أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th July,2001 العدد:10515الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,ربيع الثاني 1422

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
السعادة
محمد بن مرضي الشهراني
السعادة مطلب عزيز وهاجس ثمين يتمناه كل إنسان. فالكافر والمسلم والبر والفاجر والصغير والكبير الكل يطلب السعادة مع اختلاف المقاصد والغايات. اختلف الناس في بيان مضمون السعادة:
فأهل اللغة قالوا: ان السعادة ضد الشقاوة. يقال: فلان شقي وفلان سعيد، أما أهل التربية وعلماء النفس فقالوا: السعادة هي ذلك الشعور المستمر بالغبطة والطمأنينة والبهجة والحياة السعيدة هي الهدف الاسمى لكل انسان وقد اختلف الناس في مفهوم السعادة فالبعض يرى ان السعادة في جمع المال وبعضهم يراها في صحة البدن والأمن والاستقرار وبعضهم يرى ان السعادة في المسكن الواسع والمأكل اللذيذ والزوجة الصالحة وبعضهم يرى انها في التفنن بالمأكولات والبعض يرى انها حصول الرزق الحلال والعلم النافع والبعض الآخر يرى انها في الإيمان الصادق والعمل الصالح والحقيقة ان هذه وسائل للسعادة.
فالسعادة قيل تنقسم الى قسمين:
)أ( سعادة دنيوية مؤقتة بعمر قصير محدود. )ب( سعادة أخروية دائمة لا انقطاع لها.
وإن سعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة وان السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة إنما هي للمؤمنين المتقين كما أخبر الله تعالى بذلك بقوله تعالى: )من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون( سورة النحل آية 97.
ولكن ما هي الحياة الطيبة؟
ان الحياة الطيبة في الدنيا راحة القلب وطمأنينة النفس والقناعة برزق الله وإدراك لذة العبادة وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالفلاح والفوز في الدنيا والآخرة للمسلم الذي رزق حلالا بقدر الحاجة وقنع به فقال عليه الصلاة والسلام: )قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه( رواه مسلم. اذن فالسعادة كلها مجموعة في طاعة الله ورسوله قال الله تعالى: )ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما(، والشقاوة كلها مجموعة في معصية الله ورسوله قال الله تعالى: )ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا( الأحزا 36.
إن راحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه هو المطلب لكل الناس لكي تحصل الحياة الطيبة ويتم السرور والابتهاج فعن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )أربع من السعادة: المرأة الصالحة والسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنىء، وأربع من الشقاء الجار السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق( رواه ابن حبان في صحيحه، وعند ابن حبان )من السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ومن الشقاء المرأة تراها فتسؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك( ابن حبان.
الأسباب والوسائل الجالبة للسعادة:
أن عظم هذه الاسباب بل وأصلها وأساسها هو الايمان بالله والعمل الصالح قال تعالى: )من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون(. وقال تعالى: )من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب( فقد وعد الله من جمع بين الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذه الدار وبالجزاء الحسن في هذه الدار ودار القرار، وسبب ذلك واضح فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من اسباب السرور والابتهاج فهم يتلقون المحاب والمسار بقبول لها وشكر عليها فيتلقون المكاره والمضار بالمقاومة لما يمكن مقاومته والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد وبذلك تضمحل المكاره وتحل محلها المسار والطمع في فضل الله وثوابه كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن هذا بقوله: )عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا المؤمن(. فالمؤمن إذا ابتلي بمرض او فقر او نحوه من الاعراض التي كل احد عرضة لها فإنه بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له تجده قرير العين لا يتطلب بقلبه أمرا لم يقدر له ينظر الى من هو دونه ولا ينظر الى من هو فوقه وكذلك إذا حدثت أسباب الخوف وألمت بالانسان المزعجات نجد صحيح الايمان ثابت القلب مطمئن النفس متمكنا من تدبيره على العكس من فاقد الايمان فهو اذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره وتوترت أعصابه وتشتت أفكاره وداخله الخوف واجتمع عليه الخوف الخارجي والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه، وهناك أسباب ووسائل كثيرة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved