| القرية الالكترونية
* الرياض فهد الزغيبي:
فاجأت شركة الاتصالات الجميع الاسبوع الماضي بخبر أثلج صدور الكثيرين في ظل حرارة الجو الصيفية وعلى غير العادة من الشركة التجارية فخبر التخفيضات التي اجرتها الشركة على اسعارها الخاصة بخدمة المعلومات ومنها الانترنت والاعلان عن الخدمة الجديدة ADSL جاء في وقت غير متوقع وبهدوء شديد اثار الاستغراب والقلق في حينه لدى العديد من المراقبين والمهتمين في هذا المجال.
التخفيضات حسب تخطيط مسبق:
في المؤتمر الاخير الذي عقدته الشركة يوم الاثنين الماضي وتم دعوة عدد كبير من الصحفيين لحضوره قال المهندس سعود الدويش ان التخفيضات التي تقوم بها الشركة من وقت لآخر على اسعار خدمة المعلومات والانترنت تتم بشكل مدروس ووفق تخطيط مسبق ولا تأتي حسب الاهواء وضغوط خارجية.
واوضح المهندس في حديثه للصحفيين ان الشركة الآن تسير في المرحلة الثالثة )حتى نهاية عام 2002م( من خطة تطوير خدمات المعلومات في المملكة وقامت الشركة حتى الآن بالعديد من التطويرات والتحديثات للشبكة القديمة لكي تعمل بكفاءة اكبر وتزامنا مع الخطة التطويرية لتقنية المعلومات في المملكة.
نعود بك عزيزي القارىء للتخفيضات الجديدة والتي تراوحت بين 30 الى 35% للانترنت ومن 17 الى 78% لدوائر نقل المعلومات بين المدن ولكن ما اثر هذه التخفيضات على المستخدم النهائي؟ وهنا نقول ان خدمة دوائر نقل المعلومات تهم بشكل خاص الشركات والمؤسسات الاستثمارية ولا تهم المستخدم العادي ولكن خدمة الانترنت تهم موفري خدمة الانترنت اولا ومن ثم تهم المستخدم النهائي لانه كما جرت العادة فعند حصول تخفيضات لمقدمي الخدمة فان المستخدم سينال نصيبه منها ولكن لا تنتظروا الكثير فما زالت تكاليف الارتباط بالانترنت مرتفعة.
كانت القرية الالكترونية نشرت في وقت سابق ان التخفيضات الجديدة للانترنت ستؤدي الى ان يكبر الكبير ويبقى الصغير صغيرا ما لم يحاول ضخ المزيد من الاموال وشراء المزيد من السعات وهذا ما يصعب تطبيقه في الوقت الحالي لان سوق الانترنت السعودي لا زال غير مشجع على استثمار المزيد من الاموال.
هذا بالتأكيد سيؤدي الى خروج المزيد من مقدمي الخدمة من السوق ولقد شهدنا احدهم من قبل وعلى احسن حال سنشاهد كما يقول المراقبون اندماجا وتحالفا بين مقدمي الخدمة ليكونوا معا مقدم خدمة اضخم واكبر يمكن لهم من خلاله البقاء في السوق والمنافسة ما سبق دفع بالكثير من مقدمي الخدمة للبحث عن تحالفات استراتيجية مع جهات اخرى وتعدى الامر ذلك الى ان احدى الشركات تبحث عن تحالف او شراكة مع جهة اجنبية تعمل في نفس المجال.
AOL تدخل السوق السعودي:
وعلمت الجزيرة من مصادرها الخاصة ان بعضا من مقدمي الخدمة وبالتحديد اثنين منهم يبحثون امر التحالف او الشراكة مع اجنبي بحجم امريكا اون لاين AOL والتي تعد اكبر مقدم خدمة على مستوى العالم اجمع خاصة وان الشركة الامريكية تخطط للدخول الى اكبر عدد من الدول حول العالم لتصبح اخطبوط الانترنت العالمي.
وما يقلق موفري الخدمة الحاليين هو الغلاء الفاحش كما يطلقون عليه لاسعار سعات الانترنت عن طريق المدينة ويرغبون باعادة مراجعتها لتصبح اكثر واقعية ولتحقق الفائدة للجميع ويطالبون بتخفيضات تصل الى 50% من الاسعار الحالية وهذا ما لا يمكن حدوثه في الوقت الحالي حسب ما يراه المراقبون المتخصصون في اوضاع السوق السعودي.
600 مليون ريال من يدفعها؟
ويرجع المراقبون السبب في غلاء الاسعار للانترنت الى حاجة شركة الاتصالات لكميات كبيرة من المال لتطوير البنية التحتية في المملكة وهذا ما لا تستطيع الشركة تحمله لوحدها لذا توجب عليها وضع الاسعار الحالية وخاصة ان تطوير البنية التحتية كلف حتى الآن حوالي 600 مليون ريال سعودي وستحتاج الشركة الى المزيد من الاموال في المستقبل لتواصل خططها المرحلية في التطوير.
