أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th July,2001 العدد:10515الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

خدمته ميدان مفتوح
الوطن في حاجة لنجاح جميع أبنائه
سعادة رئيس التحرير الموقر..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسعد كثيرا كلما نجح مواطن في بلدي. اشعر بأن نجاحه نجاح لي وتفوقه نافع ودافع لي ولغيري فكلنا ابناء لهذا الوطن الغالي وكلنا نعمل له وكلنا نتفانى من اجله وكلنا اخذنا من الوطن فيجب ان نعطيه حقه. وحين سبق أخونا ووضع فكره وجهده وماله في خدمة الوطن وجب حقه علينا واستحق التقدير والاحترام منا. فليس بكثير ان نخصه باهتمامنا ونقف معه ونعتبر نجاحه نجاحا لنا كلنا ومكسبا لبلادنا ولبنة جديدة تضاف الى بنائنا. من حقه علينا ان نسنده ونشد على يده ونبارك له ونهنئه فهو ان كان مبتدئا صغيرا فبالدعم والتشجيع يكبر وان كان كبيرا فبالوقوف معه وامتداحه واعلان الرضا عنه يضاعف عطاءه ويوسع نشاطه ويستمر في جريانه وتقدمه حتى يصل الى قمة عطائه. واحسب في امتداد الصغير ونجاحه واستمرار الكبير وبقائه تواصلا دائما بين افراد الوطن وتماسكا متواصلا بين رجاله يعطي الوطن قوة ومتانة ويثري ميادينه الهادفة ويمده بما ينفعه ويدفع به الى الامام ويشجع بقية اهله وناسه ليسلكوا مسلك من سبقوهم من اولئك الناجحين اخوانهم الذين اناروا لهم السبل ومهدوا لهم الطريق فخدمة الوطن ميدان مفتوح لكل من يرغب تلمس النواقص فيه ويتجه الى تغطيتها بما يراه نافعا لبلده اولا ومفيدا له ولغيره من ابناء بلده ثانيا. فكلنا محتاج لغيره وكلنا يحتاجه غيره ومن ظن الاكتفاء بنفسه او لم يعرف قدر نفسه فكلاهما في الجهل سواء والعتب كل العتب على المتكاسل الذي لم يخجل من كسله ولم يكتف بسلبيته او تقاعسه وقاعديته بل ذهب لماهو اكثر ضررا من ذلك تجده يمضي وقته وجهده في تجريح الناجحين او بالتفكير في النيل منهم لا لشيء سوى انه غير قادر على مجاراتهم عاجز عن الوصول الى مكانتهم او حتى تقليدهم والمشي في طريقهم. عجزه هذا وعدم مقدرته اوجدا عنده وعند غيره ممن هم على شاكلته عقدة نفسية اكسبتهم شعورا هادما قاتلا مليئا بالغيرة والحسد فقالوا لأنفسهم ما دمنا عاجزين عن المضي قدما فلنجرب اعاقة القادرين علنا نوقف تقدمهم ونحد من تفوقهم حتى نكون في الخمول سواء ولا نظهر في الساحة اقل منهم او يبانون احسن منا فلا احد في نظرهم احسن من احد.
شعور غريب واحساس عجيب.. لماذا لا يفكر هذا وأمثاله من الخاملين المتقاعسين العاطلين بأن الناجحين لم يحرموه فرصة ولم يقطعوا له طريقا ولم يسلبوه شيئا ولم يقفوا في وجهه او يمنعوه من الاقدام بل على العكس فتحوا له الابواب وسبقوه في المخاطرة وابعدوا عنه عنصر الخوف منها ومهدوا له الطريق ويسروا دخوله وحسسوه بسبقهم لو كان يعقل ان المجال مفتوح والميدان واسع والفرص كثيرة ومتاحة للجميع وان امكانية النجاح واردة للثاني كما تمت للاول وانه لا يمنعه منه شيء عدا قلة الاقدام ولم يقصر به عن التفوق الا عدم الالحاح في طلبه والاصرار في المضي اليه. هل يريد هؤلاء وامثالهم ان تمطر عليهم السماء ذهبا او فضة وهم قاعدون أم يريدون ان يسبقوا اخوانهم وهم نائمون ام يريد هؤلاء ان يتعثر اهل العطاء من اخوانهم ويقعدوا معهم فنصاب جميعا بالتأخر والبلاء؟
شعورهم هذا شعور مرير مريض. الذين يعانون منه يفقدون قيمة الحياة ولا يحسون ابدا بطعمها او لذة العيش فيها وغالبا يصابون بأمراض وهمية او حتى عضوية لأنهم يكلفون انفسهم ويشغلون افكارهم بأشياء تضرهم ولا تعود عليهم بفائدة او انهم يريدون ان يفعلوا شيئا ولكنهم لا يستطيعون فعله بسبب أشياء كثيرة تمنعهم اهمها عدم القدرة على اتخاذ القرار والتخاذل عن الاقدام والتخوف من العقبات وردود الافعال والشعور بالهزيمة قبل البدء في المشوار.
