| مقـالات
هناك عقول همها البحث.. البحث في كل شيء.. بحث في التربة.. وبحث في البحار. وعلى الجمادات وفي الغابات.. وعلى الإنسان.. البحث لا ينقطع وهؤلاء هم الناجحون.. لأن مسألة البحث والتعلق به يأتي بنتائج والنتائج نهايات عمل.. والعمل الدائم لابد وأن يقود إلى النجاح.
والفاشلون في دراساتهم.. سواء في المراحل الثانوية أو الجامعية إنما يحصل لهم ذلك لكونهم لا يحملون رغبة أكيدة في البحث. ولذلك فإن نتائجهم إما أن تكون متدنية أو سيئة.. وقليل أن تأخذ مستوى مقنعاً.. والباحث له هدف أن يصل الى نتيجة والنتيجة دائما مدفونة إما في أعماق الأرض.. أو البحر أو الإنسان أو الحيوان أو حتى الجماد. النتائج دائما لا تكون لامعة في ضوء الشمس وترى بمجرد تركيز العين على منظر أمامك. لابد من التجارب والتحاليل والتركيز على ذلك.. وتحقيق النتائج بعد ذلك.
والمشاهير من العلماء والأطباء والأدباء إنما اشتهروا لأنهم ركبوا موجة البحث.. وما نفع الإنسان في حياته غير البحث. ولولا هذا البحث لتمكنت الأمراض من الأجسام. ولما تطور النبات. والمأكولات جميعا.. ولو رجعنا الى الوراء قليلا.. وقلبنا صفحات الماضي بحياتنا وما أصاب الناس من أمراض فتاكة. ثم قارنا بين ذاك وزماننا الذي نعيشه.. لعرفنا قيمة البحث فقد استطاع الباحثون القضاء على كثير من الأمراض التي كانت تفتك بالإنسان. ولم يعد البحث مقيدا بالأمراض والأدوية. ولكنه تخطى بقدرات الإنسان إلى كل شيء يعايشه هذا الإنسان؛ الإنترنت الكمبيوتر والتلفاز والإذاعة. ومطابع الصحف. ولكن يبقى البحث من أجل صحة الإنسان هو المهم، ومع هذا تجد من يشيد مصانع الموت من أجل أيضا هذا الإنسان.. إنهم يتفننون في صناعة الأسلحة يجربونها في أماكن قد تضر فيما بعد. لكن.. ما عليهم. المهم أن تنجح هذه التجارب وتظل هذه الأسلحة بالمرصاد لهذا الإنسان الذي يبحث أيضا من أجل مقاومة المرض والموت. إن البحث هواية ملحة في عقل الإنسان. هناك إنسان يبحث من أجل راحة الإنسان وآخر يبحث من أجل قلق الإنسان وعدم استقراره من أجل استعماره. ووضع القيود في عنقه وفي يده إنه هذا الإنسان العجيب المميز. ومع هذا فإن الله سبحانه يقول: «لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس..» فتبارك الله أحسن الخالقين.
|
|
|
|
|