| المجتمـع
* أبها أمل القحطاني:
تعتبر المراكز الصيفية في مختلف مناطق المملكة من أهم الحلول بل تعد من الاسباب الرئيسية لشغل أوقات الطلاب والطالبات في الاجازة بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
فمن المعروف أن الفراغ والسهر وتضييع الأوقات وعدم تنظيمها والجلوس ساعات طويلة أمام الفضائيات، كل ذلك وغيره يسبب الضياع والفشل وعدم الاستفادة من طاقات وقدرات ومواهب هؤلاء الشباب والشابات وبالتالي حدوث المشاكل الاجتماعية والتي نعاني منها كثيراً في فترة الصيف.
وهناك «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» كما قال رسول الهدى عليه الصلاة والسلام وتصبح المشكلة أكبر اذا اجتمعت هاتان النعمتان وهما الصحة والفراغ.. وهنا بالفعل ما يعانيه الكثير من الشباب والشابات في الاجازة الصيفية إذا لم يحسنوا التعامل مع الوقت ويتعلمون كيف يديرونه.
)الجزيرة( تواجدت في المركزالصيفي للبنات بأبها.. واستطلعت آراء الطالبات حول هذا الموضوع.
الطالبة: )عفاف سعيد( تقول: إنني ولأول مرة التحق بمركز صيفي فمنذ سنوات عديدة وأنا أعاني من وقت الفراغ وخاصة في الاجازة الصيفية التي تكاد تقتلني بطولها وعدم الانتفاع بأي يوم من أيامها.
ولكنني والحمدلله عندما التحقت بهذا المركز وجدت المتعة والفائدة فمن بداية الاسبوع الأول وجدت الراحة النفسية في هذا المركز والتحقت بدورتي حاسب آلي ولغة انجليزية إضافة الى النشاط الديني الذي أمارسه في المركز الذي أفادني كثيراً في حفظ القرآن الكريم وتجويده.
الطالبة:) منيرة القحطاني(.. المركز كبداية رائع واتمنى أن يستمر كذلك إلى نهاية إقامته فأنا وجدت في هذا المركزبرامج منوعة استثمر بها وقتي واكتسب بها الخبرات والمعلومات الجديدة كذلك وجدت أهم شيء وهو المعلمة المتعاونة والمخلصة التي تقوم بتدريسي مادة الرياضيات لأختبر فيها ان شاء الله في الدور الثاني وأسال الله التوفيق.
الطالبة) تهاني محمد(.. المركز أفادني كثيراً وأتمنى أن يستمر في التقدم الى الأمام وأشكر الرئاسة العامة لتعليم البنات التي وفرت لنا مثل هذه المراكز التي تنفعنا في الدنيا والاخرة إن شاء الله فالبرامج الدينية موجودة وكذلك التوعية الدينية مكثفة..كما أن نقل الطالبات بواسطة الحافلات مجاناً يعتبر خدمة رائدة في هذا المركز.. كما ينظم لنا المركزرحلات الى الاماكن الاثرية والثقافية والمكتبات العامة وقد نظم لنا المركز في الاسبوع الماضي زيارة الى المعرض التشكيلي في المفتاحة.
أما الأستاذة )أمل حسن( معلمة لغة عربية والمشرفة على النشاط الثقافي في المركز. تقول.. لاحظنا التزايد المستمر في أعداد الطالبات للالتحاق بالمركز وخاصةً عندما لاحظنا التزايد المستمر في أعداد الطالبات للالتحاق بالمركز وخاصة عندما أصبحت دورتا الحاسب الآلي واللغة الانجليزية مجاناً.
وأما بالنسبة لنشاطنا الثقافي فهو منوع وتختلف البرامج فيه.. فنحن في وقت الفسحة يومياً نقدم إذاعة تقوم بإلقائها الطالبات الملتحقات بالنشاط الثقافي وننظم المسابقات الثقافية ومسابقات في الالقاء الشعري والقصة القصيرة وننتج اسبوعياً مجلات ومطويات. كما يوجد لنا في المركز مجلتان حائطيتان يتم تغيرهما كل أسبوع.
كما أوضحت)نورة العبدالله( وكيلة الابتدائية الخامسة بالقاعدة الجوية أن المراكز الصيفية نافعة ومفيدة للطالبات ولعل هذه الفائدة دائماً ما تظهر لدى الطالبات الملتحقات بدروس التقوية..فيستفدن كثيراً من هذه الدروس وبالتالي يستطعن اجتياز المادة في الدور الثاني.
