| فنون مسرحية
الدراما التاريخية أو مسرحة التاريخ لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون وثيقة تاريخية يرجع إليها ويستشهد بها وتصنف كمستندات ومراجع ومصادر، ولا يمكن في الوقت نفسه أن تكون دروساً تعليمية لأن هذه لها رجالها ومجالاتها ولكننا عندما نحوّل التاريخ من متحفيّته وجموده إلى فعل متحرك ومستمر يكون الصواب قد أخذ محله، لأن مزج الماضي بالحاضر يجعل الطريق إلى المستقبل مضاءة، فتتم بذلك المحافظة على الأصالة، أما نقل الواقعة التاريخية دون تعصيرها وبث الروح فيها فذلك أقرب إلى عمل الفوتوغرافيين الذين ينقلون الواقع ويسجلونه تسجيلاً كما هو دون اضافات والمطّلع على النتاج الأدبي الغربي سيجد أن هؤلاء الكتاب تجاوزوا كثيراً النقل السطحي للأحداث التاريخية وتجاوزوا كثيراً جمع المعلومات أو قل عدُّ الأحداث عداً تراكمياً. فقد غاصوا في أعماق النفس واستثاروا كوامن الذات لاخراج كل القيم التي يمكن أن تخرج من خلال الحدث التاريخي أمثال شكسبير وكامي وجان آنوي وسلاكرو.. وغيرهم. لكن ما ظنكم بهذه القيم التي يموّلنا بها هؤلاء الغربيون؟! ونحن لدينا ما يغنينا فتاريخنا الإسلامي المشرق خصب ومليء بالأحداث والوقائع التي نستطيع أن نبرز من خلالها الكثير من القيم والمبادئ العظيمة التي تنير للانسان طريقه بعيداً عن تقديس الماضي ونسيان الحاضر والمستقبل!! لقد جاء الوقت المناسب لكسر جدار الزمن واستخراج الدر المكنون.
المحافظة اذاً على هويتنا الإسلامية والعربية واجبة ولا نترك الفرصة للماديين من كتاب الغرب وما شابههم لتشويه وتحريف تاريخنا الوضّاء ولنقابل زحفهم الفكري والأخلاقي بتأصيل شخصيتنا التاريخية وذاتنا الحضارية.
وداعاً أيها الفنان الصغير
لقد فقدنا في الأيام القلائل الماضية فناناً صغيراً ونجماً مضيئاً في سماء برنامجنا المحبوب «مواهب وأفكار» هو رياض الزميع ابن الرابعة عشرة الذي طالما أمتعنا بفنه وأمتعنا بحبه لبرنامجه. أصدقاؤه الصغار فقدوه كما فقدناه نحن، فقد كان مثالاً صادقاً للأخلاق الفاضلة ولِمَ لا فقد رباه أبوه على حفظ القرآن.. وما عساني أن أقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون» فلله ما أعطى ولله ما أخذ. رحمك الله يا رياض وألهم والديك الصبر والسلوان.
|
|
|
|
|