أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th July,2001 العدد:10520الطبعةالاولـي الاربعاء 27 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

نعم إنها تلف وتدور
د . ايمن بن سعيد كردى
نعم هناك أدلة علمية لدوران أو ما يسمى «لف» الأرض حول نفسها وأدلة علمية على دوران الأرض حول الشمس، فمن الأدلة على دوران الأرض حول نفسها: ظاهرة انبعاج الأرض حيث إن قطر الأرض الاستوائي أكبر من طول قطرها القطبي فهي ليست كروية تماماً، وهذا نتيجة «لف» الأرض حول نفسها، والظاهرة الثانية هي ظاهرة قوة كورايلوس نسبة لمكتشفها حيث نلاحظ تأثير ذلك في اختلاف حركة صور العواصف المأخوذة من الأقمار الاصطناعية، حيث إن اتجاه حركة الأعاصير والعواصف في مناطق شمال خط الاستواء مخالف لا تجاه حركة الأعاصير والعواصف في مناطق جنوب خط الاستواء، والدليل الثالث هو بندول فوكل نسبة إلى مخترعه وهو عبارة عن كرة حديد تزن عدة كيلو جرامات معلقة بسلك مرن وقوي واذا ما ترك حرا فإنه يتأرجح جيئة وذهاباً في كثير من المراكز العلمية العالمية يوجد مثل هذا البندول حبذا لو تبنى أحد المراكز العلمية في المملكة عمل هذا البندول!!! بقي أن نقول ان «لف» الأرض له ترنح ويظهر هذا الترنح في اختلاف نجم الشمال على مدى حقب زمنية طويلة!.
أما بالنسبة لدوران الأرض حول الشمس فمن الأدلة ظاهرة زيغ ضوء النجوم حيث تظهر النجوم وكأنها في غير مكانها الحقيقي بسبب دوران الأرض واتجاه حركة الأرض نحوها عند دوران الأرض حول الشمس، والظاهرة الثانية هي اختلاف زاوية المنظر للنجوم، فبسبب أن الأرض يتغير وضعها في السماء فنجد أن خلفيات النجوم وهي عبارة عن نجوم أبعد تتغير، والظاهرة الثالثة هي ظاهرة دوبلر، حيث تنزاح خطوط أطياف النجوم نحو اللون الأحمر اذا ما اتجهت الأرض نحوها ونحو اللون الأزرق كلما اتجهت عنها.
هذا السؤال عن دوران الأرض حول الشمس يتكرر علي دوماً، اعتقاداً من السائل أن ذلك يتعارض مع الآية «والشمس تجري لمستقر لها».
سأحاول شارحاً الأسباب التي أدت في فهم الآية المعجزة «والشمس تجري لمستقر..» ولماذا ظن بعض المسلمين أن هناك تعارضاً مع الشرع. فقد كان يعتقد قبل القرن الخامس عشر الميلادي أن الأرض مركز الكون وان الشمس والقمر والكواكب كلها تدور حول الأرض، إلا أنه كانت تواجه علماء الفلك الأغريق والرومان والمسلمين عبر الأزمان مع الأرصاد المتكررة مشكلة في تفسير حركة الكواكب فهذه الكواكب التي ترى ظاهرياً تتحرك بين النجوم لها حركة غريبة بين النجوم تتكرر كل فترة زمنية، هذه الحركة تتمثل في أن الكوكب يعمل حركة دائرية في السماء أو ما يسمى بالحركة التخلفية،
وكذلك يخفت ويزداد ضوؤه كل فترة زمنية معينة أو بعضاً منها له ظهور وغروب غير الكواكب الأخرى مثل كوكبي الزهرة وعطارد يرتفعان في السماء حتى تاريخ معين ثم يأفلان ثانية من حيث شرقا ولا عجب أن عرفت هذه الكواكب بالكواكب المتحيرة توجد مخطوطة بمكتبة عارف حكمت بالمدينة لأحد المسلمين بعنوان «الكواكب المتحيرة« بسبب هذه الحركات والظواهر الغريبة حاول علماء الفلك تفسيرها بشكل دقيق ومبسط، ولكنهم لم يستطيعوا وفقاً لمعتقد مركزية الأرض.. إلى أن وضع كوبريكونس العالم الايطالي في القرن الخامس عشر الميلادي فرضية أن ا لأرض ليست مركز الكون بل الشمس هي المركز وأن الأرض والكواكب تدور حول الشمس.. عندئذ تم تفسير حركة الكواكب المتحيرة تتابعت بعدئذ آراء وأفكار علماء الفلك والطبيعة للبرهنة على ذلك، ومنهم جاليلو وكبلر ونيوتن ولابلاس وجاوس حتى برهنوا بلا مجال للشك أن الأرض هي التي تدور حول الشمس، وفي أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أصبحت مركزية الأرض عند الغرب شيئاً من الماضي، واستطاعوا أن يبرهنوا ان الأرض تدور حول الشمس، كما ظنوا أيضاً ان الشمس هي مركز الكون، وهذا تبين خطؤه فيما بعد.
