أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th July,2001 العدد:10515الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,ربيع الثاني 1422

شرفات

غرائب الاختراعات والاكتشافات
بدأت بالشواهد الصخرية وانتهت بالذرية
اختراع الساعات رحلة عمرها 4000 سنة
ساعة بديك تحدد الوقت وتقدم عرضا فنياً.. وأخرى بالبخور تعرفك الوقت عن طريق الأنف
* علي البلهاسي:
قد لا يصدق البعض ان الناس قديماً تعلموا معرفة الوقت وصنع الساعات عن طريق الانتباه الى الدورات التي يلاحظونها في الطبيعة مثل دورات الشمس والقمر والفصول الأربعة.
وأكثر الساعات البدائية قدماً هي تلك التي كانت تعكس ببساطة الدورات التي تحدث في السماء ليراها الناس وقد كانت عبارة عن دوائر عملاقة من الحجر او أية مادة أخرى تحدد تعاقب الفصول او حركة النجوم وكانت شمس «الشواهد الصخرية» ويعتقد العلماء ان هذه الشواهد الصخرية وهي مجموعات من الأحجار الضخمة القديمة التي وجدت في انجلترا كانت تستخدم في وقت من الأوقات «كساعة» من تلك الساعات ففي أوقات معينة من السنة تكون الشمس والقمر على خط واحد مع بعض الصخور وعندما يحدث ذلك يدرك القدماء ان فصلاً جديداً قد بدأ.
ولم يخطر على بال البشر مطلقاً تقسيم الأيام الى وحدات متساوية حتى ما يقرب من 4000 سنة مضت حينما ظهرت فكرة تقسيم اليوم الى اربع وعشرين ساعة وربما كان ذلك عند البابليين الذين ابتكروا «المزولة» او الساعة الشمسية لمعرفة الساعات وهي عبارة عن دائرة عليها علامات تبين الساعات فيما بين شروق الشمس وغروبها وتغرس في وسط الدائرة ساق خشبية صغيرة حيث يقع ظلها على العلامات ومع حركة الشمس عبر السماء يتحرك الظل مشيراً الى الوقت.
على ان الساعات الشمسية لم تكن مفيدة دائماً فهي مثلاً لم تكن تعمل في الأيام غير المشمسة وحتى في تلك الأيام لو انك أردت معرفة الوقت فإن عليك ان تبتعد خارجاً حتى لا يقع ظلك عليها ثم ان الساعات الشمسية لم تكن تعمل ليلاً بالطبع
وقد عرف المصريون القدماء منذ ما يقرب من 3400 سنة كيف يبتكرون دورات يمكن استعمالها لمعرفة الوقت فقد ادركوا ان تدفق الماء من ثقب في وعاء مملوء بالماء يحدث بمعدل ثابت وقد أدت هذه الفكرة الى اختراع الساعة المائية وكان الماء في تلك السعات المائية القديمة ينساب من ثقب قرب قاع اناء حجري وكانت العلامات المحفورة على جدران الوعاء تبين الساعات بحيث يعرف الناس الوقت بالنظر الى كمية الماء المتبقية في الوعاء.
ثم اخذ الناس يستعملون الساعات الرملية مع بدايات القرن الرابع عشر وكانت تلك الساعات تعمل بنفس الأسلوب تقريباً الذي تعمل به الساعات المائية وأبسط الساعات الرملية تتكون من انتفاخين زجاجيين يتصلان معاً من خلال عنق صغير فتنساب الرمال من الانتفاخ العلوي الى السفلي وعندما تنتقل كل الرمال من الجزء العلوي يدرك احد مراقبي الوقت ان فترة زمنية محددة قد مضت.
