| أفاق اسلامية
هذه الدنيا هي دار الابتلاء والشكوى، والبأساء والضراء، فيها من مصائب ومحن ورزايا وفتن، ما أضحكت إلا وأبكت، ولا سرَّت إلا أحزنت، على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقدار والأكدار، ولو كانت الدنيا صفوا لأحد لكان أولى الناس بذلك رسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد قاسى الجوع بأبي هو وأمي حتى ربط الحجر على بطنه، ولقد أوذي جسمه وأهله، ذلك أن المؤمن كلما كان أقوى إيمانا، فإذا كان خير الناس وأكرمهم يقاسون هذه الشدائد فغيرهم أولى، إن الإيمان ليس كلمة تقال فقط إنما هو حقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات أعباء وجهاد يحتاج الى صبر، وجهد يحتاج الى احتمال )أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون(، فلا يكفي أن يقول الناس آمنا ويتركون لهذه الدعوى حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها، ويخرجوا منها صافية عناصرهم، خالصة قلوبهم كما تفتن النار الذهب، لتخلِّصه من العناصر الرخيصة التي تعلق به تماما كما تصنع الفتنة بالقلوب، ، ، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، ، نعم إن خير الناس أنبياء الله ورسله تعرضوا للشدائد وواجهوا الأذى، فكيف بنا نحن أفلا نصبر على ما يصيبنا في سبيل الله،
|
|
|
|
|