| الريـاضيـة
)في منتصف الأسبوع( الماضي كتبت موضوعاً حول غياب إعلامنا خاصة الصحافة المقروءة.. عن منجزات لاعبينا الأبطال في ألعاب القوى ورفع الأثقال والميداليات التي حققوها في الأسبوعين الأخيرين في اللقاءات الدولية التي أقيمت مؤخراً.. وانشغال هذه الصحافة بأخبار )الصيف( الوهمية وصفقاته.. وأخبار الإثارة بهدف التسويق الصحفي.. والأرقام التوزيعية رغم عدم تعارض ذلك.. وامكانية تحقيق الغايتين، مشيراً في هذا الصدد إلى أن هذه الصحافة نشرت تلك الأخبار في مساحات لا ترتقي إلى مستوى وحجم الانجازات، وانها مصدرها وللأسف كان وكالة أنباء أجنبية منوها بالاعتبارات التي استندت إليها تلك الوكالة في تغطية هذه الأحداث.. ومنتقداً غياب إعلامنا خاصة الرسمي منه عن مثل هذه الأحداث وواعداً باستمرار المناقشة عن موقف الإعلام الرسمي.
حقيقة لم أتوقع أن يجد ذلك الموضوع هذا الصدى الطيب ولله الحمد من كثير من الزملاء أو القراء الذين أثنوا على الموضوع.. أو حتى من بعض المسؤولين في الاتحادات الرياضية.
أحد الزملاء الذين اعتز بزمالتهم من منسوبي الإدارة العامة للإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. هاتفني حول الموضوع..
وكلمة حق.. فلم يتطرق لجهود الإدارة الواضحة في هذا الصدد.. وإنما فقط قال لي.. وبالحرف الواحد.. بعد أن أيدني على كل كلمة جاءت في المقال: إن الزميل محمد التويجري من إدارة الإعلام والنشر كان موفداً إعلامياً من قبل الإدارة مع بعثة ألعاب القوى )رفع الأثقال( وانه أول من أرسل خبر فوز الرباعين السعوديين جعفر باقر ورمزي المحروس.. وأن جريدتكم )يعني الجزيرة( هي أول من نشر الخبر.. وبالتفصيل، ولا أنسى في هذا الصدد والكلام للزميل أن أشيد بجريدة الجزيرة ومتابعتها للأحداث الرياضية وأنها الوحيدة التي تابعت أخبار بعثة رفع الأثقال ونشرت رسالة الموفد الإعلامي بالتفصيل. انتهى كلام الزميل.
أشكر الزميل على توضيحه.. وأحب هنا أن أشير إلى نقطتين هامتين قبل أن انتقل إلى صلب الموضوع الرئيسي.
الأولى: انني )في منتصف الأسبوع( الماضي ناقشت الموضوع بصورة عامة.. وأعني القصور تجاه مثل هذه الألعاب وهذه الانجازات وهو أمر لا يقلل من دور إدارة الإعلام والنشر وموفديها في البعثات الرياضية فهو دور واضح خاصة أمام المسئولين الذين يقدرون هذا الدور ويثمنونه.
الثاني: ما يتعلق بجريدة الجزيرة ونشرها الموضوع لم أكن كمنتم لهذه الجريدة وعبر مقالة فيها لأثني عليها واستثنيها حتى لا أقع في المحظور، وأحسن الزملاء خاصة الأستاذ محمد العبدي مدير التحرير للشئون الرياضة صنعاً عندما نشر الموضوع، دون تنبيه لي بهذه النقطة لثقته الكاملة في مطبوعته.. وادراك القارئ لما تقدمه من عمل صحفي مميز..
وكلمة حق.. ما كنت لأقولها لو لا أنني وجدت الفرصة الآن لأشير إلى أن هذه الجريدة تعطي الرياضة مساحة جيدة كماً وكيفا.. وأيضاً حرية في الطرح.. وتناول الآراء، وشهادتي فيها مجروحة.
بعد هذا التوضيح على تعقيب الزميل الكريم انتقل إلى ما كنت بصدد طرحه ومناقشته وهو غياب الإعلام الرسمي.. عن متابعة أحداثنا الرياضية وأعنى تحديداً مثل تلك الانجازات التي تحققت قبل أيام.. وغيرها..إننا لا نريد من وسائل الإعلام هذه أن تدور في حلقة مفرغة.. ورمي كل منها المسئولية على الآخر باعتباره المصدر أو الموجه للوسيلة الأخرى.. بقدر ما نطلب من كل جهة أن تتحمل المسئولية.. بالقيام بهذا الدور.
