رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

الاقتصاد والهدي النبوي
معالجة الأراضي الزراعية المعطلة
د. محمد بن عبدالله الشباني
يهتم الاسلام باستغلال ما منحه الله لعباده من موارد ذات نفع لأفراد المجتمع، كما يحرص على توجيه الاهتمام الى عدم تعطيل عناصر الانتاج من ان تقوم بدورها في كفاية احتياجات المجتمع. الأرض تمثل أهم عنصر من عناصر الانتاج التي اودع المولى فيها رزقه لخلقه سواء بما أودع فيها من معادن، أو ما يمكن ان تخرجه من ثمرات يتغذى عليها الانسان، والحيوان، لهذا نلاحظ عناية الحديث الشريف بهذا الموضوع بما وجه وأرشد اليه سواء كانت تلك الأراضي أراضي زراعية أو غير زراعية مملوكة للأفراد، وغير مملوكة لهم، مما يوضح منهجية الاسلام في معالجة الموضوعات الاقتصادية بواقعية تدرك طبيعة النفس البشرية ودوافعها.
لقد عالجت الأحاديث النبوية موضوع الأراضي الزراعية من خلال منهجين: الأول: استغلال الرغبة النفسية للانسان بحب التملك بدفعه الى استغلال الأرض من خلال تعظيم حق التملك، الثاني معالجة الملكيات الزراعية المعطلة بوضع الحوافز النفسية والمادية لاستغلالها من خلال الأحكام التشريعية.
الأحاديث التي سوف نستعرضها في هذه الحلقة ستتطرق الى هذين المنهجين:
روى البخاري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق». كما روى مالك والبيهقي عن هشام بن عمرو، عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من أحيا أرضا ميتة فهي له وليس لعرض ظالم حق»، كما روى البخاري وابن ماجة بسنده عن عطاء قال سمعت جابر بن عبدالله يقول كانت لرجال منا فضول أراض يؤاجر ومنها على الثلث والربع فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له فضول أراضين فليزرعها أو ليزرعها أخاه فإن آلى فليمسك أرضه.
كما روى أبوداود والبيهقي والنسائي عن رافع بن خديج قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحافلة والمزاينة وقال إنما يزرع ثلاثة رجل له أرض فهو يزرعها ورجل مُنح أرضا فهو يزرع ما منح ورجل استكرى أرضا بذهب أو فضة، كما روى ابن ماجة عن حنظلة بن قيس انه قال سألت رافع بن خديج قال كنا نكري الأرض على ان لك ما أخرجت هذه ولي ما أخرجت هذه فنهينا ان نكريها بما أخرجت ولم ننه ان نكري الأرض بالورق».
من خلال هذه الأحادث يمكن فهم الإطار العام الذي إليه الاسلام ويأمر به في معالجة الأراضي الزراعية وكيفية استغلالها وعدم تعطيلها ويمكن تحديد هذا الاطار على النحوالتالي:
أولا: التشجيع على إحياء الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة من خلال تمليك هذه الأراضي لمن قام باحيائها وحماية هذه الملكية من قبل الدولة بمنع من يتطاول عليها بالاعتداء عليها بأخذها ممن أحياها بأية وسيلة من وسائل الانتزاع.
ثانيا: ضرورة قيام ولاة الأمر في الدولة التي تتبنى الاسلام نظام حياة بالتدخل في منع تعطيل الأراضي الزراعية غير المستغلة المملوكة للغير بوضع اللوائح المنظمة لاستغلالها بحيث تتحقق المنفعة للمجتمع كله بدون تعدٍ على ازالة ملكية الآخرين من خلال نظام للتأجير لا ننسف فيه بحيث لا يكون فيه ضرر على المالكين ولا على الراغبين في الاستغلال من خلال تحديد الأجرة للأرض بما لا يمنع المالكين من التأجير ولا الراغبين في الاستئجار.
ثالثا: تنمية روح الأخوة بين أفراد المجتمع على تشجيع الأفراد بالمشاركة بين مالكي الأراضي والراغبين في الاستغلال من خلال المنهج الذي اتبعه المسلمون في المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم أفسح بيننا وبين اخواننا النخيل قال لا، فقالوا تكفونا المؤنة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا وأطعنا».
فيمكن استغلال الأراضي المملوكة للغير ممن لا يقدر على زراعتها بتدخل الدولة من خلال وضع السياسات والأساليب والطرق للتمويل لتشجيع المالكين والراغبين في الاستغلال بتحقيق هدف استغلال وتشغيل العاطلين عن العمل ومنع الضرر عن كلا الطرفين.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved