| الثقافية
تباغتني اللهفة
تصنع من شراييني
أنهاراً ووروداً
تذكّرني بالوطن الضائع
أبحث عن ذاتي في المرايا
وفي تراب الغربة
تبتعد المرافئ كلما حدَّقت في القمر
تهيج الأمواج في صدري
ولا أدري
أأبقى للغدِ المشؤوم
أم أمضي..
لأمسي الضائع المنسي
* * * *
تغرقني اللهفة
تلقي بي في الجانب الأيمن من اليم
وعلى الجانب الأيسر منه
تشيَّعُ جنازتي
أومئ لليم
ينشق نصفين
أعبر للساحل الآخر
أشارك في تشييع جنازتي
تسكرني اللهفة
أبدأ في شجار عنيفٍ مع الحشائش
أصب اللعنات على الشجيرات
أصرخ في و جه الحشرات
انتفض قابضاً على حجر
متكئاً على عصاي
أغرسها في جوف الليل
يترِفُ دما ملعوناً
يموتُ بعد موته
عشرون طيراً
وتُفضُّ ألف حمامة
* * * *
أصحو وعند رأسي شجرة
كلما ألمسها، تتكاثر أوراقها
تتحول الصحراء إلى جنة
تَنبُتُ الحياة من الحياة
واللهفة تسكنني مثل الجن
تحفر في ظهري جنونا
تشدني نحو الأرض
أحاول الرجوع إلى رحم أمي
ولكن تقف اللهفة.. تعصِرُني
|
|
|
|
|