وقد ظهرت الساعات الميكانيكية لأول مرة في أوروبا منذ نحو 700 سنة وكانت تلك الساعات تستخدم اوزانا هابطة وصاعدة لتحديد الوقت المنقضي وذلك بإدارة احد التروس الذي يستمر في الحركة حتى يطلق رنين الجرس وعندما كان رجال الدين او الرهبان يسمعون رنين الجرس كانوا يدركون انه حان وقت التجمع لأداء الصلاة. والساعات الميكانيكية او الآلية شأنها في ذلك شأن الساعات المائية او الرملية تقيس الساعات التي تمضي إلا ان اقدم الساعات الميكانيكية لم تكن تذكر الوقت كما هو الحال الآن فلم يكن بها عقارب او قرص وانما كانت تطلق اشارة ما عندما تمر ساعة كاملة وحتى هذا لم تكن تلك الساعات تفعله بدقة اذ كان اصدار تلك الاشارات كثيراً ما يتخلف نحو خمس عشرة دقيقة كل يوم.
وقد ابتكر صانعو الساعات بعض أدوات التوقيت العجيبة عبر التاريخ ففي اوائل القرن التاسع الميلادي كان لدى «ألفريد الكبير» وهو ملك انجليزي ساعة مصنوعة من ست شمعات طول كل منها 30 سنتيمتراً وكان الخدم في القصر يشعلون شمعة اثر الأخرى وكان احتراق كل شمعة يتم بمعدل ثمان دقائق لكل سنتميتر واحد وبهذا يستغرق اشتعال الشمعات الست 24 ساعة.
وفي أواخر القرن الحادي عشر اخترع المخترع الصيني «سوسونج» ساعة تدار بواسطة ساقية وكان ارتفاع تلك الساعة 9 أمتار وتزن عدة أطنان وكانت تبين حركة الشمس والقمر والنجوم وفي عام 1126 استولى الغزاة القادمون من الشمال على الساعة العملاقة وفكوها الى اجزاء ثم رحلوا بها ولم يرها احد بعد ذلك.
وفي عام 1354 اتم صانعو الساعات ساعة ميكانيكية في كاتدرائية «ستراتسبورج» وهي موجودة الان في فرنسا وكانت تلك الساعة قادرة حتى على تقديم عرض فني إذ بينما تعزف الأجراس نشيداً ما فإن الشخصيات الدينية تأخذ في الحركة حول الساعة كما كان هناك ديك ميكانيكي يصيح ويرفرف بجناحيه كل ساعة ولم يتبق من تلك الساعة سوى الديك.
وكان من أغرب الطرق للتعرف على الوقت تلك التي تتم بواسطة الأنف وحدث ذلك بالصين في القرن الرابع عشر حيث كان الناس يستخدمون «ساعة بخور» وهي ساعة خاصة بها مجرى محفور يشبه المتاهة وكان ذلك المجرى يحتوي على انواع متعددة من البخور وكان مستخدمو الساعة يشعلون البخور عند أحد الأطراف فلا ينتهي اشتعال احد أنواع البخور حتى تكون قد انقضت ساعة كاملة وفي كل مرة تتغير رائحة البخور يدرك الناس ان ساعة قد مضت.
وقد بدأت معرفة الوقت كما نعهدها الآن عام 1656 عندما بنى مخترع هولندي هو «كرستيان هايجنز» ساعة ببندول وقد استخدمت الحركة المنتظمة للبندول الذي يتأرجح بحرية في تعيين الوقت. وتأرجح البندول عبارة عن دورة تعتمد على انتظامها أكثر مما يعتمد على الماء المتساقط او الاثقال المعلقة ونتيجة لذلك كانت الساعة ذات البندول دقيقة ومضبوطة في حدود 15 ثانية في اليوم.
وقد استمر تطور الساعات عبر الزمن حتى صارت أكثر دقة واخترع البعض منها ما يدار بالكهرباء وما يعمل بالذبذبات المنتظمة لبلورة ضئيلة من مادة الكوارتز او حتى للذرات لتعيين الوقت فقد ابتكر العالمان الانجليزيان «لويس اسن» و«اجيه. في ال باري» الساعة الذرية عام 1955 فقد اكتشف ان الذرات وهي أصغر مكونات العناصر الكيميائية تتذبذب بشكل منتظم للغاية ثم توصلا الى طريقة تحول هذه الذبذبات الدقيقة الى معلومات زمنية والساعة الذرية تبلغ من الدقة حداً يجعلها لا تفقد او تكسب ثانية واحدة رلا خلال مائتي سنة.


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved