|
| شرفات
* عطيات عبدالرحيم
البيئة المحيطة والدواخل الانسانية هما اول مايشكلان وجدان كل مبدع، وفنان، والفنون التشكيلية هي احدى صور الابداع ولها عدة مناح ومدارس، ولكل فنان تكوينه الفطري ايضا فتظهر في لوحاته وتميزه عن الآخرين وعندما نشاهد لوحات بها وجوه افريقية خاصة سلاطين جبال النوبة وباسلوب ذاتي خاص فاننا نكون امام اعمال التشكيلي السوداني محمود سيف الاسلام.
التقت به «الجزيرة» وكان هذا الحوار..
* كيف تلملم مفردات لوحتك التشكيلية؟
اللوحة عندي مجموعة من الافكار استعيدها من الذاكرة والاشكال التي تتراءى لي من خلال نماذج الالوان مع بعضها فامتزاج الالوان يخلق اشكالا بعينها واقوم بتجسيدها واضعها بتصميم مناسب وتستهويني الاشكال الافريقية والمواضيع الموجودة من خلال الاحاجي السودانية والتقاليد السودانية.
مساهمات للطفل
* ولكن يلاحظ رغم تأثرك بالاحاجي انك لم تقدم للطفل السوداني عملا فنيا؟
لم اجد الجهة التي تتبنى الافكار الفنية للطفل ولكن لدي بشكل خاص اعمال اقوم بها من اجل الطفل عبارة عن رسومات مصاحبة لعدة كتب باللغة الانجليزية تدور حول الاساطير والاحاجي الافريقية والسودانية، واعتبرها بداية لاعمال اخرى للاطفال.
* وكيف ترى مساهمات الجيل السابق من الفنانين التشكيليين السودانيين؟
الجيل السابق كان يتمتع بقدر كبير من الاستقرار في الحياة المعيشية وكان يتمتع بكثير من المميزات في الحرية والتعبير وسهولة العرض ولذلك عبر هذا الجيل عن حياته في لوحات بشكل جيد فخرجت الينا مدرسة الخرطوم التي تجاوزت حدود الاقليمية الى العالمية انظر الى لوحات شيرين وابراهيم الصلحي اما جيل الشباب من التشكيليين فهو يصارع من اجل البقاء ككيان مادي ومعنوي ولا اعتقد ان هناك اتجاهات جديدة صحيح قد تكون هناك جماعات تشكيلية تكونت داخل او خارج السودان ولكن لا نستطيع ان نطلق عليها اتجاهات فنية بعينها فعندما يظهر اتجاه فني معين يتطلب ذلك ان يحمل هذا الاتجاه افكاراً وفلسفة معينة بالنسبة للعمل الفني على مستوى الخامة او المضمون وان تهدف تلك الافكار في تفسير واقع الحركة التشكيلية وتغيير المفاهيم السائدة القديمة واعتقد ان ذلك غير متوفر في الظرف الحالي فهناك جيلان من الفنانين جيل الشباب واعني بهم اصحاب تجارب الثمانينات وهم يعتبرون افضل بكثير من الجيل الذي يليهم فالى حد ما استطاعوا ان يضعوا بعض السمات كما انهم استطاعوا ان يتحرروا من القوالب القديمة ومن ابرزهم سيف اللعوتة وعصام عبدالحفيظ وحسان علي احمد وحسين شريف وغيرهم اما الذين جاءوا في اواخر الثمانينات وانا منهم فانا اسميه جيل الانتكاسات والاغتراب وهو جيل مازال يتحسس مايقدمه ومازال يكتشف معرفة البدايات التشكيلية.
جيل الانتكاسة
* الا يوجد من الفنانين الجدد مبدع واحد؟
الذين مارسوا العمل الفني من اواخر الثمانينات للآن فيهم ضعف فكيف يرى نفسه مبدعاً!! وفي رأيي المبدع هو الذي يوجد التغيير من خلال صياغته للاشكال الجديدة والمفاهيم الجديدة التي بدورها تخلق تغييراً بالنسبة للمتلقي وللفنان هنا تنتفى صفة المبدع وبالتالي لايمكن ان يكون هناك التزام بما يقوم به فهو يمارس عمله على حساب متطلبات السوق وسماسرة الاعمال الفنية واصحاب الجاليريهات او صالات العرض وانا جزء من هذا الجيل الذي اسميه جيل الانتكاسة انني احب الرسم واقوم بعرضه ولكن لا اعتبره اضافة فنية جديدة فانا مازلت اتحسس التجارب واتحسس المعرفة التشكيلية.
غياب النقد
* هل هذه الحالة لفن الشباب السوداني ترجع لقصور في النقد؟
اتفق معك في ذلك فنتاج النقاد في ذاكرة الفن التشكيلي ككل يحتل مساحة ضئيلة او يكاد يكون معدوما واعتقد ان هذه هي الازمة الحقيقية بالنسبة للفنانين الشباب فعدم وجود حركة نقدية او نتاج نقدي متميز وعلمي وليس نقدا انطباعيا ادى الى هذه الحالة من الاغتراب للشباب من الفنانين السودانيين فهناك انقطاع بين الفنان والمتلقي لان الفنان التشكيلي السوداني لم يستطع ان يخلق نوعا من الجسور المعرفية ووعيا تشكيليا وتستطيع ان تقول ان المسؤول عن هذا الانقطاع هو الجانب التربوي والاعلامي لتنمية وعي تشكيلي قادر على رفع وتطوير هذا الوعي.
* هناك نقد موجه الى الشباب بانه يستخدم الواناً متكررة ونمطية ما رأيك؟
هذه هي ازمتنا دائما النمطية التكرار النقل وصياغة التراث بشكل ممجوج و عدم المعرفة الفنية العميقة لاساسيات العمل الفني التشكيلي والدليل على ذلك المستوى الذي تخرج بموجبه الطلاب من كليات الفنون الجميلة في السنوات الاخيرة!! أشعر بالخجل بشكل عام وانا اشاهد الحركة التشكيلية السودانية وابناء جيلي بشكل خاص اين هم الآن واين يقفون؟ صحيح ان هناك افراداً من جيل الثمانينات كما ذكرت قدموا نجاحات متميزة ولكن اشعر ان الحركة التشكيلية السودانية متفرقة ومتناثرة فاتمنى ان تصبح متماسكة مزدهرة قادرة على تغيير وعي المتلقي.
جماعة كرمة
* أين دور جماعة كرمة السودانية بالقاهرة فأنت عضو فيها؟
جماعة كرمة مثل غيرها من المجموعات تريد ان تجمع بعض الشتات في دول المهجر لكي تبقى حتى لاتنقرض ولكن اين الامكانات للاستمرار؟
وكرمة فكرة تم انشاؤها من اجل لم شمل الفنانين التشكيليين السودانيين بالقاهرة لتنظيم جهودهم في عكس المشكلة السودانية من خلال الاعمال الفنية التشكيلية وابرازها للمجتمع الفني واقول الفن لابد ان ترعاه الدولة وهو مقياس تقدم وحضارة الامم.
|
|
|
|
|
