| مقـالات
ومن الأمهات من لا تستحق هذا الشرف...!
شرف أن تكون أماً لأبناء تحتضن طفولتهم وترعى سنواتهم بحبها وسهرها واهتمامها..؟!
أقول ذلك على غرار مقالتي السابقة حول الآباء بعد أن وصلني تساؤل من إحدى الأخوات حول استحقاق بعض الأمهات أو مدى استحقاقهن لهذا الشرف..!
هذه الأخت لم تتساءل فحسب بل أكدت على حقيقة ذلك أي أن الأم تسافر بدون صغارها سواء بالحاح منها أو تشجيع من الأب..! وتتركهم لدى والدتها أوشقيقتها أو لدى أي متبرعة..! هذا التبرع عادة ما يكون بالاسم فقط وإلا فالرعاية الحقيقية تكون من قبل الخادمة..!
وهكذا تكون قد استعارت أماً لهم كما استعار الأب من شرق آسيا أماً لهم..!
ترى أي قلب تحمله تلك الأم وأي عاطفة تتمتع بها وهل تصلح فعلاً أن تكون أماً وهي تمنح نفسها مثل هذه الإجازة وممن...؟! من صغارها وفلذات كبدها..؟ أهذه هي متعتها؟! ثم كيف تأمن على صغارها ومنهم الرضيع أو الفطيم وحتى ابن العاشرة كلهم بحاجتها وبحاجة لأن يستمتعوا بقربها.. فاستقرارهم النفسي مهم جداً لنموهم بل لمستقبلهم كله.
والأم وهي تستهين بتلك المدة التي تغيب فيها عنهم وترى أنها لن تضرهم تصبح مخطئة إذ ما عليها إلا أن تراقبهم فيما بعد أو تسأل من يراقبهم أو من كانت تشرف عليهم سترى تبعات ذلك حاضراً ومستقبلاً وما أكثر الأطفال الذين بدوا في حالة غير طبيعية تتعدى قضم الأظافر إلى ما هو أسوأ...!
فالخطر يتهددهم بفقدها في أي وقت هكذا يتبادر لهم..!
ومن الأمهات أيضاً من أراحت نفسها من عناء السفر لكنها بالنسبة للصغار كما المسافرة..؟! خاصة في هذه الإجازة التي تعنون كل بطاقة دعوة بممنوع اصطحاب الأطفال وفي لفتة ظريفة أحياناً كتبوا نتمنى للأطفال نوماً هادئاً..! وما أكثرها تلك الدعوات.
هذه الاستجابة للدعوة تتطلب بالطبع ترتيبات عديدة تستدعي خروج الأم ساعات طوال خارج البيت فالسوق له ساعاته والمشاغل لها ساعاتها وتلبية الدعوة تتطلب خروجاً إلى ما بعد الفجر ثم نوماً هادئاً ساعات أكثر وأكثر.. والصغار لدى الخادمة تفعل بهم ما شاءت في أكلهم وشربهم ونومهم وحتى ضربهم وتأديبهم..!
ويظلون حسب اعتقاد الأم في مأمن وهم في هذه السن وحدهم مع تلك العاملة برغم الحوادث المنزلية الكثيرة أو حتى من تلك الخادمة التي استهلكت طاقتها وأعصابها طيلة الوقت..!
بالله عليكم أهذه حياة أم..؟! أم مسؤولة عن انجاب وتربية أبناء الأمة..؟! وهل تستحق أن تكون أماً؟!
وبعد أين الأب؟! أين الزوج عن كل ذلك..؟
فهو المسؤول الأول عن كل هذا الإهمال.
وكما حييت الآباء المخلصين أحيي الأمهات المخلصات اللاتي يرين سعادة أبنائهن متعتهن الحقيقية.
marrfa@hotmail.com
ص.ب 396 الرياض 11322
|
|
|
|
|