أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th July,2001 العدد:10515الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

عمّاه.. صاحب الفرض في جوف الأرض
الوقت سحر.. والسكينة تجلل أعطاف الليل من حولي، لا يكاد يقطعها إلا حفيف أغصان الشجر.
موت يخترق الظلام.. يتسلل إلى مسامعي.. قم قبل أن ينشر الفجر أرديته في الآفاق.. تحركت الأحزان في نفسي وأيقنت بأن هناك راحلاً آخر خلال هذا العام يلحق بوالدنا.
عمّاه.. أطاب لك الرحيل.. أم أن الأحزان تتنازع فيما بينها للقضاء عليّ..؟
استمعت إليك.. وأنت تنادي والدتك الراحلة مبشراً إياها بسرعة ذهابك إليها لترتمي في أحضانها وترتمي في أحضاننا الأحزان.
عمّاه.. مشوا بجنازتك تحت جنح الليل لأنك احببت قيام الليل وسجوده ولأن يدك الكريمة لا تمتد بعطاء إلا بليل حالك.
مشوا بجنازتك.. فتبعتك كأنني طفل صغير يلهو بلعبة، بل بدمعة وهم يقولون لي: لقد سافر أبوك الآخر.. وقعت اللعبة والدمعة وانكسر القلم وذابت الأوراق.
عمّاه.. حفروا قبرك وقالوا: هنا سيرقد حبيب الجميع..
هنا ستغفو الأخلاق الحميدة وهنا ستنام المراثي في الثرى..
عمّاه.. بكيناك بحروف مفجعات..فنحن ولدنا في زمن البكاء والمراثي التي لن نكتبها على الورق بل هي منثورة على الغيم.. على الريح.. على أوراق الورد.. على الجبال الشامخة.
عماه.. وضعوك في قبرك.. بعد أن غسلوه بالدموع وبعد أن تعالت الأصوات وسط بحر من الآهات ولكن.. صغيرك وقف أمام قبرك ينتظر ابتسامتك ولم يبرح المكان حتى رآها في كل جزء من أجزاء المقبرة.
عماه.. نحن اليوم نشعر بأن مرحلة مهمة من حياة الأسرة قد انتهت برحيلك، ولن نجد من يعوضها، لأن مثلك لا يتكرر في هذا الزمن.
رحم الله العم الأكبر الشيخ )مشرف الغيثي( الذي رحل مساء الاثنين 11/4/1422ه داعين له بالرحمة ووابل الغفران، وجعل ما قدم في موازين حسناته، وشاهداً له على حسن العمل، وسلامة النية وصواب القصد وقبل منه ما بذل من جهد، إنه نعم الجواد المجيب.
راضي المصارع الشمري - حائل

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved