشهر.. ليتسلم جوازه في اليوم نفسه لأنه أتى في غير الموسم، أما الكثرة الكاثرة فتمضي حياتهم الرتيبة ولا يتذكرون أمراً مهماً كالجواز إلا في يوم السفر.. أو قبله بأيام.. فيتورطون في زحام وطوابير طويلة.. ومن ثم يبحثون عن الوسائل الأخرى كالواسطة.. وغيرها.
ومن نعم الله أيضاً أن إدارة الجوازات حكومية.. تصور أنها قطاع خاص.. فمن الطبيعي أن ترتفع الرسوم إلى أعلى حد في المواسم.. وتنخفض بقية أيام السنة، ولا أريد أن أقترح رفع الرسوم على المعاملات والإجراءات الموسمية كالجوازات.. وتخفيضها في غير المواسم.. على نظام العرض والطلب لكيلا يكرهني الناس .. ولو فعلت الحكومة هذا الشيء لانتشر المزدحمون وتوزعوا على أشهر السنة الأخرى..
غير أني أشكك أيضاً في جدوى مثل هذا الحل لو وجد لا قدر الله لأننا لو تأملنا في أمور أخرى تخضع بطبيعتها للعرض والطلب مثل مواسم بدء الدراسة (المكتبات) وموسم الشتاء (الملابس).. ورمضان (المأكولات).. لوجدنا الناس ينكبون على الأسواق في أيام معدودة ربما أسبوع واحد.. تتكثف فيه الزحمة إلى أعلى معدل، فتكون فرصة للتاجر لكي يرفع الأسعار.. أما قبل الموسم فلا أحد يمنعك.. فلو ذهبت بعد نهاية الاختبارات لتشتري دفاتر وحقائب وما إلى ذلك من حاجات المدرسة.. لوجدت المكتبات الخالية على عروشها تضمك كما تضم الأم صغيرها.. ويحتفون بك أيما احتفاء.. ويحطمون الأسعار أمامك تحطيماً.. كما تقول الدعاية الكاذبة.. ولو ذهبت في رجب أو بداية شعبان لتقضي احتياجات رمضان لاصطدت التاجر على حين غرة كما يقولون.. وقس على ذلك ما شئت..
وأعود هذه المرة واقترح اقتراحاً سأُشكر عليه في موضوع الجواز.. أن تخفض الرسوم قبل الفترة التي يزدحم فيها الناس.. لكي تكون حافزاً للمرء لكي يجدد جوازه، أو يستخرجه قبل الموسم الذي يشتكي فيه المسؤولون من تزاحم الناس.. أما في المواسم المزدحمة فتكون الرسوم كما جرت الأنظمة المعمول بها.. ما رأيكم بالاقتراح هذه المرة؟
ص.ب: 68523 الرياض: 11537
|
|
|
|
|