الاتصالات لوحدها لا تستطيع تحمل هذه التكاليف طبقا لمصادر الجزيرة داخل الشركة لان خدمة المعلومات تمثل قسما من عمل الشركة فهناك اقسام اخرى بحاجة للتطوير وان كانت خدمة الجوال اقربها ولذلك توجب على الشركة وضع اسعار مرتفعة لخدمة الانترنت ليتسنى لها الحصول على مورد مالي تنفق منه ولكن هذا بالطبع لا يبرر وضع اسعار فاحشة كما علق العديد من مقدمي الخدمة ففي ظل هذه الاسعار اصبحت شركات الانترنت تصارع للبقاء في الساحة ولو كالمتفرج على ما يدور فيها فالعديد لا يستطيعون دفع مبالغ اخرى بالملايين في حالة استمر الوضع الاقتصادي للانترنت في المملكة كما هو عليه الآن فمقدم الخدمة لا يحصل الا على جزء قليل من المال والنصيب الاكبر يذهب في امور متنوعة كتكاليف المباني والتوظيف وان كان اهمها دفع رسوم ارتباطهم بالانترنت عن طريق المدينة.
يقول المراقبون ان السوق السعودي سيبقى على ما هو عليه حتى يتم النظر بواقعية لاسعار الارتباط بالانترنت لمقدمي الخدمة وهذا لن يتم بأي حال من الاحوال قبل منتصف العام القادم حين تحين التخفيضات القادمة من شركة الاتصالات.
خدمة ADSL المنتظرة:
ينتظر الكثير من المستخدمين بفارغ الصبر طرح خدمة ADSL ليتسنى لهم الاشتراك بها ولكن لم يعلم المستخدمون الافاضل ان هذه الخدمة السريعة لن يتسنى لهم الاستفادة منها باسعار معقولة قبل العام القادم حسب ما حصلت عليه الجزيرة من مصادرها الخاصة.
وقد يتساءل المستخدم او القارىء لماذا وقد اعلن عن الخدمة وباسعار مميزة حسب ما نشرته الجزيرة والصحف الاخرى في وقت سابق من الاسبوع الماضي؟
يعود السبب في ذلك لانه يتوجب على الراغب في الحصول على خدمة ADSL حساب تكاليف الخدمة فلقد اعلنت شركة الاتصالات ان رسوم الخدمة تبلغ 220 ريال كاشتراك شهري و300 ريال كرسوم تأسيس تدفع لمرة واحدة وبالطبع هذا لا يشمل رسم الاشتراك بالانترنت عن طريق احد موفري الخدمة المسموح لهم بتقديم الخدمة والبالغ عددهم 12 موفرا فقط.
1050 ريال رسوم اشتراك وتأسيس!!وبحساب بسيط يمكنك معرفة انه يتوجب عليك دفع 250 ريال شهريا لشركة الاتصالات مقابل الخدمة )220 اشتراك ADSL و30 رسوم اشتراك خط الهاتف( وبما ان فاتورة الهاتف العادي تصدر من شركة الاتصالات كل 3 اشهر فهذا يعني انه يتوجب عليك دفع 750 ريال كرسوم اشتراك بدون تكاليف مكالماتك الهاتفية وهذا يعني ايضا ان اول فاتورة هاتف ستصلك بعد الاشتراك في ADSL ستبلغ 1050 ريال كرسوم اشتراك وتأسيس.
واذا علمت ايضا ان اسعار الاشتراك بخدمة ADSL لموفري الخدمة لم تحدد وتركت مفتوحة للمنافسة من قبل موفري الخدمة وبعد تحر واستقصاء علمت الجزيرة ان الاشتراك سيتراوح من 1000 الى 1500 ريال في اقل الاحوال وبعملية حسابية بسيطة على ضوء هذه الاسعار غير المؤكدة يتضح ان المتوسط سيبلغ 1500 ريال شهريا ولكن قد نجد لموفري الخدمة العذر في ذلك فهم يدفعون اسعاراً عالية للارتباط بالخدمة في المدينة وبما ان هذه الخدمة تعتمد على سرعات عالية )128 للتحميل و256 للتنزيل( والتي تستهلك بلاشك معظم السعة الخاصة بموفر الخدمة ولقد علمت الجزيرة ان شركة الاتصالات لا تسمح الا بعدد 10 مشتركي ADSL لكل 2 ميجابايت من السعة واذا علمت عزيزي القارىء ان مرفر الخدمة يقوم بشراء 2 ميجابايت من المدينة حسب الاسعار الحالية باشتراك شهري يبلغ 900.29 ريال ولسعة ارتباط قدرها 8 ميجابايت مبلغ 900.87 ريال فلك ان تتخيل كم سيفرض رسوما شهرية لراغب الحصول على الخدمة وهذا يعد بلاشك مبلغا كبيرا مقارنة باسعار الخدمة حول العالم.
