| عزيزتـي الجزيرة
الطالب في المدرسة وفي مكان الطلب تجده في همة وحماس ونشاط لكي يحصل على الدرجات العالية ويكون في الأمام تقديراً وترتيباً ويحرص على عدم التغيب والتخلف حتى لا يفوته الركب وتسبقه المعلومات وهو في مرور الشهور وتتابع الزمن على أعصابه ينتظر الشبح كما يسمونه ليثبت وجوده ويتعدى مرحلته ويرتاح ويأنس في اجازته ثم يلقي جميع الهموم لأنه اجتاز المرحلة وحصل على تقدير حاز رضاه ونال اعجابه. ولكني أقول أخي الشباب الهم لا يزال على عاتقك جاثما انه «ماذا أنت فاعل في الاجازة» إن الشاب الطموح الذي يعي معنى الوقت وما أهميته يحسب للاجازة ألف حساب قبل بدايتها ويرسم له جدولاً يومياً من صباحه إلى ليله، نعم ولست مبالغاً فهذا الوقت هو الحياة متى ضاع ضاعت الحياة وتراكمت الهموم وتشعبت الغموم:
يا من بدنياه اشتغل وغرّه طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل |
إن إعمار الوقت وأيام الاجازة بما ينفع ويعود بالربح والمكسب للشاب وأهله ومجتمعه هو من الاستعداد لقفزة هادم اللذات الذي في طريقه إلى صندوق العمل نعم لا تغرك الفسحة والاجازة ولا ينسيك الشباب والقوة فكم من شاب عقد على زوجته بهذه الاجازة وغيرها لكن القدر وإرادة الله حالت دون ذلك وهذا يجب أن يكون عبرة لنا فلا ننغمس في الشهوات والمنكرات ونرتع في غياهب السيئات فإن الوقت أنفاس لا تعود والعمر في زمن محدود كنت في صلاح وتقى أو في ضلال وغفلة وشرود، الاجازة فرصة لإعمار الوقت واثراء الفائدة وتحصيل العلم وصلة الأرحام ورفع رصيد الحسنات أو فرصة للغفلة وتضييع الصلوات ومتابعة القنوات وملاحقة الشهوات. إن وجود المراكز الصيفية ودور العلم وأماكن الثقافة من نعم الله فلا نضيعها بالتسويف والاهمال وإثقال الخطى. اغتنم فراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك أقبل على كتاب ربك وطالع سيرة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ونمّ مهاراتك المباحة وتعلم حرفاً وأشياء نافعة قبل أن تعض أصابع الندم ولا ينفع الندم ساعة مندم.. لنا لقاء في عدد قادم..بإذن الله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
صالح عبدالله القاعان - عنيزة
|
|
|
|
|