ولهذه المراكز أيضاً دورها الفاعل في توسيع مدارك الطالبات وزيادة ثقافتهن واتصالهن بمجتمع آخر غير مجتمع المدرسة وتعرفهن على طالبات وزميلات آخريات في المركز.
أما الطفلة)رنا يحيى( عمرها عشر سنوات..تقول منذ التحاقي بالمركز وأنا أشعر بنشاط ورغبة في العمل لأن المركز أتاح لنا فرصة الاعتماد على النفس وممارسة الانشطة بشكل جماعي وعززت فينا هذه البرامج حب الدين والوطن ورسخت في أنفسنا العقيدة الإسلامية.
وأكثر ما أفادني هو الأعمال الفنية فأنا أستطيع الان أن أشغل الخامات الموجودة في البيئة أو في المنزل وأصنع منها أعمالاً جميلة.
كماسينظم المركز رحلات خاصة بالأطفال وكل ذلك يجعلنا نحب المركز أكثر.
كما ذكرت )أم نهى( والدة إحدى الطالبات الملتحقات بالمركز أن وقت ابنتها تنظم وترتب بعد التحاقها في المركز.. فهي تصحو مبكراً لاستذكار مادرسته في دورة الحاسب الآلي وفي وقت الظهر تستعد للذهاب الى المركز وعند عودتها في المغرب تقرأ بعض الصحف ثم تتناول طعام العشاء وبعدها تذهب لتنام.. وأضافت قائلة.
هكذا أصبحت حياة ابنتي منظمة لأنه في الاجازة لايوجد دائماً مايشغل أوقات الطلاب والطالبات فيجعلهم يضيعون أوقاتهم ويقلبون الليل نهاراً والنهار ليلاً أو يجلسون طويلاً أمام الفضائيات التي تفسد أخلاقهم أو الذهاب إلى مقاهي الانترنت حيث لاتوجد عليهم رقابة.. وكل ما أود قوله عبر صحيفتكم )الجزيرة( ..
هو الشكر لله أولاً ثم للرئاسة العامة لتعليم البنات التي وفرت هذه المراكز لخدمة الطالبات وأتمنى ان يتقدم مستوى تطورها إلى الامام دائماً.
أما الاخصائية الاجتماعية والمرشدة الطلابية الأستاذة هيلة الغامدي.. أوضحت قائلة أن المراكز الصيفية لها أهمية اجتماعية كبيرة إضافة إلى التأثير النفسي على الطالبة. ففي بعض الأحيان تلجأ الطالبة إلى المراكز الصيفية نتجية الفراغ والمشاكل الأسرية التي تعاني منها وكوني مرشدة طلابية كثيراً ما تطرح علي مشاكل الطالبات. فلاحظت أن كثيراً منهن تطلب المساعدة في الاجازة الصيفية كيف تقضيها وكيف تستفيد من وقت فراغها ووجدت أن الحل الأمثل هو المراكز الصيفية التي تفيد الطالبة كثيراً وتجعلها تستمتع بوقتها وتقضيه فيما ينفعها.
وأخيراً.. اتفقت آراء معظم الطالبات على أن المراكز الصيفية هي أنسب جهة لاستغلال وقت الفراغ الاستغلال الجيد بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ومع ذلك يجب العمل على تطوير برامج هذه المراكز وعدم الاكتفاء بالبرامج الروتينية والعمل على التخطيط المسبق والجيد لها بحيث تسير وفق عمل منظم ودراسة جيدة وبناءة.. مما يؤدي الى استثمار رأس مال الحياة الحقيقي وهو الوقت كما يجب العمل على نشر مثل هذه المراكز وعدم الاكتفاء بمركز واحد في المنطقة وتكثيف البرامج المفيدة والعناية باختيار المبنى الجيد والواسع للمركز.. كما اقترحت بعض الطالبات أن تكون هناك فترتان للمركز صباحية وأخرى مسائية. نظراً لاختلاف ظروف الطالبات الأسرية والالتزامات العائلية.
هذا ونتمنى لجميع الطلاب والطالبات قضاء إجازة سعيدة وأوقات مفيدة وأن يتجهوا إلى المراكز الصيفية المنتشرة في كافة انحاء المملكة.
|
|
|
|
|