| فنون مسرحية
تريد أن تكتب ولكن المفردة لا تساعدك على تكوين ما تريد.. فتقرر أن تتوقف عن الكتابة لعل هذه الحالة تزول طواعية.. لكن الأمور تستعصي عليك الوضع المسرحي العام غير ملائم لكي تمارس فيه وعنه هذا الفعل الكتابي المثمر الذي تبحث عنه.. فالاحباط يحيط بك من كل الجوانب..
وكيف لا يكون كذلك وأنت تشعر أن المسرح في ذيل قائمة الاهتمامات بل هو حقيقة أدنى من ذلك انه في حالة اللا اهتمام.
كل الأمور تسير إلى الأمام وهو يسير للخلف.. وكلما لمعت بارقة أمل اكتشفت أنها السراب، لم يكن هذا كلامي قبل بضع سنوات فماذا حدث..؟ لماذا هذه النظرة السوداوية تحيط بي الآن.. كيف يجب أن تشعر وأنت تحاط بكل هذا الكم من الاحباط .. هذا الذي يحدد لك سعراً وكأنه ينفق من جيبه الخاص عليك رغم أنه لا يعرف عن طبيعة عملك شيئاً.. هو لم يعرف كم هو الوقت الذي قضيته في بروفات هذا العمل المسرحي.. كم ليلة قضيت فيها على ظروفك من أجل هذه البروفة.. كم ليلة سهرت فيها تحفظ النص.. كم ليلة بذلت فيها مجهوداً هائلاً فكراً وحركة.. ثم يأتى هذا الذي لا ينتمي لكي يحدد لك سعراً.. كم هو بخس هذا السعر.. وأنت تشعر بكل الجهد الذي بذلته ثم تكون هذه هي المكافأة التي تنتظرك؟!!
.. وهذا الآخر الذي يريد استضافة مهرجان مسرحي ثم يقول أحضر.. وأعرض وأمشي إلى حيث كنت.. في منطق غريب يقضي على اسم المهرجان كملتقى ليحوله إلى مجرد عروض أنت فيها مجرد سلعة لا ثمن لها..
وفي أفقر الدول التي تقام فيها مثل هذه الفعالية.. تكون الاستضافة والتجمع والتكريم هي أبسط ما يقدم لك..
وهنا أنت سلعة لا ثمن لها.. أذن ما هو مطلوب منك؟!..
ان تعمل وتجتهد وتحاول ثم لماذا..؟ لا شيء.
لا يوجد لك أي تقدير مادي أو معنوي أو إعلامي.. لأن المسرح ببساطة لا شيء..؟ لا أهمية له..؟ ولا معنى له..؟
ويجب علي كل من يعمل به.. أن يتبرأ منه.. وأن يبحث له عن نافذة أخرى تكون أكثر اتساعاً واحتراماً له ولذاته.. أو أن يظل حيث هو.. قديماً.. مهملاً.. مجرد سلعة لا ثمن لها..!!
هل بقي لي حديث.. أظن ذلك!!
|
|
|
|
|