| مقـالات
في مجتمعنا الطيب.. يوجد أفراد متميزون، ليس بالعلوم والمعارف المدروسة.. ولا بالنسب والحسب.. ولا بكثرة الأموال.. ولكن بصفاء النفس.. ونقاء القلب.. وخفة الروح. والصدق في التعامل مع الغير، وناشي الخريف.. تعلمت منه في ساعة أكثر مما تعلمته عبر الكتب التي قرأتها، أو الناس الذين جالستهم، وناشي هذا يتميز بحب الخير للناس، والقلب النقي، والروح المرحة.. لذلك عندما اقترح علي أن أذهب معه لمبنى الحرس الوطني، لمراجعة معاملة تخصني.. لم أتردد رغم أني سأجد في ذلك المبنى الكثيرين ممن يعرفونني ويقدرون الناس ويسعون لخدمة الآخرين، وهم من أبناء الحرس الوطني الأشاوس الذين ربتهم الدولة على الخير ومساعدة الآخرين والسعي لما فيه تحقيق آمال الناس في قيادتهم العظيمة.. وناشي الخريف كان رقيباً على ما أعتقد في الحرس الوطني وتقاعد.. ولأنه كان ذا روح مرحة ونفس صافية، وقلب نقي، فقد رأيت بعد دخولنا المبنى.. كيف أن المسؤولين والعاملين عسكريين ومدنيين كيف كانوا يتخطفونه بالسلام والشوق انه زميلهم القديم، لا فرق بين كبير وصغير هناك الآن المسألة مسألة مشاعر وأحاسيس وصدق في التعامل.. وتقدير للمخلصين.. لقد ضاع أكثر وقتنا، في تلك الأسياب الطويلة والمكاتب الرائعة.. في سلام وشوق ناشي، لقد شعرت أمام تلك الأحاسيس الصادقة تجاه الرجل، وكأنه قد أحدث فراغاً في القلوب عندما تقاعد من عمله الفني.. كان ناشي.. فناناً في عمله، وفناناً في حسن التعامل مع الآخرين، كان ولا يزال محبوباً من الناس في الحرس وخارج الحرس، ولقد تعلمت منه أن محبة الناس، وكسب مشاعرهم انما يأتي بحسن التعامل.. وصفاء النفس والتقدير والاحترام، لم ينس زملاء ناشي في الحرس.. لم ينسوا موهبته في كسب القلوب واضفاء البسمة على الشفاة.. وازالة الهم والغم بمداعباته.. وتميزه بشخصية تعرف التوازن بين الجد والهزل.
إن الحرس الوطني مؤسسة عظيمة تتلألأ بالوجوه الخيرة من أبناء الوطن وقد وفق الله المسؤولين في الحرس وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد المعظم في بناء قلاع صامدة من أجل خير هذه البلاد وأهلها.. تحية عظيمة للحرس وأبناء الحرس الأفذاذ.
|
|
|
|
|