| مدارات شعبية
* كتابة -خالد محمد الخليفة:
الشاعر المبدع..عبدالله العليوي..شاعر مفرط الشفافية..عابق برائحة الشجن..ينزف الماً..وينضح عذوبة..هذا ما يبدو جلياً في ديوانه «بقايا شوق!» من الغلاف الى الغلاف..فالحزن رفيق دربه..وعطر شعره..ولونه المفضل..وفلكه الذي يدور فيه..شدواً..وآهة..نظرة..وكلمة!
حزن وتألق
وهو على الرغم من هذا الاطار القاتم الذي حدد به مساحات بوحه استطاع بشاعرية فذة منح هذا الشعور القاً من نوع آخر..هذا الشاعر جاءته الشهرة دونما بحث عنها..وانساق له جواد الشعر دون ان يتعب في ترويضه لانه ببساطة شاعر موهوب..تعرض خلال السنوات الاخيرة لفشل كلوي وبعض الاعراض والامراض المصاحبة له لكنه لايزال غارقاً في بحر الشعر! ومعاناته متجددة رغم ثقته بالله وقوة عزيمته!
تكريم مشكور
الجزيرة زارته مؤخراً حيث يسكن في احد احياء عنيزة وكنت برفقة اخوين كريمين هما الشاعران..احمد الناصر الاحمد وعدنان الدخيل..وذلك بعد تكريمه من قبل جمعية القصيم ممثلة بلجنة التراث والفنون الشعبية في الليلة الشعبية الناجحة التي نظمتها الجمعية ورعاها صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بحضور سمو نائبه حفظهما الله..وقد لقي هذا التكريم من الجميع كل الشكر والتقدير وهذا ليس بمستغرب ورئيس اللجنة شاعر مبدع عُرف باهتمامه البالغ بكل شعراء المنطقة والعليوي في مقدمتهم.
العليوي والاحمد
كانت زيارة الشاعر الاحمد امتداداً لزيارات سابقة لكنها هذ المرة بهدف تسليم شاعرنا الدرع الذي قدمته له الجمعية حيث كانت سعادته بذلك واضحة وخاصة ان رئيس اللجنة الشاعر احمد الناصر الاحمد قد تشرف بتقديم ديوان الشاعر العليوي اهداء لسمو امير القصيم وسمو نائبه في تلك الليلة نيابة عن شاعرنا..
قامة شعرية سامقة
وخلال هذا اللقاء احسست ان العليوي بقامته الشعرية السامقة ورقته المتناهية لايزال متدفق الشاعرية وليس «بقايا شاعر» حيث كانت صحته اكثر تحسناً وتفاؤله ارحب مساحة وابتسامته تمسح هتان دموعه التي نلمحها من حين لآخر وهكذا يكون الشعراء الحقيقيون حتى في اشد حالاتهم الماً..حيث الفيته راضياً بقدره..ناثراً عواطفه على الجميع..باراً بوالدته..حفياً باقربائه واصدقائه ورفقاء دربه..ومحبيه!
حوار ولكن
حاولت التحاور معه لكنني اكتفيت بطرح الاسئلة وكتابة مجمل اجاباته التي لم ابذل جهداً لرصدها فحديثه الي لا يخلو من الوضوح وان خانته بعض الكلمات الدقيقة لكنها بشكل عام اوصلت قصده ونقلت وجهة نظره.
ديوان وحيد
حيث اكد لنا ان لا ديوان جديداً لديه وان كان هناك قصائد كثيرة لم تدون في بقايا شوقه مشيراً الى ان الحزن والالم مساحات خاصة مثيرة للابداع في حياته وانه هو الذي اختار عنوان هذا الديوان نافياً وجود قصائد عربية تستحق النشر بيد أنه يكتب شعر التفعيلة والغنائي بكثرة ولديه نصوص عديدة شاكراً كل الشعراء الذين يتواصلون معه او من يكتبون عنه مؤكداً ان حالته الصحية مستقرة وتتحسن باستمرار خصوصاً بعد اهتمام نادي العربي به من خلال اخصائي العلاج الطبيعي وعن اهدائه الديوان لأمه ذرفت دموعه واكد انها تستحق اهداء حياته كلها لها لانها نهره الذي لا ينضب وحضنه الدافئ الذي يجد فيه الحنان والعطف والحب والدفق الصادق من المشاعر.
الشعر والقصة
ويرى ان محمد الرشيد في برنامجه «ونة قلب» ساهم في انتشار قصائده قبل طبعها في ديوانه المنشور عام 1414ه ومن الغريب ان مقدمته كتبها شاعر فصيح..كما اكد لنا ان قصائده كلها قريبة الى قلبه وليس هناك قصائد مفضلة لديه لانها رحيق مشاعره في مختلف الحالات وحول متابعته للبرامج الشعبية في الاذاعة والتلفزيون اشار الى انه يتابع ما يعرض تلفزيونيا خليجيا ومحلياً وبخصوص القصة القصيرة فانه يكتبها ولديه اكثر من عشر قصص فاز باحداها بالمركز الاول عبر مسابقة نظمتها رعاية الشباب.
شكر وامتنان
كما عبر لنا عن شكره البالغ وامتنانه الصادق لسمو امير منطقة القصيم وسمو نائبه مؤكداً ان اهداء الديوان لهما تعبير عن مشاعره الصادقة تجاههما..كما عبر ايضاً عن مشاعره الفياضة تجاه جمعية القصيم التي كرمته في ليلتها مؤكداً ان رئيس اللجنةالشاعر الانسان..احمد الناصر الاحمد نموذج مشرف ويد حانية وصاحب مواقف مع عشاق الحرف وماهذا التكريم الا خطوة اخرى من خطواته على طريق الاهتمام بشعراء المنطقة.
وختاماً!
وفي ختام حديثنا معه ابتهل الى المولى عز وجل ان يستعيد صحته ويعود كما كان كما شكر الجزيرة ممثلة بمدارات شعبية وبالاخص الشاعر الحميدي الحربي الذي اهتم بحالته ونشر ما يخصه من شعر ورأي والقاء الضوء على حالته الصحية متمنياً للجميع التوفيق.
|
|
|
|
|