الامارات 250 درهم البحرين 400 ريال
وكأقرب مثال لأسعار الخدمة تبرز لنا دولة الامارات الشقيقة اذ يبلغ سعر الخدمة فيها 250 درهم اماراتي كاشتراك شهري شاملا الاشتراك في الانترنت ولكن من دون المودم الخاص بالخدمة وهذا واضح من خلال موقع الشركة الموفرة.
http://www.alshamil.net.ae/ index2.htm.
ونأخذ مثلا آخر دولة البحرين الشقيقة كأحدث موفري الخدمة والتي يبلغ سعر الاشتراك الشهري فيها لخدمة DSL بسعر 40 ديناراً بحرينياً )حوالي 400 ريال( شاملا اشتراك الانترنت والمودم الخاص بالخدمة.
هذه أسعار خدمة الخطوط الرقمية في اقرب الدول للمملكة ولا نريد التوسع في اسعار الخدمة حول العالم ولكن نكتفي بهاتين الدولتين كأقرب مثل خاصة وان هاتين الدولتين هما اللتان يحاول المواطن السعودي المقارنة مع اسعارهما غالباً.
سياسة التسويق المعروفة للشركة
ولكن ما الذي جعل رسوم الخدمة بهذا الشكل في المملكة؟ فنعود ونقول ان تلك سياسة شركة الاتصالات المعهودة «ولجميع الشركات في ضوء انعدام المنافسة» فالشركة معروف عنها عند طرحها خدمة ما فإنها تبالغ في سعرها وذلك لتعويض ما خسرته عليها في أول الأمر وبشكل آخر يتسنى لها الترويج لها بشكل مستمر وعلى فترات متقطعة كما هو حاصل مع خدمة الجوال فلقد بدأت كما يعلم الجميع بمبلغ 10000 ريال وانخفضت لتصل الى 3500 ريال ومن ثم 1500 ريال والآن اصبحت 800 ريال ناهيك عن التخفيض المستمر لأسعار المكالمات فمن 60.1 ريال للدقيقة اصبحت الآن 90 هلله ويلوح في الأفق تخفيضات جديدة ايضا والجميع في انتظار.
وحتى تعود خسائر الخدمة لصندوق الشركة المالي علمت «الجزيرة» انه في جعبة الشركة خطة جديدة خاصة بالخطوط الرقمية ADSL وتمثل مبلغ 500 ريال كاشتراك شهري في الخدمة بالاضافة الى خط هاتفي جديد وشاملة رسوم الاشتراك بالإنترنت والمتوقع طرحها بعد منتصف عام 2002م بشكل متزامن مع تخفيضات الانترنت لموفري الخدمة وتزامنا ايضا مع توفير نقاط ارتباط جديدة لخدمة ADSL فالشركة لا تملك حتى الآن إلا 20 الف منفذ MODEM ولكن يتوقع ان يبلغ الرقم 500 الف منفذ العام القادم وستمتد الخدمة لتعم كافة أرجاء المملكة.
الخدمة لن تشمل إلا مدينة الرياض في الاشهر الثلاثة التالية لطرح الخدمة والمحدد لها 1/8 القادم وبعد ذلك تنتقل لمدينتي جدة والدمام وكشرط للخدمة يتوجب ان يكون موقع المستفيد من الخدمة في دائرة قطرها 5 كم من المقسم الخاص به ونظرا لانه لا يوجد في المملكة إلا 800 مقسم فقط لذا يتوجب توفير المزيد من المقسمات الأخرى وهذا ما تخطط لها شركة الاتصالات في الفترة القادمة حسب ما علمت «الجزيرة».
لذا فإذا كنت تخطط للاشتراك بالخدمة الجديدة فلك حلان لا ثالث لهما، الأول ان تشترك وتتحمل التكاليف الباهظة للخدمة، والحل الآخر ان تنتظر حتى العام القادم أي حتي تقوم شركة الاتصالات بعمل حملتها التالية للتخفيضات. وحتى يحين ذلك الوقت يبقى المستخدم العادي على خط الهاتف العادي وفواتير المكالمات الباهظة او يبقى خارج دائرة المستخدمين منتظرا فرصته للدخول الى عالم الإنترنت الساحر او لنقل في الوقت الحالي الساخر.
|
|
|
|
|