| مقـالات
بين حسن الظن..
وحذر المؤمن..
مساحة تمتد بين السماء والأرض إن شئنا.
مثلما هي أشبه ما تكون بشعرة رفيعة لا يميزها إلا قلة قليلة أوتوا من الحظ عظيماً..
فبإمكاننا جميعاً أن نمنح الثقة على طول الخط لكل من حولنا ولكل من يعبر مسارب حياتنا.
ولكننا في مواجهة الخيبات المتوالية ملزمون بالتوخي والحذر
والذكي الفطن هو من لا تتكرر هزائمه.
والهزيمة في البشر..
هي أشد الهزائم..
وتقاس قدرتك في الاختيار والانتقاء بقدر تضاؤل حجم الهزائم في قائمة قلبك الطويلة.
فلكل قلب قوائمه..
ولكل قلب ترتيبه الأبجدي..
فخانة الألف في القلب تختلف كلياً عن خانة الياء..
والقلوب التي تحتوي على قوائم أبجدة ترتب فيها الناس من حولها حسب أهميتهم العاطفية والإنسانية هي القلوب التي لا تتخلى عن بياضها مطلقاً.
أما تلك التي تقذف بكل من هو خارج قائمة «الألف» إلى حيث المدارات الخارجية لدفء القلب.
فتلك قلوب لا تعرف معنى التمايز ومعنى العطاء الذي يرتفع وينحني حسب مؤشرات القلب الصادقة، كما أن أولئك الذين يمنحون ابتسامة واحدة لكل الناس بذات الاتساع وبذات النقاء وبذات الزهو يجعلون من ابتساماتهم معلبة.. ومكررة وفاقدة لزهو التميّز والصدق.
لنتعلَّم كيف نعطي الناس حباً ودفئاً بقدر ما يمنحوننا ونهدي لمن يمنحنا ثلجاً مقولباً.. قطعاً من الجليد لا تذوب إلا بانصهار العاصفة حولها.
لكي يتمايز الناس ولكي يشعر الإنسان الصادق بتهلل الوجوه له ولكي يتعلّم النشء الجديد حكمة بالغة.. فيرفعون هذا السلوك لعدم تفاعل الناس معه ويقبلون على السلوك المتواضع المندمج المعطاء نتيجة ما يجده صاحبه من تهليل وترحيب.
لا نحتاج في حياتنا إلى مدارس إضافية لكي نتعلّم فيها المزيد من مثاليات السلوك.
إننا في تعايشنا الاجتماعي نمنح الآخرين دروساً إضافية بإمكانهم أن يوقنوا بأن ثمة فرقاً كبيراً.
بين حذر المؤمن الذي يشي بمزيد من النجاحات في العلاقات الإنسانية وبين حسن الظن الذي يمنح الإنسان جواز مرور إلى قلوب الآخرين لكننا نريده مروراً لا خيبة بعده!!!
üüü
البريد:
ü الأخت عزة المطيري/ حفر الباطن..
شكراً لك، والموضوع المشار إليه يمكنك الحصول عليه عن طريق موقع الجزيرة.
ü الأخ الكريم فهد السليماني/ شكراً لك، وسأتناول الموضوع في زاوية قادمة بإذن الله.
fatmaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|