| القرية الالكترونية
* أمريكا خاص:
ها نحن نعيش في عصر ثورة المعلومات، ولم يعد مقياس تطور أي أمة قائما على أساس قدراتها التصنيعية واقتصادها المبني على كثرة مصانعها، فالقوة الاقتصادية لأمة اليوم تزداد درجة اعتمادها على ايجاد وسائل جديدة لنقل المعلومات الالكترونية، وهكذا اختلفت المقاييس في غضون ثلاثين عاما، تلك حقيقة تتبدى لنا يوماً بعد يوم، كما أننا نعيش حقيقة أخرى وهي أن هذه الأسلاك التي تجلب هذا الكم الهائل من المعلومات الالكترونية الى أجهزتنا الحاسوبية تحد أيضا من قدراتنا على الحصول على استفادة أشمل من الاجهزة الالكترونية بغض النظر عن قيود المكان. من المؤكد بالطبع وجود أجهزة لاسلكية تجعل من الممكن لنا ان نتمتع ببعض حرية التنقل مع بعض الأجهزة، غير ان هناك افتقاداً واضحاً للمعايير الواضحة التي يمكن على أساسها البدء في تصميم خطط مستقبلية لعالم يسمح بالدخول على أي مصدر معلوماتي من أي مكان وفي أي وقت.
الصورة ليست قاتمة أبداً فهناك تقنية واعدة في الطريق اسمها «بلو تيث» تعتمد على الاتصالات اللاسلكية قصيرة المدى بحيث إنها تسمح لمختلف الاجهزة بالتحدث مع بعضها، بل ان التطبيقات التي يمكن ان يؤدي اليها استعمال هذه التقنية لا حدود لها.
ولتوضيح مدى الفائدة التي يمكن الخروج بها من هذه التقنية يمكننا ان نأخذ جهاز )Palm( اليدوي على سبيل المثال، ذلك انك تحتاج إلى جهاز توصيل صغير من نوع Omnisky حتى تكون قادراً على الارتباط بالشبكة العنكبوتية، وبالتالي يصبح الجهاز قريب الشبه بالهاتف الجوال فإذا كان لديك جهاز palm يدوي محمول مرتبط بالانترنت عن طريق omnisky وجهاز جوال فإن ذلك يعني أنك تحمل جهازين خليويين أحدهما للمعلومات والآخر للصوت.
ولكن متى ما كان لديك جهاز «بالم» يدوي محمول ومجّهز بتقنية «بلو تيث» تلك فإن ذلك يعني ان في مقدورك ان تتصل بجهاز الهاتف الجوال المعتمد على تقنية «بلو تيث» واستخدامه للاتصال بالانترنت من دون اي حاجة لأية مستلزمات تقنية أخرى. كما ان هذه التقنية تسمح لك بأن تجعل الاتصالات على جهاز palm اليدوي متوافقة زمانياً مع جهازك الحاسوبي بشكل آلي عندما تضع هذين الجهازين معاً في غرفة واحدة ومن ثم تقوم بارسال الاسماء وأرقام هو تفهم الى هاتفك الجوال!!
هذا الظهور لهذه التقنية يعني قابلية الوصول الى مختلف مصادر المعلومات من اي مكان، بل وتظهر اهميتها بشكل أكثر لأولئك الذين تضطرهم ظروفهم للسفر بشكل دائم إذ إن في امكانهم ان يحملوا أجهزة Palm الخاصة بهم معهم في كل مكان والتي تحتوي على كل المعلومات الشخصية التي تهم المسافر كوجهة السفر ورقم الرحلة وما إلى ذلك بل انه يقوم بالاتصال بمكتب رجل الاعمال المسافر ويحصل على كل المعلومات المتعلقة بحجوزاته وعندها يمكن لمثل هذا المسافر عبر استخدامه لجهاز Palm المعتمد على تقنية بلو تيث ان يعلم برقم البوابة التي ينبغي عليه الاتجاه لها وركوب الطائرة من دون انتظار للحصول على التذكرة والتوجه الى الفندق الذي سيقطنه ويتجه لتناول وجباته في المطاعم التي تم الترتيب معها بشكل مسبق. وكل ذلك ممكن مع تقنية «بلو تيث» إلا ان ذلك يتطلب استخدام هذه التقنية في كل مكان بدءاً بموقع العمل ومروراً بالمطارات والفنادق والمطاعم وانتهاء بالمنزل.وللدلالة على مدى أهمية هذه التقنية الجديدة والحجم المتوقع لكثرة تطبيقاتها يكفي الاشارة الى ان هذه التقنية تم تطويرها من قبل كونسرتيوم مكوّن من تسع شركات معروفة في عالم التقنية منها على سبيل المثال، لا الحصر 3COM, IBM وأخيراً نوكيا، وهي شركات عملت على تقديم كل مساندةمالية وتقنية للخروج بهذه التقنية الى حيز الوجود فيما تعمل شركات كبرى أخرى على تقديم منتجات قائمة على هذه التقنية، منها شركة «هيوليت باكارد».
|
|
|
|
|