| مقـالات
هذا عنوان كتاب قيم ضرب السهم في كبد الحقيقة، وأحاط بالأمر من جميع جوانبه، ووفّى الموضوع حقه، وشفى صدور محبي اللغة العربية، وعاء القرآن، مهوى أفئدة الناس، والنور الذي ينير طريقهم إلى صالح الدنيا وثواب الآخرة.
أبرز هذا الكتاب مكانة اللغة العربية بين اللغات، وبيّن أهميتها لأبنائها، وواجبهم نحوها، وما يمكن أن يجنوه إذا هم حافظوا على ما يجب لها من مستوى، وحموها من المكائد التي تحاك لها، وبعضها إرث تسلل من أعدائها القدماء، تلقته أيدي ورثتهم، وركض به بعض أبنائها جهلاً، أو اندفاعاً وراء برق خلّب
********
ميزة هذا الكتاب أنه جاء نتيجة دراسة متأنية، ونظرات فاحصة، ومتابعة دقيقة، ورغبة في اظهار الحق ملحة، لقد جاءت هذه الدراسة من رجل كفء في هذا المجال، صاحب باع طويل في دراسة اللغة: فنها وقواعدها وتاريخها وآدابها ودورها في الثقافة ودورها في الوطنية، وتأثيرها في حياة المجتمع، درس اللغة طالباً جامعياً، ثم طالب دكتوراه، ثم استاذاً في جامعة، ثم مديراً لجامعة.
هو أهل لأن يتحدث فيستمع إليه، وأهل لأن يرشد فيقبل منه، وأهل لأن يحث فيستجاب له، ويحذر فينصاع لحديثه.
********
لقد تطرق معالي الدكتور أحمد بن محمد الضبيب عضو مجلس الشورى اليوم، إلى مواضيع مشعة، تلقي ضوءاً على جوانب في اللغة سوف تؤكد ثوابت، وتعدل بعض الأفكار، وسوف تفتح أبواباً ونوافذ، منها يأتي الأمان للغة، بعون الله، وتلج الحماية والتحصين، وتساعد على ايقاف ما قد يكون هناك من انحدار يتعدى اللغة إلى الشخصية الوطنية، ومكامن تميزنا مما هو محل فخرنا واعتزازنا، الدين وعقيدة التوحيد نبراساً نضعه دائماً أمامنا، ولا حماية كاملة للدين إلا بحماية أساس تبيانه، وهي اللغة، والقرآن هو المحور الذي لا نتعداه في مقاييس كمال اللغة، وأدائها لواجبها في مجتمع رصينها لغة تميز بها وتميزت به، ورضي بها ورضيت به، لأنها كيانه، ولا مجال لفصل الكيان أو تجزئته عنوان الكتاب يظهر محور البحث، فهو يدور حول مكان اللغة العربية في عصر العولمة، وبعض ما اندرج تحت هذا العنوان بحوث ألقيت في ندوات عن اللغة العربية، تطرق فيها معالي الدكتور أحمد إلى اللغة العربية وعلاقتها باللغة الأجنبية، وإلى اللغة الأجنبية والتعليم الجامعي، ثم عالج أمر اللغة الأجنبية وسوق العمل، وهذا أدى إلى الحديث عن اللغة الأجنبية والمجتمع،وعن اللغة الأجنبية ومقياس التقدم، ثم تحدث عن المصطلح العربي في عصر العولمة، وتلا ذلك بحث قيم في مستقبل الثقافة العربية من خلال اللغة، ثم بحث عن اللغة العربية والإعلام: الواقع والمأمول، واختتم الكتاب بتضمينه لقاء وافياً مع مجلة المعرفة.
********
وفي كل بحث من هذه البحوث جاء بما وفاه حقه، وأتى بما يوجب الانتباه والتملي، والوقفة المتأنية، للمس الواقع، والتخلص من العيوب، والحذر مما يجب الحذر منه، والسعي إلى تقرير ما فيه الصالح فجاء ما بينه شاداً ومقنعاً.
ما قلته عن هذا الكتاب قليل في حقه، ولا يوفيه حقه إلا قراءته قراءة متأنية ومتبصرة، والنظرة لمستقبل اللغة والمجتمع في ضوء ما أبرز من جوانب مهمة.
وبالله التوفيق.
|
|
|
|
|