| محليــات
المقال ليس عن الكورة وان كان عنوانه سامي الجابر. لكني أتساءل لماذا فشل سامي الجابر لاعب الهلال الشهير في احترافه في انجلترا؟ أظن والله اعلم لو ان الذي فشل في هذا الاحتراف لاعب من فريق آخر لقامت الدنيا ولم ولن تقعد ابدا. وخاصة لو كان اللاعب الفاشل من فريقنا المحبوب النصر. لكن لانه من الهلال فقد استطاعت صحافة الهلال دمدمة الفشل. مرة تلقي باللوم على الفريق الانجليزي ومرة تلقي باللوم على مدرب الفريق. ومرة تلقي باللوم على الدوري الانجليزي ومرة تلقي باللوم على الامم المتحدة. وهكذا تم طمر الموضوع وكأن شيئا لم يحصل. لن أثير على نفسي مشكلة مع صحافة الهلال لذا سأخرج من موضوع الكورة الى موضوع آخر قد يتصل بها وقد لا يتصل.
في احدى السنوات الخوالي كنا مجموعة من الشباب نتجول في احدى ضواحي لندن بعد منتصف الليل وكعادة الشباب صراخ وضحكات وتراكض. وبسبب الضجيج برز لنا مجموعة من الشباب الانجليزي العنصري وأخذوا يتحرشون بنا كان عددنا ثلاثة وعددهم ثلاثة المهم التحمنا في مضاربة حامية الوطيس ولا اتذكر كيف انتهت المضاربة ولكني اتذكر اننا عدنا الى السكن ونحن على يقين اننا لقنا الانجليز درسا لن ينسوه ابدا. ونمنا على فرضية هذا النصر العظيم. وفي الصباح بدا الامر مختلفا.
اكتشفنا ان الانجليز فدعوا فينا فدعا عظيما فهذا يده مكسورة والآخر خشته مايلة والثالث لا يستطيع ان يفتح عينه والوجوه كلها محمرة ومزرقة من ضرب البُنيات.
كنا متساوين في العزيمة والبأس ولكن بعد تحليل طويل اكتشفنا ان الفرق يكمن في البنية الجسدية فقبضة الشاب الانجليزي كانت كالحصاة ونفسه طويل.
قد نرجع فشل سامي الجابر في الاحتراف في انجلترا الى الاسباب التي ساقتها صحافة الهلال )جزئيا( ولكني ارى ان السبب يكمن في الفرق في البنية والقدرة على المجاراة ان امكانيات سامي الجابر الجسدية تعود الى ايام طفولته الى افطار الصباح الى نوع الاغذية التي كان يتناولها في سنوات تكوينه الاولى.
هناك عدد كبير من الاسر السعودية لم تعرف بعد أهمية تنويع الغذاء. فما زالت كثير منها تفطر فول وتتغدى رز ولحم او دجاج وتتعشى على باقي الكبسة في الليل.
وبعض الاسر ما زالت ترسل اطفالها الى المدرسة دون افطار لتستضيفهم مدارس البلع والطمع الاهلية وتزودهم بكل انواع السموم من حلاوي وعلوك وهامبرجر متعفن حتى اذا عادوا من المدرسة تكون انفسهم مسدودة وهكذا ينمو كثير من الاطفال في بلادنا ينتفخ جسمه بدون قوة.
اتذكر منذ زمن طويل ناقشت رعاية الشباب موضوع التغذية في البيوت ولكن بعد فترة نسي الموضوع ولم يعد الى ذكره احد كثير منا يتذكر نظام التغذية المدرسية الرائع الذي اعتمدته وزارة المعارف قبل عدة سنوات ولكن تحت ذرائع متعددة الغي هذا المشروع الحضاري العظيم. ولم تفكر وزارة المعارف حتى الآن ببديل والاخوة في وزارة المعارف وفي الرئاسة العامة لتعليم البنات يعرفون جيدا ماذا يجري في مدارس الطمع الاهلية ولكنهم مع الاسف يتصرفون وكأن الامر لا يعنيهم كما انهم يعرفون جيدا الثقافة السيئة لكثير من الاسر فيما يتصل بالتغذية وحتى الآن لم تبادر اي من الجهتين الى طرح اي برنامج استراتيجي يتصل بهذا الموضوع ،في الحقيقة نحن جيدون في طرح البرامج ذات البهرجة الاعلامية )كمبيوترات، وانترنت، تعليم عن بعد( هكذا لنقفز على القضايا الحقيقية.
|
|
|
|
|