| مقـالات
كل شيء يرحل في هذه الدنيا من مكان إلى آخر.. أنت لا تستقر في مكانك الذي تعيش فيه.. أنت ترى أن تجديد المشاعر.. وتطرية القلب. ودماء القلب.. يتطلب الانتقال من مكان إلى آخر.. عندما تشاهد أوجهاً جديدة وعندما تسير في شوارع جديدة، عندما تبدأ في قراءة اللوحات واللافتات ونرى الرسوم الدعائية.. فإنك تجلو ناظريك من جديد.. أنت تجدد الحياة في ناظريك، وفي إحساسك.
حتى الحيوانات تنتقل من مكان إلى آخر.. تبحث عن علاقات جديدة وأرض جديدة، وصيد جديد، وجميع الحشرات تفعل مثل ذلك، وفي عالم الطير ينتظر الصيادون في صحرائنا القاحلة الجميلة.. ينتظر آبناؤنا الذين هم مغرمون بالصيد، ينتظرون الطيور المهاجرة وينتظرونها عندما تعود، وقد أكلت من نباتات شتى، فيكون لها طعم لذيذ يدبغ المعدة، وعندما تندبغ المعدة فإنها تستعيد نصف قوتها التي فقدتها من جراء جرش الرز بالزيت المصري أو المازولا والذي عشعش في أركانها فحملها ما لا تطيق.
وعندما يأتي الصيف تبدأ رحلات أخرى، ومن نوع آخر تبدأ رحلات الريال، والدولار، والجنيه والدينار، وكذلك اليه وهذا الأخير بحذر لأن اليابانيين لا ينفقون بشكل فوضوي وبدون تقدير.. إنهم ينفقون في الرحلات وينتفعون أكثر مما ينتفع الذين يحصلون على نقودهم، لكننا في بلاد الخليج، نستعد للإنفاق وترحيل الملايين قبل بداية الصيف يعني قبل بداية امتحان الأولاد والبنات، وحتى لو لم ينجح أحد فإن الريال والدينار سيرحل حتماً، دعونا نلهو.. هذا هو الشعار الذي يسبق رحلة الملايين، وبلادنا ولله الحمد مليئة بالمناظر الخلابة والجبال الشاهقة المكسوة بالخضرة والضباب.. ونستطيع إيجاد ما يجعل ريالنا ودينارنا يعود من حيث خرج، لكننا نظل نفكر في أمور أخرى لا تستحق هذا التهميش العاق لبلادنا الحبيبة.
الآن تستعد الملايين للاستغراب نستعد لتطوير بلاد الأعداء ولا يستبعد أن يعود من تلك الملايين ما ينفع عدونا اللدود من حيث لا ندري.
هناك أناس لا يفكرون بوطنية مخلصة، وإنما يفكرون بأدمغة مشوهة عوجاء.
بلادنا.. يا قوم فيها ما هو أغلى من كل شيء فيها الأمن.. وهذا يكفي ان تسير بأهلك بين أحضان طبيعة بلادك ومعك أولادك ولا تخشى على غنمك إلا الله والذئب.
|
|
|
|
|