|
| الاقتصادية
إن الاعتماد على طريقة واحدة فقط لإنتاج الطاقة وباستخدام البترول ومشتقاته لا يعد مسلكا متطورا واستراتيجيا لدولة تزيد الطاقة المولدة بها على عشرين الف ميقاوات حيث إن هذه الطرق التقليدية في انتاج الطاقة تندرج في نظم فنية معقدة ناهيك عن ارتفاع التكاليف التشغيلية لها وما تشكله من أضرار بالبيئة ولا سيما وان عوادم وحدات التوليد تنتج الملايين من الامتار المكعبة للغازات الضارة.
لماذا لا نفكر في البدائل من الآن فالعديد من الدول المتقدمة التي تفكر في تخفيض قيمة توليد وحدة الطاقة كيلوات/ ساعة لتوفر للمستهلك بسعر معقول وذو ربحية بدأت باستخدام بدائل متعددة لإنتاج الطاقة مثل استخدام طاقة الرياح بتركيب المئات من طواحين الرياح على مساحات شاسعة وفي الاماكن التي تنشط فيها التيارت وربطها كمنظومة واحدة للاستفادة منها كبديل نظيف ورخيص لماذا لا نفكر في ايجاد مستثمرين لتوليد الطاقة الكهربائية باقامة محطات توليد نووية ونحن نملك شواطىء طويلة وملايين الهكتارات من الصحارى الخالية الممكن استخدامها لدفن النفايات النووية الضارة. لنحذو حذو احدى الدول المتطورة والتي عانت من ويلات الحرب العالمية الثانية قد انشأت محطات نووية منذ خمس سنوات لتوليد الطاقة الكهربائية بقيمة معقولة. إن النفط لن يدوم ولابد لنا من الآن الاسراع في الاستفادة من البدائل المتاحة. قبل ان يفوتنا الركب وان النمو على طلب الطاقة في وطننا الغالي يعتبر من اعلى المعدلات العالمية وستكون لنا الريادة باذن الله في هذا المجال حيث نملك الخبرة الواسعة ولدينا اعلى كمية طاقة مولدة في العالم العربي اكثر من اربع وعشرين الف ميقاوات )وفق مجلة اقتصاد الخليج( ولماذا لا ننشىء السدود للاستفادة من الطاقة المائية في التوليد، فالسودان مثلا يمتلك مقومات مائية نهرية لا بأس بها، ويمكنه توفير جزء لا بأس به من الطاقة لجيرانه مما يفتح آفاقا جديدة للاستثمار وتحسين مستوى الاقتصاد فيه. كذلك لا نغفل ما تزخر به منطقة المدينة المنورة من مكامن حرارية بركانية يمكن استخدامها لإنتاج الطاقة بطرق استثمارية وانني اهيب بالمسؤولين الكرام في المجلس الاقتصادي الاعلى ضم هذه البدائل ضمن اولوياته. وذلك بهدف توفير ودوام الطاقة الكهربائية بأقل التكاليف.
|
|
|
|
|