وكلمة حق لا بد منها.. ان الإدارة العامة للإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقوم بدور كبير في هذا الجانب، واستطاعت ان تقدم الرياضة السعودية بما يحقق التطلعات.. ويواكب الانجازات.. منذ ان أصدر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله.. قراره قبل ربع قرن.. بفصل إدارة العلاقات العامة والنشر إلى ادارتين تضطلع احداهما بمسئولية الإعلام والنشر وتعيين الأستاذ علي بن عبدالله آل علي يرحمه الله أول مدير لهذه الإدارة، ومنذ ذلك الحين وهي تمارس دورها على أكمل وجه حيث وضع الأستاذ علي أسسها وبدايتها.
ثم أخذت هذه الإدارة بالتوسع.. ومواكبة عصر جديد من التطور ومتابعة الأحداث والاهتمام بالصحافة الرياضية في عهد الأستاذ منصور بن عبدالعزيز الخضيري الوكيل المساعد لشئون الشباب حالياً، وكذلك في فترة اشراف الأستاذ خالد الحسين المدير العام المكلف حالياً لهذه الإدارة حيث بذل هو الآخر جهوداً كبيرة في هذا المجال.. وفي مجال توفير كافة التسهيلات للصحافة الرياضة للقيام بدورها.. كل ذلك بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمونائبه الأمير نواف بن فيصل .. وإيمانهما بأهمية الإعلام ودوره في تقييم الأحداث.. ومواكبتها.
وقضية الموفد الإعلامي.. التي تبنتها الإدارة مع كل بعثة رياضية كحل لإشكالية التغطية الصحفية للأحداث.. هي حل ناجح ومثالي.. خصوصاً في البطولات الفردية وغيرها.. التي لا تحظى بموفدين خاصين من الصحف نفسها. لكن هذا الموفد.. مازال يصطدم بكثير من العقبات والمشاكل التي تعيقه عن أداء دوره على الوجه المطلوب.. ليس من ناحية تغطيته للحدث فقط، ولكن من حيث انتشار هذه التغطية بالصورة التي ترضي الموفد.. وتحقق الهدف من ارساله وتحقق الانتشار للحدث.. بما يتناسب وحجم الإنجاز..
إن الموفد الإعلامي )وأعني الرسمي( عندما يتم ارساله مع بعثة رياضية لتغطية أخبارها كموفد عام.. يصطدم في الواقع بكثير من المشكلات والصعوبات، لا يدركها إلا من عايش الوضع عن قرب.. ذلك ان هذا الموفد عندما يقوم بتغطية الحدث.. وإعداده للنشر يظل أمام خيارات ثلاثة لا رابع لها.. )ونتمنى هذا الرابع(:
فإما أن يقوم بالاتصال بجميع الصحف )أكثر من عشر(.. أو يرسل لها جميعها الخبر عبر الفاكس )لأنها مسئوليته(.
والتكلفة المادية هنا ستكون على حساب البعثة.. وأحياناً على حسابه الشخصي.. مما يعني صرفه قيمة انتدابه وربما أكثر.
وإما أن يتم تعميم رقم هاتفه على جميع الصحف لتتولى هذه الصحف الاتصال به، وهذا يعني أن يظل تحت رحمتهم لا يبرح مقر اقامته وغرفة سكنه.. وحتى لا تطاله تهمة )المحاباة( من محرر يريد منه أن ينتظره في أي وقت.. وفي أي زمن.. وكيف له أن ينتظر عشرة محررين من عشر صحف.. وفقاً لزمن وتوقيت وفراغ كل منهم.
أو أن يبعث برسالته إلى إدارة الإعلام والنشر لتتولى هي بثها وتوزيعها على الصحف في اليوم التالي. وهذا يعني في العرف الصحفي )موت الخبر( بعد أن تناولته الوسائل الأخرى.
هذه هي المعاناة الحقيقية للموفد الإعلامي والتي قد لا يدركها كثيرون حتى من المسئولين أنفسهم، ويظل هذا الموفد موضع الاتهام دائماً من قبل المسئول.. ومن قبل الصحف، وهو حكم أورأي لا أطرحه من فراغ، لكن من واقع تجربة وممارسة حقيقية.. سواء ما يتعلق بجهود إدارة الإعلام والنشر.. أو دور الموفد الإعلامي عبر علاقة تعود إلى بداية تكوين الإدارة.. وتشرف بتغطية كثير من الأحداث الرياضية كموفد إعلامي أو موفد خاص من قبل الجريدة.. أو تشرف بإدارة أقسام.. أو شئون رياضية وعلاقتها المباشرة بإدارة الإعلام والنشر..
لقد وصلت الرياضة السعودية إلى مكانة عالية.. وأصبحت رقماً رئيسياً في خارطة العالم الرياضي.
وأعتقد أنه أصبح لزاماً علينا أن نعيد النظر في طريقة تغطية إعلامنا الرسمي لإنجازاتنا وأحداثنا الرياضية بما يواكب هذه الإنجازات.
كيف..؟هذا ما سنناقشه )في منتصف الأسبوع( القادم بإذن الله.
والله من وراء القصد.
البريد الالكتروني:
raseel@la.com
|
|
|
|
|