أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th July,2001 العدد:10520الطبعةالاولـي الاربعاء 27 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

ماذا نريد من شركة الاتصالات السعودية بعد ثلاثة أعوام من الخصخصة؟!!
د. زيد بن محمد الرماني
لقد قيل: إن أعظم ثلاث قوى تقنية على الساحة الآن، هي: الحوسبة والاتصالات، والوسائط المعلوماتية . ومن خلال صيغة ائتلافية بين تلك القوى التقنية الثلاث يتحقق مايعرف ب «التقارب التقني Convergence» وهذا التقارب التقني يحقق عائداً يفوق 30 تريليون دولار سنوياً. وقد قيل: إن التخصيص اتجاه ايجابي بنّاء وفعّال للتعامل بقوى السوق في النشاط الاقتصادي وتأكيد المبادرة الفردية كأساس للتطوير والابتكار والإبداع. بل إن عملية التخصيص اكتسبت قوة وآليات جديدة ذات فعالية خاصة في السنوات الأخيرة، دعمتها وأكدتها النتائج التي تحققت من استخدام التخصيص في إدارة التغيير والتطوير للمجتمع. ومن ثم ، فان ثلاثة أعوام من التخصيص في عمر شركة الاتصالات أثمرت نجاحات رائعة ومساهمات فريدة وتطور مذهل وخدمات جليلة، ومازالت.. إن شركة الاتصالات السعودية تقدم رؤيتها الواضحة على أساس أن تمكين الناس من التواصل ببعضهم يسهم في زيادة سعة آفاقهم وتعزيز قدراتهم وفي هذا تذكير بأهم مزايا التخصيص التي تتأكد في:
(1) تحقيق التوظف الكامل للعمل والموارد الانتاجية المتاحة بالدولة.
(2) اكتشاف موارد انتاجية جديدة واستعمالات جديدة للموارد الانتاجية الحالية.
(3) رفع الكفاءة الاقتصادية لوحدات النشاط الاقتصادي.
(4) زيادة قدرة المجتمع على الاستثمار والتنمية.
(5) تمكين الناس من التواصل سوياً في سبيل تعزيز القدرات والامكانات. ولذا فان ثلاث سنوات من التحول تجاه التخصيص في شكل شركة الاتصالات السعودية أحدثت تغيرات جيدة على المستوى الاقتصادي خاصة، ذلك لان التخصيص ساعد على فتح سبل جديدة للاستثمار وضخ أموال متزايدة في الاقتصاد، في شكل استثمار مباشر وانفاق غير مباشر وكلاهما ولَّد طلبا فعالا عمل على زيادة حالةالرواج والانتعاش الاقتصادي في الدولة. ولان التخصيص يبني أفضل مناخ للتنمية ويضمن لها الاستقرار والاستمرار، كما أن التخصيص ينمي طاقة التصنيع في البلاد ويحفز على انشاء المشروعات ويزيد من الفرص الاستثمارية أمام الراغبين في الاستفادة. فإنه لاعجب ان تخدم شركة الاتصالات السعودية اليوم نحو (000. 400. 4) مشترك في أنحاء المملكة وان تقوم الشركة بتركيب ما يقارب (000. 50) خط هاتفي ثابت جديد شهريا ومازالت الشركة تخطط لمزيد من التركيب والتسويق. لقد ثبت في بداية الألفية الجديدة ان المحرك الاقتصادي Economic Engine للاقتصاد العالمي الجديد يعد مكوناً أساسياً في صناعات الانفوميديا والتي أهمها:
الاتصالات والحوسبة والالكترونيات الاستهلاكية
ومن المعلوم أن هذه الصناعات تعتبر أكبر الصناعات العالمية الآن، وأكثرها ديناميكية ونمواً حيث يبلغ رأس مالها أكثر من 3 تريليونات دولار. وعليه، فلاعجب ان يكون من مهام شركة الاتصالات السعودية توسيع الشبكة بحيث تصل للمناطق النائية بواسطة الهاتف الريفي، وما خدمة أكثر من (454) قرية رغم التكلفة العالية والمردود القليل من حيث الربحية، إلا دليل على مساهمة الشركة في عملية التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة. ان 236 مكتبا لخدمات المشتركين في أغلب مناطق ومدن المملكة لايتناسب مع الكثافة السكانية والرقعة المكانية وهذا يستتبع التوسع في فتح مكاتب جديدة. ويدل على ذلك ان الشركة كانت تخدم عند بداية انشائها (70) ألف مشترك سنويا بينما تقدم الشركة اليوم خدماتها لألفي مشترك يوميا أي بواقع (72) ألف مشترك سنوياً. وفي زمن ثورة الانفوميديا لا عجب ان وجدنا هواتف بلا أسلاك ونشر كتب بلا ورق وعقار الكتروني وتسوق منزلي ونقود رقمية وبطاقات ذكية ومتاجر دون أرفف ومصارف بلا صرافين. إن هدف شركة الاتصالات السعودية الوصول إلى ستة ملايين مشترك في الهاتف النقال وما قدمته الشركة في مواسم الحج من خدمات هاتفية متطورة لأكثر من مليوني حاج يسير في توازن دقيق مع هدف التخصيص المعلن وهو زيادة قدرة المجتمع على توفير الرفاهية لأفراده وتحسين مستويات معيشتهم وإحياء دوافع العمل المتقن ومساعدة جماهير الناس وتيسير سبل الاتصال بالعالم الآخر. وكلما تضاربت تقنيات المعلوماتية والوسائط الاعلامية والاتصالات، أدركنا أن عالمنا تعاد صياغته من جديد. ولا أدل على ذلك من أن هناك في المملكة أكثر من (000.200) مشترك للانترنت تقدم لهم الخدمة عبر (34) شركة محلية مقدمة لخدمة الانترنت عن طريق شركة الاتصالات السعودية. بل إن الشركة تسعى للوصول إلى مليوني مشترك عام 2004م إنها نظرة موضوعية تتناسب مع ثورة الاتصالات والمعلومات. ولأن التخصيص يساعد على التصحيح الهيكلي لرفع مستوى الكفاءات الانتاجية، ومن أجل استعادة الاقتصاد حيويته وفاعليته لذا قامت شركة الاتصالات السعودية بتدريب (000.170) موظف، مع السعي نحو تطوير أدائها التشغيلي بأحدث التقنيات وصولاً للعالمية. وختاماً أقول إن التخصيص ليس علاجاً سحرياً لكل الأمراض الاقتصادية المزمنة، بل إنه بعض العلاج فليس من المرتجى قريباً توفير شركة الاتصالات الخدمة للناس في كل الأمكنة بل إن الهدف المنطقي السعي نحو توفيرها وفق الممكن.
*عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved