| مقـالات
في السنوات القريبة الماضية بدأنا نقرأ ونسمع وعلى التوالي عن أخبار مذهلة وإحصائيات عالية عن الفشل الكلوي في بلادنا إلى درجة تفوق التصور وتبعث الحيرة وتدعو للتساؤل، بخلاف ما كان عليه الوضع في السنوات الماضية حيث كنا لا نسمع الا عن حالات محدودة في المدينة الواحدة، أما هذه الأيام فنكاد نعتقد بأن كل اسرة كبيرة يعاني فرد منها على الأقل من الفشل الكلوي أو بعض أعراضه وبالتالي أصبح عدد المصابين بالرياض أو جدة مثلاً في تنافس شديد خانق مع عدد أجهزة الغسيل الديلزة، الموجودة في المستشفيات الكبيرة، ولقد أدركت حكومتنا الرشيدة الحاجة الماسة والملحة لهذه الأجهزة فأعطتها الاهتمام المطلوب ووفرت العدد الكافي منها وعممتها على مستشفيات المملكة وان كنا نطمع بالمزيد للتخفيف من معاناة الازدحام وتحقيق الهدف المريح منها، ومصدر حيرتي وتساؤلي في هذا المقام كأي مواطن هو الرغبة في الوقوف على أسباب ومسببات انتشار هذا المرض البغيض المزمن وهل هناك يا ترى وقاية فعالة للحيلولة دون حدوثه أو الحد من استفحاله بهذه السرعة الفائقة/ وحتى نضع حداً للتخرصات والتأويلات عن أسباب كثرته بين المواطنين، وعما اذا كانت هناك ا حتياطات وتحصينات للحد أو الوقاية من حدوثه، فهلا سارعت وسائل الاعلام والتوعية الصحية بتبيانها للمواطنين بالوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية؟ أو عن طريق المدارس بكتيبات توزع مجاناً، ان اسباب الفشل الكلوي ومن خلال قراءاتي واهتمامي بكل ما ينشر عنه وما أسمعه من أفواه الأطباء احياناً ومن بعض المرضى أنفسهم تعود خلاصة الأسباب أو معظمها إلى الأمور التالية:
1 التساهل وعدم الاهتمام بالحمية المطلوبة من قبل المصابين بمرض السكر أو الضغط من كبار السن مما يؤدي بالتالي الى الفشل الكلوي.
2 من الأسباب اعتياد بعض الناس على الافراط بأكل الأغذية المعلبة المستوردة بصفة يومية والتي تم اضافة مواد كيماوية تحميها من التعفن فهذه المواد احياناً توضع بطريقة غير دقيقة كما أن هذه المعلبات تكون عرضة للتسمم وتجتاز مدتها التواريخ المحددة لصلاحيتها وكم من ملايين العلب تفتح يومياً وما مقدار الدقة في فحصها واجازتها وفائدتها.
3 قرأت في احدى الصحف العربية الواسعة الانتشار ان الفشل الكلوي يأتي عن طريق الخضروات التي تخصب تربتها بسماد اليوريا نظراً لاستخدام مادة البايوريت في تركيبه فيا حبذا لو أعطت مراكز الأبحاث الطبية والزراعية في بلادنا رأيها القاطع حول الموضوع.
4 من أسباب الفشل الكلوي كما أتصور وكما أقرأ أحياناً تعوّد بعض الناس على الأدوية المسكنة مثل النوفالجين والأسبرين وكبسولات الاسكورنيد وامثالها وكذلك المضادات الحيوية المتنوعة التي اعتادت المستوصفات الأهلية وأنصاف الأطباء والصيادلة صرفها جزافاً بسبب أو بدون سبب، بلا حسيب ولا رقيب.
5 قرأنا وسمعنا ان مادة الرصاص الموجودة بكثافة في مادة البنزين لها تأثير على أعضاء الجسم والقلب والرئة وغيرها ونشاهد يومياً مخلفاتها الضارة الخانقة التي تنفثها عوادم السيارات ويستنشقها الانسان على مدار اليوم، وقبل أشهر تم تنقية و إبعاد مادة الرصاص من البنزين في بلادنا، ولا نعلم هل أعطت هذه الخطوة ثمارها.