والآن وفي وسط هذه المعمعة العلمية من القرن الخامس عشر الميلادي إلى بداية القرن العشرين، وصلت هذه الأخبار للمسلمين وعلمائهم فماذا يقولون لو أن أحد علماء الغرب ذلك الوقت قال لهم لقد أثبتنا أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس والقرآن يقول: «والشمس تجري..»، ماذا تتوقع أن يكون الرد عندئذ!!
وقبل أن نسترسل علينا توضيح أمر مهم وهو أنه نحن المسلمين عندما نتلقى أخباراً أو ما يعتقد أنه حقيقة أن نعرضه على الشرع وهناك ثلاث حالات:
الحالة الأولى: اذا أتانا خبر من علماء الغرب يتعارض تماماً وبدون مجال للشك أنه مخالف للدين الاسلامي كالذي يقول إن علماء الغرب استطاعوا بصواريخهم وتقنياتهم الوصول الى السموات العلا، فنقول: ان هذا كذب ويتعارض مع الدين تماماً.
الحالة الثانية: أن تأتي الحقيقة العلمية موافقة للشرع تماماً وهنا يكمن الاعجاز.
الحالة الثالثة: ان تأتي الحقيقة العلمية ولا تتعارض مع الشرع، ولكنه يبدو وكأنه هنا سوء للفهم وعندئذ نتوقف حتى نفهم تماماً المعنى القرآني وتتضح الحقيقة تماماً.
الحالة الثالثة هي التي تنطبق في وضع دوران الأرض حول الشمس من القرن الخامس عشر الى بداية القرن العشرين،
وأنا على شبه يقين انه في تلك الفترة وصلت أخبار إثبات دوران الأرض للعلماء المسلمين وانهم انقسموا الى ثلاثة أقسام.
1 قسم رد على علماء الفلك في ذلك الوقت بأن الأرض لا تدور حول الشمس.
2 قسم توقف عند الآية.
3 قسم ذكي كيِّس فطن قال والشمس أيضاً تدور حول جسم أكبر منها لا أعلمه وعليكم البحث فالله يقول: «والشمس تجري لمستقر لها..»، وسيظهر لكم إعجاز القرآن!!
في بداية القرن العشرين أثبت عالم الفلك شابلي أن الشمس ليست مركز الكون انما على بعد معين من مركز مجرة درب التبانة، وان الشمس تدور حول المجرة وتكمل دورة كاملة كل 20 مليون سنة وبسرعة هائلة تجري!! وظهر إعجاز القرآن والآن أين المستقر!! والشمس تجري لمستقر..».
المتأمل لهذه الآية يجد أنها جمعت ثلاثة إعجازات متتالية «الشمس» إعجاز، و«تجري» اعجاز و«المستقر» إعجاز!!
وصدق الله القائل «سنريهم آياتنا في الآفاق..» وبعد اكتشاف ان الشمس تدور حول المجرة انتقل حالة موضوع دوران الأرض حول الشمس الى الحالة الثانية وهي حالة الإعجاز، ليس هناك تعارض بين العلم إذا ما وثق وبين الدين.
*قسم علم الفلك جامعة الملك سعود
ت: 4676323
فاكس 4674253

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved