| عزيزتـي الجزيرة
في مثل هذه الأيام ومع نهاية العالم الدراسي وبداية الإجازة الصيفية تحزم العوائل أمتعتها إيذاناً بالسفر إلى المناطق الباردة سواء داخل المملكة أو خارجها كاسرة بذلك الروتين اليومي الممل الذي اعتادت عليه خلال العام. ولكن بما أننا مسلمون ومن مجتمع مسلم نسعد بما يسعد به إخواننا في العقيدة ونحزن لحزنهم إيمانا منا بوحدة المصير كما قال عليه الصلاة والسلام «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». فإيمان الشخص يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما يكنه من مشاعر وأحاسيس للمقابل ممن يماثله بالديانة الإسلامية.
ومن هذا تلعب الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض دوراً فاعلاً بين من حُرموا من حنان الأبوين من الأيتام وما يتبعه من التزامات مادية ومعنوية، وبين المجتمع الذي يعتبر البيت الكبير لهذا اليتيم وذاك، فكما نرغب في أن نستمتع في مأكلنا ومشربنا ولعبنا يرغب هو في ذلك، لذا وجب علينا أن نحمل له بين جوانحنا ما يشعره بالانتماء والتلاحم مع إخوته. ذكرت الكثير من الدراسات الاجتماعية أن مئات بل آلاف من الجمعيات الخيرية الأهلية تنشأ بالغرب في غالبية الأحياء في المدينة الواحدة للاستفادة منها لرعاية أصحاب الظروف الخاصة المنتمين لهذا الحي أو ذاك، الأمر الذي زاد من عملية المنافسة بين الأحياء خاصة في العناية بكبار السن والمشردين وتبنِّي الأفكار والمواهب والإبداعات من مختلف الأشخاص فهلا كان ذلك أولى بنا نحن المسلمين؟
نعم وهذا ما حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف في القرآن الكريم والسنّة المطهرة، فمن تدريب الأيتام على التعامل مع الحاسب الآلي إلى تعليم اللغة الإنجليزية إلى تدريبهم للعمل في مختلف الأنشطة والمراكز التجارية ومطاعم الوجبات السريعة إلى إعداد الزيارات المتتالية لتعريفهم على المرافق الحيوية والترفيهية المختلفة التي تحويها مدينة الرياض والعديد من البرامج، ولكن يبقى الأهم لتخطو الخطوات الواقعية والفاعلة ويتمثل ذلك في اليد الحانية العطوفة لتقف وقفة صادقة في الدعم والمؤازرة.
فمن هذا المنبر الطيب ندعو الإخوة الكرام من أهل الخير والإحسان في بلادنا النظر بعين العطف والحنان لإخوانهم الأيتام، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه «وما تنفقوا من خيرٍ تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً...» الآية.
أحمد فرج منيصير الفرج - الرياض
|
|
|
|
|