|
| فنون مسرحية
* الرياض الجزيرة:
الانحياز للحقيقة.. كانت هي الفكرة الدائمة التي سيطرت على مجريات مسرحية «لكع بن لكع» التي قدمتها جمعية الثقافية والفنون بالرياض الأربعاء الماضي على المسرح الصغير بمركز الملك فهد الثقافي الواقع شرق الصالات المغلقة بحي الفاخرية.
ابتداء من حق المواطن بالوظيفة مروراً بحقه في انهاء مراجعاته الإدارية بيسر وسهولة وانتهاء بحتمية سقوط المسؤول المزيف.
هذه الحقائق وغيرها جاءت في المسرحية منسجمة مع تطلعات المواطن الذي يطمح إلى تغيير السلبيات الإدارية التي أضحت عقبة في طريق تطلعاته وطموحاته.
«لكع بن لكع» التي سيستمر عرضها حتى نهاية هذا الأسبوع هي نظرة بعدسة مكبرة لمغالطات يحدثها المسؤول المزيف الذي يتوقع أن الكرسي حكر عليه وأن الموظفين أدوات خاصة به يستخدمهم لترويجه إعلامياً.
لقد أجاد بكر الشدي في دور «خراش» الذي جسد شخصية المسؤول المزيف الذي يحاول أن يقفز فوق الحقائق والذي تحول من رجل فقير إلى رجل يملك الملايين بعد أن ثمنت شركة عقار كبرى منزله بمبلغ كبير جعل «خراش» من أصحاب الملايين ولكن هذا التحول المادي قابله تحول نفسي عند «خراش» الذي أسمى نفسه «لكع بن لكع» رغبة في الانتقام في اسقاط واضح للذين يسيطرون على الوظائف والشركات وهم ليسوا أهلاً لها ويتضرر المجتمع من جراء ذلك.
هذه التفاصيل صاغها مؤلف المسرحية محمد بن خالد نافذاً إلى أعماق المجتمع في محاولة لتبيان الحقيقة.. لتضحى أمام الأعين.. ورسم حركتها المخرج سمعان العاني في مقاربة جميلة لأرض الواقع اعتمد فيها على التوزيع المتوازن والحركة السريعة مع شغل كافة المنطقة المسرحية ..
المسرحية شاشة كبيرة.. كشفت بنقلاتها السريعة شيئاً من الزيف وأحالته إلى ركام بعد انتصار الحقيقة.. ولكن هذا العرض الخفيف عكر عليه الخطاب المباشر الذي لم يخل منه العرض في بعض فتراته.. فقد كانت وقفات الوعظ ثقيلة إلى حد ما على المتلقي الذي يفترض أن يتلقى الفكرة من سير الأحداث بدون الوقوف أمامهم لتلقينهم عدداً من المبادئ.
سارت المسرحية التي استمرت قرابة ثلاث ساعات بإيقاع واحد رغم تغيّر الأحداث والمواقف والناس ولكن الحركة السريعة «والقفشات» المتتالية كسرت صمت المسرحية وحولتها إلى باقة من الفكاهة المعبرة .
إضاءات:
ü سمعان العاني مهندس الرؤية البصرية أعطى العرض بعداً طبيعياً واقعياً بصورة تتناسب مع فكرة النص وتنسجم مع بيئة الحدث بل تتناسب مع الامكانات التقنية الضعيفة للخشبة كالاضاءة المسرحية مثلاً.
ü بكر الشدي وعلي ابراهيم اثبتا قدرتهما على التواصل الجماهيري.. ولكنهما لا يريدان أن يتواصلا مع المسرح مع العلم أن المسرح يسعد بوجودهما كثيراً.
نأمل أن تكون هذه المسرحية منطلقاً لتجديد طاقتهما المسرحية.
غياب الاعلان قلل من الحضور الجماهيري وهذا أثر على عطاء الممثلين في العروض الأخيرة.
اسم بكر الشدي لو استغل اعلانياً كاف لأن يجعل القاعة تزدحم بالجماهير.
المسرحية شارك بها:
علي المدفع، محمد الكنهل، ابراهيم العبيد، أحمد العليان، فيصل الحسين، ثامر العنزي، عبدالعزيز محمد، تركي الحربي وفهد الفالح.
الاشراف العام ابراهيم الحمدان، مدير الانتاج محمد المنصور الديكور: محمد عبدالجواد الموسيقي والمؤثرات سمير الشامي، ماكياج: أحمد تاج الدين.
ومن جانب آخر وضعت جمعية الثقافة والفنون بالرياض العديد من البرامج الثقافية في كل من جدة والدمام والطائف وأبها والباحة مراعية في ذلك التنوّع الثقافي من عروض شعبية ومسرحية ومعارض تشكيلية وأمسيات شعرية ومحاضرات وغيرها، فيما تستعد الجمعية لموسم حافل بأكثر من عشرين مسرحية.. وتأتي تلك البرامج ترجمة للأهداف الوطنية في تشجيع السياحة الداخلية.
|
|
|
|
|