وهذا في ظني مرجعه شخصية الانسان نفسها فقد تكون ضعيفة مهزوزة تخاف من كل شيء وتعمل حسابا سلبيا مضاعفا لكل شيء قبل الاقدام على اي قرار واتخاذه. يمضي الواحد منهم وقته في استعراض السلبيات قبل الايجابيات فينتهي به العمر وهو في مكانه دون ان يعمل شيئا.
اما اصحاب الشخصيات القوية الفاعلة فهم في مأمن من هذا الاحساس المرير لأنهم عندما يريدون ان يبدأوا بعمل يستكملون عناصره ويدرسونه من كل جانب ثم يفعلونه بكل جرأة وإقدام دون تراجع او تردد مهما كانت التبعات ومهما لحق من عقبات ومهما جاءت ردود الافعال لأنهم في قناعة انفسهم اقوياء يملكون المقدرة على مصارعة الظروف والوقوف بحزم ضد اي تيار يحاول ان يكسر طموحهم او يحد من اقدامهم وتقدمهم غير عابئين بما يمكن ان يصادفهم من متاعب او يظهر في الطريق من مستجدات لم يتوقعوها قبل معتبرين هذه العوارض وما يتبعها حاجات شبه عادية تظهر دائما في طريق الرجال العاملين ولكنها في نظرهم اشياء بسيطة من الممكن هزمها والسيطرة عليها والتحصن ضدها بالاصرار على الفاعلية والاقدام المهم عندهم ألا يقف في طريقهم عائق ولا يمنعهم عن الاستمرار في المضي الى الاقدام والوصول الى الهدف المنشود قول قائل او نيل نائل.
هذا النوع من الناس متفائلون وعلى طريق النجاح سائرون ينظرون الى الحياة من اوسع ابوابها والى الدنيا من اقصى مدى فيها عازمين جازمين على ان يحققوا مع الشيء اشياء غير مكترثين بما يشنه عليهم اصحاب العقول المريضة والسواعد الهزيلة من حملات مغرضة او حتى غير مغرضة. لا يتقهقرون ابدا ولا يتشاءمون بل يمضون في طريقهم لا يلتفتون الى الوراء لأنهم مؤمنون ومتأكدون بأن الذين يتلقون الطعنات في ظهورهم هم اولئك الناس الذين يمشون في المقدمة وهم اولئك الناس الذين يخافهم الناس فيفسحون لهم الطريق ولا يجرؤون على مواجهتهم في وجوههم بالباطل او الوقوف ضدهم بغير الحق.
هؤلاء هم الناس الناجحون الذين سوف يحققون المقاصد ويفعلون الاشياء تلو الاشياء ويقيمون البناء بعد البناء والانجاز تلو الانجاز كلما اتموا بناء اتجهوا لآخر وكلما انهوا انجازا اعتبروه بداية لما بعده من انجازات عديدة.
هؤلاء هم الرجال الذين يستحقون منا جميعا التقدير والاحترام واعطاءهم حقهم من المديح والثناء وإخراس الألسنة التي تحاول تجريحهم او النيل منهم والتقليل من قيمة عطائهم او اهميتهم في المجتمع وهذا اقل حق لهم علينا وأقل واجب نقدمه لهم نسندهم به ونحميهم كي يستمروا في عطائهم ويتأكدوا اننا جميعا معهم نشد من ازرهم ونثمن جهودهم ونبارك افعالهم ونفرح بعطائهم ونسعد بهم وبما يجودون به من عمل يعود عليهم وعلى بلدهم بالخير الكثير ويضمن لرجال بلدنا الارتقاء الدائم والتقدم المستمر فوطننا بحاجة لكل فرد من افراده وخصوصاً الكرماء والفاعلين منهم الذين يثرون ميادين الوطن.
والله من وراء القصد..
والسلام..
فهد بن عبد الله العضيب
رئيس لجنة تنمية الاستثمار والسياحة بغرفة القصيم
عضو لجنة السياحة الوطنية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved