| محليــات
* مكة المكرمة عمار الجبيري:
دعا امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين الى تقوى الله عز وجل والتمسك بتعاليم الاسلام والبعد عن مغريات العصر من تعليم اللغات الاجنبية والمحافظة على لغة القرآن لأنها هي القوة والعزة للمسلمين.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة امس ان من احب الله عز وجل احب رسوله صلى الله عليه وسلم ومن احب رسوله صلى الله عليه وسلم احب لغة القرآن الكريم وهي لغة كريمة نزل فيها افضل كتاب ونطق بها افضل مخلوق صلى الله عليه وسلم وهي وعاء علوم الدين وذخائر التراث لا تكون معرفة القرآن والسنة الا بها ولا يتم معرفة علومها ومقاصدها بدونها. تعلمها واتقانها من الديانة فهي اداة علم الشريعة ومفتاح الفقه في الدين.
واوضح امام وخطيب المسجد الحرام ان لغة الامة هي ميزان دقيق ومعيار اساس في حفظ الهوية فهي شريان الامة ومصدر عظيم من مصادر القوة واذا اضاعت امة لسانها اضاعت تاريخها وحضارتها كما تضيع حاضرها ومستقبلها فاللغة من اهم ملامح الشخصية الانسانية إن لم تكن اهمها، فهي التي تربط المرء بأمته ودينه وثقافته وهي التاريخ والجغرافيا ومظهر من مظاهر الابتكار في الامة فاذا ضعفت قوة الابتكار توقفت اللغة واذا توقفت اللغة تقهقرت الامة واذا تقهقرت الامة فذلكم الموت والاندثار. واشار فضيلته الى ان شواهد التاريخ قديمها وحديثها تظهر بجلاء انه لم تتقدم دولة ما لم تكن العلوم والتعليم بلغة الامة نفسها لا بلغة اجنبية عنها.
مؤكدا ان لغة القرآن العظيم قد حققت متطلبات المجتمع التاريخية عبر الاحقاب المختلفة بكل المستويات الدينية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية في عصر النبوة ثم الخلافة الراشدة.
ثم في حكم بني امية وما رافقه من تعريب الدواوين ونظم الادارات للمجتمعات المختلفة والاقاليم والجيوش والحياة العامة كما استجابت اللغة لحاجات الحضارة ايام بني العباس وما واكبها من حركة الترجمة بل هي لا غيرها كانت لغة العلم والبحث العلمي في الطب والعلوم والرياضيات والفلك والهندسة وغيرها.
فالدولة الاسلامية على مر عصورها لم تأخذ من الامم في احتكاكها معها الا بمقدار الحاجة الماسة في التعبير عن بعض المعاني التي لم تكن موجودة في لغتها ولم تغتنهم لغات هذه الامم رغم حضارتها العريقة كفارس والروم واليونان بل زادهم ذلك تمسكا وحرصا موضحا فضيلته ان ابناء هذه الامم كانوا يتسابقون الى تعلم لغة القرآن لغة الدين والعلم بل هم الذين نبغوا فيها.
واكد فضيلته ان اللغة العربية اذا كانت بهذه القوة وهذه المنزلة فلا غرابة ان تكون مستهدفة من اعداء الاسلام للاذابة. لانها معلم بارز في تحديد الهوية واثبات الذات.
وتساءل فضيلته عن الذين يشككون حين يتفوهون بقولهم ان استخدام لغة امة قد يسبب عزوف الطلاب عن اتقان اللغة الاجنبية مما يؤدي الى ابتعاد الطلاب عن الابحاث العلمية الجديدة والتطور السريع ويحدث آخرون عن سوق العمل وهم مبهورون يفاخرون في بعض كلياتهم بأنهم يدرسون جميع العلوم لديهم بلغة اجنبية بحجة ان سوق العمل يتطلب ذلك ولكنه مع الاسف هذا السوق ليس الا لاتاحة عمالة وافدة متوسطة التأهيل ومتدنية الكفاءة وتتربع على مواقع العمل في المؤسسات والشركات مهمتهم عرض البضائع وترويج السلع وسوق عمل مخزٍ تحملت به المستشفيات والفنادق وبعض الاسواق مشكلا الى بيئة عمل اجنبية. واختتم فضيلته خطبته انه هناك من يدعو بتعليم الصغار في الصفوف الاولى اللغة الاجنبية وتعالت اصوات أن تعليم اللغة الاجنبية شرط في لغة العمل مشيرا إلى ان من الغفلة ان يتحول المثقفون عن توطين التقنيات في ارض الوطن ويصرون على تعليم العلوم باللغة الاجنبية مؤكدا ان الحصانة الحقيقية والمشاركة في البناء وسلوك مسالك التقدم الحقيقي والنظيف هو بالتصدي في خطر الاذابة بالعمل المنظم الجاد بعيدا عن الشعارات الجوفاء والكتابات الخرساء وطمس الهوية ومن ثم المشاركة في البناء ومعطيات الحضارة الصالحة النافعة لخدمة الدين والامة.
|
|
|
|
|