6 هناك أسباب اخرى منها تسمم الأطعمة والمأكولات التي اعتاد بعض الناس على شرائها من المطاعم بسبب العجز والترف والتقليد كما أن بعض المشروبات الغازية والسوائل المعلبة الملونة والتي لا نجزم بدقة نظافتها لها تأثير في تعطيل الكلي أو اعاقتها عن اداء وظائفها ويبقى الرأي الفاصل والقاطع حول ذلك للأطباء المختصين ومراكز الأبحاث المتخصصة وهي تحتضن صفوة مختارة وقادرة من الأطباء البارزين في هذا المجال وغيره وأهم من ذلك كله إظهار النتائج وإعلانها للناس أولاً بأول عن طريق الندوات المفتوحة بالاذاعة والتلفزيون وعن طريق الصحافة والنشرات مدعمة بوسائل الاضاح والوقاية وذلك لازالة اللبس والغموض عن أسباب الفشل الكلوي وانتشاره بهذه السرعة والكثافة في السنوات الأخيرة حمانا الله وإياكم من كل مكروه.
7 هناك صنوف من الخضار كالبصل والجزر والخس والبقدونس والنعناع يقال أن بعض العمالة تقوم بسقياها من مياه الصرف الصحي وأن تبعات تناولها يعود على الكبد والكلى ببعض المضاعفات الصحية.
8 شاع أخيراً بل كتب في الصحف ومن واقع تقارير وبحوث طبية موثقة ان مادة «برومات البوتاسيوم» التي تضاف الى العجين الخبز فتزيد من حجمه وتعطيه نعومة وتستخدم في مخابزنا.. هذه المادة تسبب ا لفشل الكلوي وفقدان ا لسمع وقيل عنها إنها مادة مسرطنة وتم منع ادخالها في المواد الغذائية قبل سنوات في اليابان وأمريكا وغيرها ووضع عقوبات صارمة عند استعمالها.. انني أكتب هذا الموضوع بدافع الوطنية والغيرة الصادقة وانا أرى معاناة المئات بل آلاف المرضى من أعز الناس الينا آباء وإخوة وأخوات وأصدقاء وجيرانا تربطنا بهم وشائج المحبة وأواصر الدين الحنيف هؤلاء الذين يعانون مرارة الانتظار لمن يتبرع لهم بكلية لتنقذهم بارادة الله من ويلات الغسيل شبه اليومي وبعضهم على حافة الخطر حيث الغسيل لا يجدي، ان هؤلاء امانة في اعناقنا جميعاً ومن الهوان أن نتركهم على حافة الموت ونحن نستطيع إنقاذهم ليشاركونا حلاوة الحياة، ولو برز نفر واحد من كل أسرة كبيرة وتبرع محتسباً لمريض من عائلته لتلاشت تماماً حالات الانتظار ولربما استغنينا عن مئات الأجهزة ولعادت الابتسامة والسعادة من جديد لمئات من الأسر الكريمة التي ترى عائلها الوحيد وقد فقد مصدر رزقه ووظيفته واصبح وقته من الفراش والمنزل إلى أجهزة الغسيل الديلزه كما اننا نناشد أبناء مجتمعنا المسلم المثالي بث النخوة والاحتساب لدى من يتوفى لهم أحد دماغياً التبرع بجميع أعضائه الأخرى مثل القلب والكبد والرئة والقرنية لينقذ بمشيئة الله أناساً في أمس الحاجة اليها، اننا أمة قدوة للانسانية كلها، لأن ديننا الحنيف دين الخير والعطاء والرحمة فهلا سارعنا باريحية واحتساب للتبرع في هذا المجال الانساني العظيم، هذا ما نرجوه ونتطلع اليه والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. ، وفي الحديث الشريف «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» والله الهادي الى سواء السبيل.
للتواصل ص.ب 27097 الرياض 11417 فاكس 4786864
|
|
|
|
|